jeudi 17 février 2022

ثلاثة تعريفات مقتضبة لثلاثة مفاهيم معقدة: العلمانية والدين والسلام ؟ اقتباس من الفيلسوف الفرنسي الملحد ميشيل أونفري

 

العلمانية:

أن لا يفرض المتديّن دينه على الآخرين ولا الملحد يفرض إلحاده. يتفقان في "إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ".

 الدين:

أن يكون حل مشاكل الإنسان نازلا من السماء (Transcendance) وليس نابعًا من الإنسان نفسه (Immanence).

السلام:

أن يرتقي الإنسان من الحيوانية (موروثه الجيني وغرائزه) إلى الإنسانية (مكتسباته وثقافاته وحضاراته ومستقبله) ويوظف مخه البشري لحل مشاكله عوض الركون فقط إلى مخه الزواحفي (Cerveau reptilien ou animalier). بيولوجيا ينتمي الإنسان إلى صنف الثدييات من الحيوانات، التي ما زال الذكر فيها يسيطر ويتحكم في القطيع وله حريم من الإناث وما زال يحدد مجاله البيئي عن طريق التبوّل فيه والقوة العضلية وما زالت غرائزه تقود تحركاته. أما الإنسان فالمفروض أنه حيوان عاقل (Homo-sapiens)، يتكلم ويكتب ويورّث مكتسباته مع جيناته ولا تسيطر عليه غرائزه. إنما الواقع ينبئ بعكس ذلك: ما زال القوي يأكل الضعيف وما زالت أمريكا تحدد مجالها الاقتصادي بعدد قواعدها العسكرية وما زالت إسرائيل ترسم حدودها عبر مستوطناتها في الأراضي المحتلة في الضفة الغربية الفلسطينية وفي الجولان السوري المحتل وفي مزارع شبعا اللبنانية المحتلة. أما لدى الإنسان المتحضّر فالأرض لمن بالحب يزرعها وليست لمن بالسلاح يحتلها.

تعليق المؤلف محمد كشكار:

خلافا للبيئة المسيحية الأوروبية أين وُلدت العلمانية ، يبدو لي أن في الدين الإسلامي يتواجَد التعريف الأول مع الثاني في آن: تعريف العلمانية في القرآن: "لا إكراه في الدين" و"لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم". تعريف الدين في القرآن والحديث: "ما فرّطنا في الكتاب من شيء"، وفي خطبة عرفة في حَجة الوداع: "تركتُ فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلّوا بعدي أبدا، كتاب الله وسُنّتي".

 


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire