vendredi 23 avril 2021

اقتراح طريقة جديدة لتدريس القرآن في روضات الأطفال. المؤلف مواطن العالَم والديداكتيك

 


طريقة مستوحاة من بيداغوجيا "مونتيسوري" المنشورة في كتابها التالي:

Maria Montessori, Pédagogie scientifique, tome 1 : La maison des enfants, éditions Desclée de Brouwer, 1958, Paris 2010 pour la présente édition, 261 pages (premier ouvrage de la Doctoresse paru en France en 1926).

Biographie : Maria Montessori née en Italie en 1870, décédée en 1952, 1ère femme italienne diplômé docteur en médecine. Elle était également licenciée en biologie et en philosophie. Elle fit des études de psychologie. En 1904, on lui confia une chaire d`anthropologie à l`Université de Rome après la publication de son premier livre L’Anthropologie pédagogique.

 

يبدو لي والمختصون في تدريس القرآن أعلم منّي أن الفضاء العَلماني التقليدي المستَعمل حاليا في التعليم التونسي ما قَبل المدرسي فضاءٌ غير مناسب لتعليم المقدس ولا يتوفر على أقل الشروط المطلوبة في مثل هذه الوضعية التعلمية الخاصة.

أتمنى أن تُخصص قاعة في كل روضة أطفال لتدريس القرآن حيث يغطس الطفل في حمّام لغوي وروحاني صافٍ، تجربة تُعلّم النطق السليم وتُدرّب على الحفظ وتُغنِي المفردات العربية الفصيحة وتُمرّر آداب الإنصات. تُؤثث هذه القاعة كما يُؤثث المسجد أو الجامع وتُخصص لتحفيظ القرآن مثلما تُخصص في المعاهد مخابر لتدريس العلوم التجريبية. تحوي هذه القاعة الخاصة مصاحف صغيرة الحجم جميلة مزركشة بخط فني واضح وتُفرش بسجاد أنيق وتُجهز بمنبر صغير على مقاس الأطفال وتتوفر فيها حنفيات لتعلم الوضوء.

أتمنى أن يُنتدَب لتدريس هذه المادة الأساسية مُدرس صاحب رسالة وليس موظفًا خاويًا، موظف تقي وقور معروف في المجتمع باستقامته وسلميته وعدم تطرفه قولا وفعلا،  ومقبول من الغير وقابل للغير أخًا له في الإنسانية مهما كانت عقيدة هذا الغير مسيحية كانت أو يهودية أو بهائية أو بوذية أو إلحادية أو لاأدرية أو غيرها. ولو كنتُ أنا الذي يختار لَفضلت المُجاز المستقيم الورع التقي حسن ُ القراءة والتجويد على الدكتور الذي يفتقر لبعض هذه الصفات الحميدة، لأن القرآن يخاطب القلب قبل العقل والإيمان شيء رباني وليس اكتساب عَلماني ولاشترطتُ عند الانتداب بحثا ميدانيا حول كل مرشح لهذه الخطة العالية (كما نطلب مثله عند تعيين مسؤول إداري عمومي، وهل معلم الدين أقل مسؤولية من مدير معهد أو كلية). نطلب في ملف المرشح شهادة حسن سيرة ممضاة من أهل موطنه أو حيه على اختلاف مشاربهم، ممضاة من السلفي المسالم والإسلامي المعتدل واليساري المعتدل والعَلماني المستقل وأهل الكتاب إن ضمتهم نفس المدينة.

يؤكد علماء التربية أن الطفل ليس صفحة بيضاء يَكتب عليها المدرس ما يشاء. أما دعاة الدين المرتزقة فيبدو لي أنهم يعتبرون الطفل صفحة بيضاء يملؤونها بخرافاتهم وتأويلاتهم العرجاء. دين محمد (ص.ل. ع. م) أتى رحمة للعالمين مسلمين وغير مسلمين، فحوّله هؤلاء الدواعش إلى دين إرهابٍ وإكراهٍ وقتلٍ وسَبْيٍ واغتصابٍ للمسلمين وغير المسلمين. ولا أدلّ على ذلك من أن كل المتطرفين يمينا ويسارا هم في أغلبيتهم شباب في مقتبل العمر تنقصهم التجربة الإنسانية. لذلك يسهل على الدعاة غسل أدمغتهم في ظرف أشهر معدودات ويقنعونهم بتفجير أنفسهم ويرسلونهم إلى الموت وهم في حالة أشبه بحالة متعاطي المخدرات. وهل توجد مخدرات أنجع تأثيرا على الجسم من الهرمونات المخدِّرة للإرادة الفردية التي يفرزها المخ نفسه بعد غسله وشحنه بإيمان متطرف، عَلمانيا كان أو دينيا ؟ أما العلم فهو يُكتسب ببطء شديد فلا تستطيع أن تكوّن مهندسا أو محاميا أو طبيبا إلا بعد جهد جهيد وعمر مديد ولن تستطيع ذلك إلا بتنوع المدرسين أما الإرهابي فيكفيه معلم متطرف واحد. وهل رأيت في حياتك كهلا يعتنق العنف الثوري الشيوعي أو يعتنق السلفية الجهادية ؟ لذلك أنا متفائل خيرا بأن موجة السلفيين الجهاديين ستأخذ وقتها وتمر كما مرت وانتهت قبلها موجة أعنف، موجة الثورات الشيوعية المسلحة في أوائل وأواسط القرن العشرين وسوف تنقرض بحول الله الدول الإسلامية المساندة والممولة للإرهاب الإسلاموي مثل السعودية وقطر وتركيا والسودان كما انقرضت قبلها دول أغنى وأقوى منها، دول عظمى ساندت العنف الثوري المسلح كالاتحاد السوفياتي وألمانيا الشرقية وألبانيا أنور خوجا وكمبوديا بول بوت. آمل أن يكون المستقبل للديمقراطية الاشتراكية على نمط الدول الأسكندنافية إن شاءت الشعوب وطورت معتقداتها.

 

بعض الأهداف المرجوة من هذه الطريقة الجديدة:

-         إحياء وغرس قيم التسامح والتعايش في سلام ووئام، قيم  سادت في بداية عهد الرسول في المدينة المنورة حيث تَشارَك في المواطنة والحقوق والواجبات، المسلم المهاجر والمسلم الأنصاري واليهودي والمسيحي والصابئ، كلهم يسالمون المسالمين وينعتون المعتدين بالكفّار بسبب عدوانهم لا بسبب  دياناتهم المختلفة. استقبلوا الرسول ووفروا له الحماية والنصرة اللتان لم يجدهما في مسقط رأسه مكة وفي المقابل أمّنهم هو من خوف واستجاروا به فأجارهم. أما "داعش" اليوم وخلافا للرسول فهي تقتل المسيحيين والأكراد الأزيديين لمجرد عدم إسلامهم. وهل الله أمرنا أن نكرِه الناس بالقوة على اعتناق دين التسامح، أول دين دستَر حرية الضمير والمعتقد قبل أن تُكتب حديثا في دساتير الدول العَلمانية وأحدثها دستور تونس الجديد الذي أسسه إسلاميون وعَلمانيون تحت سلطة إسلامية ؟ وهل السلفيون الجهاديون التونسيون اليوم أكثر غيرة من النهضاويين التونسيين على الإسلام ؟ يقتلون ضيوفنا الأجانب في متحف باردو ويغدرون بهم ويغتالونهم وهم عزّلا.

-         تلقيح الناشئة ضد أنواع الفكر المتطرف الإقصائي أو ألاستئصالي وضد  الإرهاب المسلح.

-         الوقاية ضد رفض الآخر مهما كانت عقيدة هذا الآخر ما لم يكن معتديا.

-         الوقاية ضد خلط المقدس بالدنيوي، فالأول شخصي وذاتي وعمودي بين الخالق والمخلوق، علاقة يضبطها القرآن وحده ولا رقابة أو وصاية لأحد على أحد، أما الثاني فهو اجتماعي وأفقي بين بشر وبشر، علاقة تضبطها القوانين بين الدول والأفراد ولكل  فرد الحق في حرية الضمير والمعتقد ولا سلطة لبشر على بشر ولا فضل لمسلم على غير مسلم إلا بمدى حبه للإنسانية جمعاء دون تمييز ديني أو طبقي أو عرقي أو جنسي.

 

المصدر: كتابي، الإشكاليات العامة في النظام التربوي التونسي - سَفَرٌ في الديداكتيك وعِشْرَةٌ مع التدريس (1956-2016)، طبعة حمرة، 2017 ، 488 صفحة (ص.ص. 329-333).

 

إلى المنشغلين والمنشغلات بمضامين التعليم:

نسخة مجانية من كتابي "الإشكاليات العامة في النظام التربوي التونسي" على شرط التسلم في مقهى الشيحي بحمام الشط (23139868)، أو نسخة رقمية لمَن يرغب فيها ويطلبها على شرط أن يرسل لي عنوانه الألكتروني (mail).

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire