مأساة المسلمين
الصينيين سكّان أو أصيلِي مقاطعة "أُويْـﭬُورْ" : ضحايا ورهائن ؟ نشر لوموند ديبلوماتيك، ترجمة مواطن العالَم والديداكتيك
Ouïgours, victimes et otages
اعتقالات
اعتباطية، عنف مادي ومعنوي، اعترافات مفروضة بالقوة، محاكمات دون حضور محامٍ،
ابتزاز مسلَّط على أقارب المتهم، إلخ.
مأساة امرأة صينية
مسلمة مقيمة بفرنسا وأصيلة مقاطعة "أُويْـﭬُورْ":
متزوجة وأم
لبنتَين. زوجها وبنتاها حصلوا على الجنسية الفرنسية وهي حافظت على الصينية حتى تتمكّن
من زيارة أقاربها في الصين لأن السلطات الصينية لا تعترف بازدواجية الجنسية.
وحالما وصلت للصين قادمةً من فرنسا في زيارة عائلية خاصة حتى تمّ إيقافها بتهمة أنشطة إرهابية وأدلتهم الواهية هي الآتية: زوجها يناضل في منظمة "المؤتمر العالمي الأُويْـﭬُوري" (WUC)، وإحدى بنتَيها التُقِطت لها صورة وهي تشارك في مظاهرة بباريس وهي تحمل في يدها عَلمًا صغيرًا لـ"تركستان الشرقية" ("تركستان الشرقية" هو اسم منطقة Xingjiang بالنسبة للمطالبين بالاستقلال عن الصين).
مرّت بطلتنا
من سجن إلى سجن قبل أن تستقر في "مركز لإعادة التربية" (centre de rééducation ) أين قابلت عشرات
النساء من المدرّسة المتهمة بالانفصالية (séparatisme) إلى جارة قديمة متهمَة
بممارسة شعائرها الإسلامية. في المركز-المعتقل فرضوا عليها ما يلي: التحدث بلغة الصين
الرسمية (mandarin) وليس بلغتها الأُويْـﭬُورية الأم، حِفظ عن ظهر قلب نصوص
خطابات الرئيس (Xi Jimping)، الجَهر
بإدانة نضالات زوجها وبنتها في فرنسا، وأمروها بعدم الصلاة (كانت لا تصلي فأصبحت في
المعتقل تصلي سرًّا).
إصرارُ ابنتها
المشاكِسة وتَدَخُّلُ ماكرون، رئيس فرنسا، عاملان أساسيان ساهما في إطلاق سراحها ورجوعها
إلى فرنسا.
المأساة أن
أبناء بلدها الأُويْـﭬُوريون المقيمين في فرنسا أصبحوا يشكون فيها ويعتبرنها
جاسوسة صينية.
سنة 1978،
كانت مقاطعة أُويْـﭬُور تعد 5،5 مليون
ساكن، أصبحت تعد 12،72 مليون سنة 2018.
في العامين
الأخيرين، انخفضت لدى الأُويْـﭬُوريين نسبة الولادات: قد يكون نتيجة الخوف من
المستقبل أو تغييب الرجال في المعتقلات أو التعقيم الإجباري أو الثلاثة أسباب مجتمعة.
Source:
Le Monde diplomatique, avril 2021, extraits de l’article « Asie. Ouïgours, victimes et otages», par Martine Bulard, p. 26.
إمضائي: "الوطنية
والعالمية، علينا اليوم الجمع بين هذين المفهومين المتناقضين في الفكر المعقّد: الجمع
بينهما يخلق مواطن العالَم" (Edgar
Morin )
تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 8 أفريل 2021.
للتذكير، أعيدُ نشر المقال التالي حول نفس
الموضوع:
الصين
الشيوعية عينت مليون موظف قوّاد مقيم لمراقبة مليون عائلة مسلمة في مقاطعة صينية
مسلمة؟ لوموند ديبلوماتيك، ترجمة وتأثيث مواطن العالَم
مقاطعة (Xinjiang) مقاطعة صينية غنية بالبترول
والغاز والفحم الحجري والطاقة الشمسية والهوائية، تقع على حدود ستة بلدان أجنبية
(منڤوليا، روسيا، كازاخستان، كيرغيستان، باكستان، الهند)، مساحتها ثلاثة أضعاف
مساحة فرنسا، عدد سكانها 22 مليون، 40% منهم صينيون مسلمون و45% صينيون غير مسلمين.
منذ
التسعينيات من القرن الماضي، ظهر فيها التطرف الإسلامي الصيني الفكري والعنيف،
وانضم بعضهم إلى داعش. بين سنة 1990 و2001، وقعت فيها 200 عملية إرهابية مات فيها
162 صيني.
كيف
قاومت الصين الشيوعية هذا التطرف؟
1.
راقبتهم بواسطة وسائل تكنولوجية
حديثة: نصبت كاميرات في الفضاءات العامة، منعت عليهم تحميل بعض البرمجيات مثل
"واتساب"، قطعت عليهم الأنترنات في بعض الأحيان (Totalitarisme
post-moderne).
2.
صنّفتهم حسب سلّم الخطورة على
النظام، ومن أجل إدانتهم واتهامهم اعتمدت المقاييس المجحفة التالية: - الإقامة
الوقتية مهما كان السبب في بلد مصنف خطر (26 بلد، منهم الجزائر، سوريا، مصر،
السعودية، الإمارات وغيرها) - التحدث مع أجانب أو مع صينيين أقاموا وقتيًّا في
الخارج - القيام بتحميل برمجية ممنوعة - اللحية - عدم شرب الخمر - عدم التدخين -
عدم أكل لحم الخنزير - أكل لحم حلال - صيام رمضان - تسمية الأبناء بأسماء توحي
بالتمرد مثل اسم محمد.
3.
زادت في أعداد رجال الشرطة
ورفعت عددهم في المقاطعة من 7،500 سنة 2009 إلى 90 ألف سنة 2017، وكان الهدف من
وراء هذا الإجراء الردعي يتمثل في زرع مركز شرطة في كل قرية وكل دُوّار.
4. حوّلت وجهة مليون مسلم صيني مشكوك في اتجاهاتهم الفكرية المتطرفة (تقريبًا عُشُرُ المسلمين الصينيين) إلى معسكرات إعادة التأهيل
(des camps de rééducation)،
وهي في
الواقع معسكرات اعتقال (des camps de concentration) يُمارس
داخلها التعذيب النفسي والجسدي حسب شهادات بعض الفارّين منها.
5.
قمة القمع التي لم تَرَهُ عينٌ
ولا سمعَتْ به أذنٌ: السيد "شان"، المسؤول الأول لفرع الحزب الشيوعي
الصيني بالمقاطعة، قدّم برنامجًا لمقاومة التطرف الإسلامي الصيني الفكري والعنيف،
أطلق عليه بارادوكسالومان اسم "نعمل عائلة" (faire famille)، وفعليًّا نفّذَه.
كيف "نعمل عائلة" حسب اجتهاد هذا المسؤول
الصيني الشيوعي؟
(تعليق مواطن العالَم: اربطوا أحزمتكم أيها القراء
المسلمون وغير المسلمين، الخبرُ صادمٌ جدًّا!)
الدولة الصينية الشيوعية "الكريمة" عيّنت مليون موظف صيني
غير مسلم قوّاد لمراقبة مليون عائلة مسلمة في مقاطعة صينية مسلمة: كل موظف صيني
غير مسلم (هانس) يُعيَّنُ مخبِرًا، تبعثه الدولة يقيم لعدة أيام مع عائلة صينية
مسلمة غصبًا عنها.
ماذا يفعل هذا الضيفُ الثقيلُ الطفيليُّ الإجباريُّ داخل
العائلة المضيّفة المغلوبة على أمرها؟
يسجل كل السلوكات العائلية التي تبدو له متمردة، يحث
أعضاء العائلة على الوشاية ببعضهم البعض، ويُلقِّنهم أصول "التربية الشيوعية الوطنية" على قاعدة صحيحة.
خلاصة القول: وبعد هذا القمع الذي يُسلَّطُ يوميًّا على
مسلمي الصين، ما زال البعضُ يتساءل عن أسباب التطرف الإسلامي الصيني الفكري والعنيف؟
خاتمة: لو كنت مسلمًا صينيًّا لَتطرّفتُ!
المصدر:
Le Monde diplomatique, mars 2019, extraits de l`article :
Déjà un million de personnes passées par les camps de rééducation du Xinjiang.
Les Ouïgours à l`épreuve du « vivre-ensemble »
chinois. Par Rémi Castets, Docteur de l`institut d`études
politiques de Paris, directeur du département d`études chinoises de l`Université
Bordeaux-Montaigne, pp. 6 et 7.
أنا اليومَ لا أرى خلاصًا للبشريةِ في الأنظمةِ القوميةِ
ولا اليساريةِ ولا الليبراليةِ ولا الإسلاميةِ، أراهُ فقط في الاستقامةِ
الأخلاقيةِ على المستوى الفردِيِّ وكُنْ كما شِئتَ (La spiritualité à l`échelle individuelle).
"النقدُ
هدّامٌ أو لا يكونْ" محمد كشكار
"المثقّفُ هو
هدّامُ القناعاتِ والبداهاتِ العموميةِ" فوكو
"وإذا
كانت كلماتي لا تبلغُ فهمَك فدعْها إذنْ إلى فجرٍ آخَرَ" جبران
لا أقصدُ فرضَ
رأيِي عليكم بالأمثلةِ والبراهينَ بل أدعوكم بكل تواضعٍ إلى مقاربةٍ أخرى، وعلى كل
مقالٍ سيءٍ نردُّ بِمقالٍ جيّدٍ، لا بالعنفِ اللفظيِّ.
تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الخميس 14 مارس 2019.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire