dimanche 13 février 2022

حزبُ "النهضة" التونسي: هل هو حزبُ النظام أم حزبُ التغيير ؟ مواطن العالَم والديداكتيك، عَلماني، روحاني، دارويني، متعدّد الهُويات، أصيل جمنة ولادة وتربية، يساري غير ماركسي

 

(marxiste repenti)

 

خلال عشر سنوات تأقلمت "النهضة" مع إملاءات لوبيات الداخل وإكراهات لوبيات الخارج ولم تدّخر جهدًا من أجل نحت مكان لها داخل مؤسسات الدولة، لكنها فشلت في التغلغل في مفاصل الدولة ولم تغامر بِبَعث مؤسسات إسلامية جديدة وواعدة (تشييد عاصمة دينية في القيروان، إحياء جامع الزيتونة، دسترة الزكاة والحُبس، إلخ). أيادي مرتعشة كي لا أقول أيادي عاجزة وربما تكون أياديَ مكبّلةً بإكراهات خارجية غير مرئية. الله أعلم.

الحقيقة أن هذا الحزب لم يُخلَقْ لتغيير المنوال الاقتصادي الليبرالي السائد في تونس منذ الاستقلال، بل على العكس: فضلت "النهضة" وبإرادتها السيرَ في ركابه بل قدّمت له تنازلات مجانية للتقرّب منه والتودّد إليه.

"النهضة" لم تطرح أبدًا مسألة الدين والسياسة بل تراجعت عن مبادئها الإسلامية وأصبحت تقول على لسان عبد الفتاح مورو، نائب الغنوشي: "مرجعيتنا الدستور وليس القرآن" (سمعته بأذنيَّ وشاهدته بأم عينَيَّ).  هل بدأت النهضة تتعلمن ؟

"النهضة" قطعتْ علاقتها بالحركات الإسلامية الجهادية (أنصار الشريعة) وفضلت إتباعَ نهج البراﭬماتية السياسية والاقتصادية على حساب مرجعيتها الإسلامية الخيرية التطوعية التضامنية الدعوية وبدأت تَنحتُ لنفسها هُوية توفيقية (Une identité syncrétique).

 

Source d’inspiration : Le Monde diplomatique. Manière de voir février-mars 2022.

 

إمضائي:

النقدُ الفكريُّ هو مشاركتي الوحيدة في الحياة السياسية، نقدٌ يُلزِمني وحدي ولا يُلزِم أحدًا غيري، والسلام على مَن اتّبع الهُدَى، والسلام أيضًا على مَن لم يتّبِعْها، على أملِ أن يَهديه ربي يومًا ويتّبعُها !

"أكبرُ مَعروفٍ أسدتْه السكك الحديديةْ للمملكة الحيوانيةْ ؟ أراحتْ ملايينَ البِغالِ من حَمْلِ الأثقالِ !"  الفيلسوف الألماني شوبنهاور

 

 

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 13 فيفري 2022.

 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire