mardi 22 février 2022

العلمانيون التونسيون


 

استوردنا من فرنسا أسوأ ما فيها، وأهملنا أهم ما فيها ؟

استوردنا عَلمانية الثورة الفرنسية المعاديةُ للدين والمتدينين (Les hommes ne seront pas libres tant que le dernier roi ne sera pas étranglé avec les tripes du dernier prêtre, écrivait Diderot, 1713-1784 )، أسوأ أنواع العَلمانية بالمقارنة مع عَلمانيةُ الدول الأنڤلوسكسونية، بريطانيا، أمريكا وألمانيا، عكس العَلمانية الفرنسية، عَلمانيةٌ متصالحةٌ مع الدينِ.

استوردنا تحريرا للمرأة (تحريرا انتهازيّا في جزءٍ منه)، تحريرا يهدف إلى استغلالها واختزالِ دورِها وحصرِ قدراتها في المتعةِ الجنسية (تِجارةُ البِغاء العلني والسري) واستغلالِ صورتِها في الدعاية الرأسمالية (La chosification et la marchandisation de la Femme).

أيها العلمانيون التونسيون المتصالحون مع تاريخكم وهويتكم العربية-الإسلامية وغير التابعين للعلمانية الفرنسية، لماذا أنتم صامتون ولا تعبرون إلا لمامًا عن وجهة نظركم ؟

أما العلمانيون التونسيون غير المتصالحين مع هويتهم الإسلامية فيبدو أنهم لم يطلعوا على العَلمانية الأنـﭬلوسكسونية المتصالحة مع المسيحية.

في التاريخ، العلمانية وَهمٌ. الرأسمالية لم تفصل بين اليهو-مسيحية والدولة بل أوهمتنا بذلك وتاجرت بالعلمانية واغتنت بها  (نوال السعداوي Tv. F24).

يبدو لي أن العلمانية الأنـﭬلوسكسونية كانت أفضل من الفرنسية في تفاعلها مع المسيحية. لماذا لا نبتكر علمانية إسلامية (أقصد الحضارة الإسلامية لا الوحيَ) متصالحة مع الإسلام (وحي) كما قال مالك بن نبي "ليس الإسلام هو الحضارة، الإسلام وَحْيٌ نزل من السماء بينما الحضارة يصنعها البشر".

العلمانية تدخل في الحضارة ولا تمس الوَحْي. العَلمانية: يُقال أن كلمة عَلمانية أصلها "عالَمانية" من عالَم وليس من عِلم. أفضل تعريف لها ورد في القرآن: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم". وكما قال ابن تيمية: "الله ينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة ولا ينصر الدولة الظالمة وإن كانت مؤمنة" أعتبره تعريفا إسلاميا وجيها للعلمانية.

العلماني حتى ولو كان ملحدا، واجب عليه احترام أصحاب الأديان التوحيدية وغير لتوحيدية. أعجب من علماني تونسي لا يحترم دينَ أهله وأمه وأبيه !

 


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire