samedi 26 février 2022

مفاهيم إسلامية-كونية

 (des concepts islamiques)

 

لا أفهم لماذا إذا نطقتَها بالعربية، جُل الحداثيين التونسيين يشمئزون، ماركسيون وليبراليون، وإذا نطقتَها بالفرنسية ينشرحون ؟

 

مقدمة: تجنّبًا لمناكفات أصحاب العقول الإقصائية الإستئصالية المتحجرة المنغلقة لدى الجهتين، حداثيين وإسلاميين: أناقش الفكرة لا تطبيقاتها في التاريخ (تطبيقات سادت ثم بادت ولن تجدها مثلما كانت إلا في مخيلة الإسلاميين السلفيين الأرتدوكسيين)، ولا أناقش أيضًا تطبيقاتها في الماضي والحاضر لأنها ببساطة لم تُطبَّقْ بعدُ. أناقش الفكرة من وجهة نظر مواطن تونسي مسلم علماني يساري غير ماركسي وليس من وجهة نظر فقهية إسلامية أو إيديولوجية، لأنني لستُ ماركسيًّا ولا إسلاميًّا ولا قوميًّا ولا ليبراليًّا، فوجهوا سهامكم أيها المناكفون حيث تصيب أهدافَها. أناقشها بعفوية مَن تَرَبَّي في حضن أمٍّ لم ترضعّه إلا الحب وفطمته عن الكُرهِ، للأسف تَعَلَّمَ الكُرهَ عن الآخرين، ندم ورجع إلى أصله صاغِرًا (l’indigénisation). أنا وعيتُ حديثًا أنني لست مثل الآخرين، أنا عدوٌّ شرسٌ للحداثة وما بعد الحداثة في ثوبها الغربي الاستعماري وخاصة في ثوبها الفطري الغريزي الحيواني الرأسمالي المركزي-الأوروبي الحالي العنصري الإرهابي (l’eurocentrisme).

بعض المفاهيم الإسلامية التي خطرت ببالي:

1.    الخلافة (Aujourd’hui c’est l’union qui fait la force, exp: l’union européenne ou américaine):

نُطقُها بالعربية لا يوحي في أذهان "الحداثيين" إلا بـحزب التحرير وداعش، بالفرنسية مطلبٌ ملِحٌّ وأملُ العربِ والمسلمين أجمعين.

لا ألوم المنبَتِّين، اعني بهم جل اليساريين والليبراليين، لكنني أتعجب خاصة من القوميين الذين ينادون بوحدة عربية ويرفضون الوحدة العربية-الإسلامية، والغريب أن عربية الأولى عِرقية عنصرية وعربية الثانية لغوية، الثانية حضاريًّا وإنسانيًّا أرحب بكثير.

2.    الأحباس أو الوقف (Aujourd’hui c’est les fondations):

بالعربية يرونها مصيبة وبالفرنسية روعة.

3.    الزكاة (Aujourd’hui c’est l'impôt de solidarité sur la fortune):

بالعربية يرونها رجعية وبالفرنسية عدلاً وتضامنًا بين الأغنياء والفقراء.

4.    الشورى (Aujourd’hui c’est la démocratie):

نُطقُها بالعرابية وحده لا يوحي في أذهان "الحداثيين" إلا بالنهضة والنهضاويين، بالفرنسية عسلٌ مستورَدٌ.

5.    جهاد النفس

Maîtriser ses désirs, surtout ceux qui ne sont pas naturels et indispensables comme la plupart de nos désirs d’aujourd’hui, les désirs façonnés par notre société de consommation d’aujourd’hui (la société postmoderne liquide de Zygmunt Bauman).

جهادْ النفس.. أعدْها عليَّ  ثانيةً..

C'est-à-dire, comme l’a bien dit le philosophe athée, Michel Onfray : « philosopher, c’est philosopher sur ses désirs ».. Ah bon, si c’est Onfray qui l’a dit, pas de problème, on est totalement d’accord.

أضيفُ لك مصدرًا غربيًّا آخر مما تحب: عالِم الأنتروبولوجيا ليفي ستروس (Claude Lévi-Strauss, 1908-2009) قال: "وُلِدت الحضارة يوم تعلم الإنسان كَبْحَ رغباته الجنسية الحيوانية وصرف نظره نهائيًّا عن نِكاح المحارم (l’inceste)". وأنا أقول: كلما كَبَحَ الإنسانُ شهواته المضرّة بأخيه الإنسان، كلما ابتعد درجة عن أصله الحيواني وكلما صعد درجة في سلّم الإنسانية كلما اقترب أكثر من السعادة الروحانية.

6.     (...)، والقائمةُ تطولُ.

ملاحظة: أعي جيدًا أن لكل مفهومٍ تاريخًا، لكنني، وفي نفس الوقت، أعي أيضًا أن المفهومَ كالكائن الحي، ينمو ويتطوّر وتتغير ملامحه من زمنٍ إلى آخر.

أنهِي بسؤال: لماذا أرى حُسنًا فيما يراه رفاقي قُبحًا ؟ ربما لأنني اكتشفتُ بهاءَ بعض المفاهيم الإسلامية (certains concepts islamiques)، اكتشفتُها بلغة أجنبية، قرأتُ الأجنبيَّ الذي لا يكره الإسلام ولا المسلمين، وفي نفس الوقت لا يتعصّب للإسلام ولا للمسلمين، ومثله أصبحتُ أحب هويتي ولا أكره هوية مَن علمني.

 

 


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire