مجموعة من الأسئلة المحرجة و
المحيّرة، أود من كل مسلم صادق أن يوجهها لنفسه قبل غيره و اليوم قبل غد، حتى
يتدارك أمره قبل فوات الأوان؟ مواطن العالَم د. محمد كشكار
قال الله تعالى: " قل اللهم مالك الملك تؤتي
الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على
كل شيء قدير." آل عمران - ٢٦
بكل حب و مودة و أخوّة و لطف
و دون خلفيات إيديولوجية متخلفة، أرجو من إخواني، جميع مسلمي العالَم العربي، أن
يطرحوا على أنفسهم الأسئلة المحيّرة و المحرجة التالية:
-
على أي أساس أتى الله الملك إلى غير المسلمين و نزعه من العرب المسلمين منذ
القرن الرابع هجري أو الثاني عشر ميلادي؟
-
على أي أساس أعز الله غير المسلمين و أذل العرب المسلمين منذ القرن الرابع
هجري أو الثاني عشر ميلادي ؟
-
هل على أساس دينهم و عرقهم و لونهم و جنسيتهم أو على أساس
علمهم و عملهم و اجتهادهم؟
-
لماذا أعز المسلمين على مدى الأربعة قرون الهجرية الأولى
و أذلهم على مدى العشرة قرون الهجرية التالية؟
-
لماذا أذل غير المسلمين على مدى الأربعة قرون الهجرية
الأولى و أعز غير المسلمين على مدى العشرة قرون الهجرية التالية؟
-
لماذا نصر الصهاينة على الفلسطينيين مع أن الصهاينة يهود
"محرفون لدين موسى عليه السلام" و الفلسطينيون مصدقون لدين محمد خاتم
الأنبياء و سيد المرسلين و النبيين صلى الله عليه و سلم؟
-
لماذا وفر للغربيين "المحرّفين لرسالة عيسى عليه
السلام" (الولايات المتحدة الأمريكية و أوروبا و كندا و أستراليا) و للآسيويين
"المشركين" (اليابان و كوريا الجنوبية و هونڤ كونڤ و سنغفورة و تايوان أو
الصين الوطنية) فرص التقدم و العلم و الوفرة و الصحة و النظافة و الثقافة و الأمن
و الأمان و منعها على العرب المسلمين؟
-
لماذا أعز الأمريكان و الصهاينة و الأوروبيين بجيوش
جرارة و أسلحة فتاكة و أصاب العرب المسلمين بالاحتلال و الذل و الحروب الأهلية؟
-
لماذا بقيت الجزيرة العربية، مهد الرسالة المحمدية - و
على مدى أربعة عشر قرن - أكبر دولة متخلفة في العالم على جميع المستويات و في كل المجالات،
الاقتصادية و الصحية و البيئية و العلمية و التعليمية و الفكرية و الثقافية و الفنية
و السياحية و الاجتماعية و الديمقراطية و الحرية و الحقوقية و الجمالية و المساواة
بين النساء و الرجال و المساواة بين الرجال و الرجال و المجالات الإنسانية عموما؟
-
لماذا نرى جل العرب المسلمين يصلون خمس مرات في اليوم و
يصومون شهرا كل سنة، و نراهم في نفس الوقت يوما يعد يوم في التخلف يغرقون و في
الجهل يتقدمون و في العلم يتأخرون و في الحروب مع الأعداء يُهزمون و في الحروب
الأهلية يستأسدون و لبلدانهم و بأيديهم بعد الثورة مخربون؟
خاتمة:
بصدق،
أنا لا أملك جوابا و ليس لي شك في عدله - سبحانه و تعالى - لكن عندي شك أكيد في
صدق إيمان العرب المسلمين بعدله. و أقول:
لله في حكمته شؤون. لكنني في الوقت نفسه أؤمن بالعلم و العمل قبل العبادة، لأن العلم
و العمل هما عبادات في حد ذاتيهما، و من سوء حظ العرب المسلمين أنهم قدموا عبادة
على عبادة، و قدسوا عبادة و أهملوا عبادة،
لذلك يبدو لي أن الله أجازهم أعدل جزاء: ربما لأنهم علموا و لم يعملوا، أم أنهم
لربهم مراؤون و لعباده منافقون، أم لأنهم على أعدائهم رحماء و على بعضهم أشدّاء.
تاريخ
أول نشر على النت:
حمام الشط، في 6 أوت 2013.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire