mercredi 28 août 2013

الجيش و صناديق الاقتراع و الشارع. مقال صحفي لسارج حليمي. ترجمة مواطن العالَم د. محمد كشكار

الجيش و صناديق الاقتراع و الشارع. مقال صحفي لسارج حليمي. ترجمة مواطن العالَم د. محمد كشكار       

المصدر:
العنوان الأصلي للمقال المترجم:  L’armée, les urnes, la rue
صحيفة "العالَم السياسي" (Le Monde diplomatique)، صحيفة شهرية فرنسية عدد 713، السنة الستين، أوت 2013، الصحافي سارج حليمي.

نص المقال صفحة 1:
لقد أقسموا أنهم لن يرشحوا أنفسهم لشغل منصب رئيس الجمهورية. حنثوا اليمين الأول الذي قطعوه عن طواعية، الإخوان المسلمون وعدوا بتوفير "خبز، حرية، عدالة اجتماعية". و تحت سيطرتهم زاد انخرام الأمن (L’insécurité) و زاد معه أيضا الفقر و البؤس (La misère). فعادت الجماهير إذن إلى احتلال الشارع لكي تطالب برحيل الرئيس محمد مرسي. بعض الثورا ت تبدأ هكذا  و عندما تنجح، نحتفي بها على مدى قرون دون أن نهتم كثيرا بعفويتها النسبية أو نسأل عن الأسس القانونية لاندلاعها. التاريخ ليس ندوة قانون.

بعد ديكتاتورية محمد حسني مبارك، واهم مَن يتخيل أن قمع الحياة السياسية لفترة طويلة و الخصومات العقيمة لا تترك أثرها على أول انتخابات ديمقراطية. في مثل هذه الحالات و في أغلب الأحيان  يتأثر الناخبون بالقوى الاجتماعية أو المؤسساتية الأكثر هيكلة و الأفضل تنظيما (العائلات الكبيرة، الجيش، الحزب الواحد السابق) أو بالمجموعات المنظمة الذين نسجوا شبكات سرية لتجنب القمع (الإخوان المسلمون). التدرب على الديمقراطية، يتطلب فترة أطول من انتخابات واحدة.

وعود لم يتم الوفاء بها، مسؤولون انتخِبوا بفارق ضئيل و واجهوا مباشرة استياء أو غضب الرأي العام، مظاهرات ضخمة منظمة من قبل تحالف مختلف العناصر: في السنوات الأخيرة، واجهت بلدان أخرى غير مصر وضعيات من هذا النوع، لكن بالرغم من ذلك، جيوشها لم تستلم  الحكم و لم تسجن رئيس الدولة دون محاكمة و لم تقتل مسانديه و إلا نعتنا ما حدث بالانقلاب.

لم تستعمل البلدان الغربية هذا المصطلح "الانقلاب". يبدو أن حكام (Arbitres) الأناقة الدبلوماسية يعتقدون أن بعض الانقلابات - في مالي، في الهندوراس، في مصر... - هي أقل عرضة للرفض من غيرها. في الأول ساندت الولايات المتحدة الإخوان المسلمين ثم أبقوا على مساعدتهم العسكرية للقاهرة عندما عزِل الرئيس مرسي من قبل الجيش. و قد يمثل تحالف محافِظ بين الجيش و الإخوان المسلمين السيناريو الأفضل لواشنطن. سقط حلم الأمريكان فصفق في نفس الوقت الفلول و الأزلام (Les nostalgiques de l’ancien régime) و القوميون الناصريون و الليبراليون المصريون الجدد و السلفيون و اليسار العَلماني اللائكي و المملكة السعودية. سيكون بينهم بالضرورة مَن سيُصابُ بخيبة أمل في المستقبل...

رغم حالة الإفلاس التي تمر بها مصر، فإن المواجهة بين العسكر و الإسلاميين لا تخص البتة الاختيارات الاقتصادية و الاجتماعية، و هي في غالبها لم تتغير منذ سقوط محمد حسني مبارك. لكن ماذا تساوي ثورة بالضبط  - تفضي إلى انتخابات أو إلى انقلاب -  لو لم تُغيّر حياة المواطن على الصعيدين الاجتماعي و الاقتصادي؟  يربط الحكام الجدد (Les nouveaux dirigeants) إنقاذ بلدهم بالإعانات المالية (12 مليار دولار) الممنوحة من قبل دول الخليج - و خاصة من قبل الدولة الغارقة في الرجعية العربية السعودية. لو تأكد هذا الاختيار، سيقول فيه رجال القانون ما يقولون، و سوف يعاود الشعب الاستيلاء على الشارع.
                                                                         

أول نشر على النت: حمام الشط، الأربعاء 28 أوت 2013.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire