كتاب "مخاضات الحداثة التنويرية. القطيعة
الإبستمولوجية في الفكر والحياة."، هاشم صالح، دار الطليعة للطباعة والنشر،
بيروت، لبنان، الطبعة الأولى 2008، 391 صفحة. استعرته من المكتبة العمومية بحمام
الشط. كتاب من أفضل الكتب
التي قرأتها في السنوات الأخيرة و أعتبر كاتبه من أعلم وأنضج الفلاسفة التنويريين
العرب، وأعُدّه من أهم رواد النهضة العربية الإسلامية المعاصرة.
نص هاشم صالح:
صفحة 266: ولا معنى للقول بأنه لا
يوجد في الإسلام كهنوت وبالتالي فلا داعي للعلمنة. فالواقع أنه يوجد في الإسلام
كهنوت، وإن بطريقة مختلفة عن الكاثوليكية. فهناك الفقهاء وكبار رجال الدين وهيئة
كبار العلماء ولجان الإفتاء وشيخ جامع الأزهر والنجف والأشرف... إلخ. وهم قادرون
على الإفتاء في أي لحظة وتكفير هذا الشخص أو تبرئته وخلع المشروعية على معاهدة
سلام مثلا أو إدانتها، وتبرير وجود القوات الأجنبية أو إدانته... وإذن فهم يمارسون
نفس عملية الضبط والتحكم بمسيرة المجتمعات كنظرائهم في الناحية المسيحية. وسوف
تُخاض المعركة الفكرية معهم في نهاية المطاف إذا ما أرادت مجتمعاتنا الإسلامية أن
تنطلق من عقالها وتحقق ذاتها على خارطة العالم الحديث.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire