dimanche 4 avril 2021

كليات العلوم التونسية، لماذا لم تنتج لنا علماء ! المؤلف مواطن العالَم والديداكتيك

 


هل لتقصير من أساتذتنا وطلبتنا أم لقصور في برامجنا ومناهجنا التربوية في الابتدائي والثانوي والجامعي ؟

يبدو لي أن السببين الاثنين مسئولان معاً. كيف ذلك؟

مسؤولية وزارتَىْ التربية والتعليم العالي:

الوزارتان الاثنتان لم توفرا الإمكانات المادية واللوجستية الضرورية للارتقاء بمستوى تعليمنا: مثلا، وسائل التعلم (Les moyens didactiques) مفقودة في جل مؤسساتنا التربوية كالحواسيب والمجاهر (Les microscopes) وآلات العرض (Les vidéoprojecteurs).

مسؤولية المدرّسين في الابتدائي والثانوي والجامعي على السواء:

جلهم محافظون متكاسلون وللتجديد ناكرون وفي بذل الجهد والقيمة المضافة مقصِّرون وعلى قدر المرتب الزهيد يعملون وعلى الرخص المرَضية مدمنون. جل المدرسين لم يدرسوا أكاديميا طرق التدريس، لا القديمة ولا الحديثة، ومنها:

Le constructivisme de Piaget, le socio-constructivisme de Vygotsky, la dévolution, le modèle allostérique ou construction\déconstruction de Giordan, aide-moi à faire seul de Montessori.

ولم يدرسوا تاريخ العلوم ولا الإبستمولوجيا ولا علم نفس الطفل ولا علوم التواصل ولا علم التقييم ولا البيداغوجيا ولا الديداكتيك. حوالي  النصف أو أكثر من أساتذة الجامعة التونسية لا يحملون، لا ماجستير ولا دكتورا. فكيف سيعلِّمون طلبتهم البحث العلمي يا تُرى (رسالة الجامعة الأساسية) ؟ جل الأساتذة الجامعيين لا يتقنون اللغة الأنڤليزية، لغة العلم بلا منافس، ونحن نرى اليوم أن جل العلماء الفرنسيين المعاصرين ينشرون ويحاضرون في المؤتمرات العلمية العالمية بالأنڤليزية. زد على هذا الخور كله: لي زميلة دكتورة في ديداكتيك الفيزياء تدرّس في الجامعة علم النفس السلوكي، علم لم تدرسه أكاديميا يوما واحدا وأمثالها بالآلاف.

رفضَ أساتذة الثانوي عن جهل تطبيق طريقة "بيداغوجيا المشروع" أو تقاطع التعلمات. طريقة تُربّي التلميذ على البحث العلمي منذ الصغر وتؤهله للاستغناء والاستقلال عن الأستاذ. لا يوفر المدرس للتلميذ فرصة تعلم الطيران بنفسه وبجناحيه، على العكس يقلّم المدرس جَناحَيْ التلميذ ظنا منه أنه يهذبهما.

مسؤولية التلامذة والطلبة:

هم ضحايا نظام تربوي متخلف نسبيا والضحية قد يصبح جلاد نفسه. لا يركّزون في القسم ولا يراجعون في المنزل ويغشّون في الامتحانات مع الإشارة أن للغش حلول علمية واعدة لا تأديبية كما هو معمول به اليوم. كلنا في الهواء سواء، مدرّسون وأولياء أخَلّيْنا بواجباتنا، "ربّينا وأحسنّا التربية"، جنَيْنَا ما زرعت أيادينا فانقلب السحر على الساحر. جيل لا يطالع والعلم، كما تعلمون، لا ينزل من السماء كالمطر.

مسؤولية مصممي البرامج:

برامج كثيفة ومتكلسة لا تراعي انتظارات التلميذ ولا قدراته ولا طموحاته. تخلينا عن التعليم المهني واستثمرنا في التعليم الطويل فأصبحت مدرستنا مخبرا لصنع الفشل، حوالي 100 ألف منقطع سنويا. ركزنا على تدريس النظري وأهملنا التطبيقي فلم ننجح في تكوين المواطن المتخرج العلمي المتكامل.

 

المصدر: كتابي، الإشكاليات العامة في النظام التربوي التونسي - سَفَرٌ في الديداكتيك وعِشْرَةٌ مع التدريس (1956-2016)، طبعة حمرة، 2017 ، 488 صفحة (ص.ص. 242-244).

 

إلى المنشغلين والمنشغلات بمضامين التعليم:

نسخة مجانية من كتابي "الإشكاليات العامة في النظام التربوي التونسي" على شرط التسلم في مقهى الشيحي أو نسخة رقمية لمَن يرغب فيها ويطلبها على شرط أن يرسل لي عنوانه الألكتروني (mail).

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire