vendredi 30 avril 2021

"المدرسُ رسولٌ وليسَ موظفًا". مواطن العالَم والديداكتيك

 


عندما أقولُ أن المدرّسَ رسولٌ وليس موظفًا، مُناوِئيَّ يقولون عني أنني مثالي الأفكار.

وهل وُجد في تاريخ البشرية جمعاء رسولٌ غيرُ مثاليٍّ ؟

مهمة الرسول مهمة صعبة.

ألا يقول المدرسون أن مهنتَهم مهنةٌ شاقةٌ، وما دمت أنا، متوسط الثقافة والذكاء وقليل الحيلة وذات اليد، قد استطعتُ بمفردي القيامَ بهذه المهمة قدر المستطاع، فلماذا لا أعقد الأمل في زملائي ؟

خلال 38 سنة من مسيرتي المهنية المُضنية بين تونس والجزائر قمتُ بالأعمال التطوعية التربوية المجانية الآتية جنب مواصلة تعليمي العالي طيلة رحلة طويلة ومضنيةٌ دامت 13 سنة، أعددتُ خلالها إجازة في علوم الحياة والأرض وماجستير ودكتورا في ديداكتيك البيولوجيا ودرستُ عام فلسفة بالمراسلة.

ما هي هذه الأعمال التطوعية التربوية المجانية التي قمتُ بها ؟

قدمتُ ساعات زائدة للتلامذة + أسستُ نوادي ثقافية في المعاهد (حتى في الجزائر) + شاركتُ في تعريب اختصاصي SVT + وزعتُ نسخا ورقية وألكترنية من كتبي (بِعتُ بعضها طبعا) + ألفتُ كتابا تطوعا حول تجربة جمنة الثورية في الاقتصاد التضامني + قدمتُ عشرات المحاضرات (قبضت أجرا زهيدا مرتين فقط لا غير: 60د و100د) + قدمتُ 20 محاضرة في العاصمة حول تجربة جمنة + قمتُ بتأطير غير رسمي لبعض الطلبة + نظمتُ وأثثتُ عديد الندوات الثقافية بحمام الشط وبمقر الاتحاد الجهوي للشغل ببنعروس + نشرتُ آلاف المقالات في الفيسبوك + المشاركة في إعداد مشروع الإصلاح التربوي سنة 2016 بتكليف من نقابة التعليم الثانوي + وما أقومُ به اليومَ من تدخلات تربوية على قناة (JDD-Tunisie) هو أيضًا عملٌ تطوّعيٌّ ومَجانيٌّ 100%.

 

خاتمة: عدّدتُ ما فعلتُ، ليس من باب التبجح أو المَنّ على أحدٍ ولم يجبرني على فعل ذلك أحدٌ، بل عددتُه من باب الحِجاج وإقامة الدليل على أن أفكاري واقعية وليست مثالية كما يدّعي مُناوِئيَّ.

 

إمضائي:
- لقد سبق لي وأن قلت أن "التعليم رسالة وليس وظيفة"، والرسول لا يُضرب عن أداء رسالته مهما كلفه ذلك من عناء. الكف إراديّا عن إراديًّا وليس بقانون.
- المدرسُ ليس بروليتاريًّا يبيع قوّة عمله للعَرْف ويتفاوض على الأجر. المدرسُ أكبرُ من هذا، المدرسٌ رسولٌ، لا عَرْفَ له وهو عَرْفُ نفسِه وسيدُها.
- "نقصُ إيماننا سبب تخلفنا" الظاهر أنه ليس شعارا أجوفا كما كنت أظن! يبدو أن نقص إيمان المدرس برسالته التربوية هو أهمُّ سببٍ لتخلفِ تعليمِنا.

 

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 30 أفريل 2021.

 

 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire