jeudi 22 août 2013

خلق حواء من ضلع آدم: قرآن أم أسطورة؟ نقل دون تعليق مواطن العالَم د. محمد كشكار

خلق حواء من ضلع آدم: قرآن أم أسطورة؟ نقل دون تعليق مواطن العالَم د. محمد كشكار

المصدر:
كتاب "العنف و المقدّس و الجنس في الميثولوجيا الإسلامية"، تركي علي الربيعو، المركز الثقافي العربي، الطبعة الثانية 1995، بيروت، 191 صفحة. متوفر بالمكتبة العمومية بحمام الشط.

نص الكاتب حرفيا في صفحة 106:
كما أسلفت و رغم أن النص القرآني الكريم لا يتحدث عن خلق حواء من ضلع آدم، إلا أن النصوص الحافة تعج بهذه القصة الميثولوجية. يقول الطبري في جامع بيانه "اختلف أهل التأويل في الحال التي خلقت لآدم و زوجته، و الوقت الذي جعلت له سكنا". و بالرغم من هذا الاختلاف إلا أن هناك إجماعا على قصة الضلع. يقول الطبري "و اسكن آدم الجنة، فكان يمشي فيها وحشا ليس له زوج يسكن إليها، فنام نومة فاستيقظ، و إذا عند رأسه امرأة قاعدة، خلقها الله من ضلعه، فسألها من أنت؟ فقالت: امرأة، قال: و لِمَ خُلقت؟ قالت: تسكن إلي. قالت له الملائكة، ينظرون ما بلغ علمه: ما اسمها يا آدم؟ قال حواء، قالوا: و لم سميت حواء؟ قال: لأنها خلقت من شيء حي، فقال الله له: "يا آدم اسكن أنت و زوجك الجنة و كلا منها رغدا حيث شئتما"، و اعتمادا على أهل التوراة و أهل العلم و عن عبد الله ابن عباس و غيره، أن الله أخذ ضلعا من أضلاعه من شقه الأيسر و لأم مكانه لحما، و آدم نائم لم يهب من نومته، حتى خلق الله من ضلعه تلك زوجته حواء، فسواها امرأة ليسكن إليها، فلما كشف عنه السنة و هب من نومته و رآها إلى جنبه، فقال فيما يزعمون و الله أعلم: "لحمي و دمي و زوجتي".

القرطبي في أحكام القرآن يعتمد على ما قاله ابن مسعود و ابن عباس: لما أسكن آدم الجنة مشى فيها متوحشا، فلما نام خلقت حواء من ضلعه القصري من شقه الأيسر ليسكن إليها و يأنس بها، فلما انتبه رآها و فقال: من أنت؟ ! قالت: امرأة خلقت من ضلعك لتسكن إلي، و هو معنى قوله تعالى: "هو الذي خلقكم من نفس واحدة و جعل منها زوجا ليسكن إليها". قال العلماء: و لهذا كانت المرأة عوجاء، لأنها خلقت من أعوج و هو الضلع".

ابن كثير يرى أن خلق حواء كان قبل دخول آدم إلى الجنة، و هذا ما يقتضيه سياق الآية "و يا آدم اسكن أنت و زوجك الجنة" الأعراف/19.

نص الكاتب حرفيا في صفحة 107:
في القرآن الكريم "و قلنا يا آدم اسكن أنت و زوجك الجنة و كلا منها رغدا حيث شئتما و لا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين. فأزّلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه و قلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو و لكم في الأرض مستقر و متاع إلى حين. فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم" البقرة: 35-37.

في سورة الأعراف و عبر مجموعة من الحرتقات الجديدة تكتمل الصورة الميثولوجية، "فدلاهما بغرور، فلما ذاقا الشجرة بدت لهم سوآتهما و طفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة و ناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة و أقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين" الأعراف: 22. و في طه "فقلنا يا آدم إن هذا عدو لك و لزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى. إن لك ألا تجوع فيها و لا تعرى. و إنك لا تظمأ و لا تضحى. فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم أدلك على شجرة الخلد و ملك لا يبلى. فأكلا منها فبدت لهما سوآتهما و طفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة و عصى آدم ربه فغوى. ثم اجتباه ربه فتاب عليه و هدى" طه: 117-121.

كما أسلفت في الفصل السابق، نحن أمام كائنين ميثولوجيين ضاعت منهما فرصة الخلود، و ذلك نتيجة مؤامرة إلهية كما تحدثنا الميثولوجيات السابقة للإسلام. أو بلغة الإسلام نتيجة إرادة إلهية و هذا ما يفصح عنه الطبري في تأويله بقوله: "إن الله جل ثناؤه، إنما أضاف إخراجهما من الجنة إلى الشيطان، و إن كان الله هو المخرج لهما".

نص الكاتب حرفيا في صفحة 82:
و يتخيل القشيري الذي عاش في القرن العاشر الحوار التالي بين إبليس  و آدم:
آدم: أيها الشقي، وسوست لي، ففعلت.
إبليس: هَبْ، كنت شيطانك، فمن هو شيطاني؟"

تاريخ أول إعادة نشر على مدونتي و صفحتيّ الفيسبوكيتين: حمام الشط، الأربعاء 21 أوت 2013.




Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire