vendredi 30 août 2013

يبدو لصديقي الفيلسوف أن المسلم العادي أقرب إلى الله من المسلم المتشدد دينيا! مواطن العالَم د. محمد كشكار

يبدو لصديقي الفيلسوف أن المسلم العادي أقرب إلى الله من المسلم المتشدد دينيا! مواطن العالَم د. محمد كشكار

صديقي أستاذ الفلسفة القدير المتقاعد، حبيب بن حميدة، و جليسي اليومي في الطاولة الثقافية بمقهى الويفي بحمام الشط الغربية، بين الساعة صفر و الساعة الواحدة ليلا، قال: يبدو لي أن المسلم العادي أقرب إلى الله من المسلم المتشدد دينيا! و علل فرضيته استنادا إلى التحليل الفلسفي (و ليس الديني الفقهي) التالي:

-         المسلم العادي هو إنسان مؤمن، قد يصوم و يصلي أو قد يسهو أو يتغاضى عن القيام بصلاته و صيامه، صلاته هو و صيامه هو و ما شأنك أنت به يا متطفل منتحل لصفة ربانية، و أنت تعرف أن له رب خلقه ليحميه من شرك أنت بالذات، يراقبه و لا يغفل عنه  زمن "فمتوثانية" (*)،  يسجل حسناته و سيئاته و سوف يحاسبه يوم القيامة و ليس قبلها بفمتوثانية،  لم يكلفك بالقيام بهذه المهمة الإلهية مكانه لأنه يعرف أنك لست أهلا لها و لست قادرا عليها، و ربما أدخله جنته قبلك و هو أدرى بصدق باطنه و زيف ظاهرك. الصلاة و الصيام عبادتان خالصتان لله سبحانه و تعالى و ليس للعبد أي دخل فيهما، و الصلة عمودية و مباشرة و سرية بين الخالق و مخلوقاته، كل مخلوقاته دون تمييز و هو العادل الحق، و لم يخص بعطفه و رحمته المسلمين فقط بل شملت الناس أجمعين و ما خلقهم إلا ليعبدوه كل على طريقته، و هو غفور رحيم يغفر لعبده أخطاءه نحو ربه و لا يغفر للإنسان إن أخطأ في حق أخيه الإنسان. هب أن هذا العاصي الطيب لا يعصي الله عن قصد أو بنية مبيتة، لكنه يقوم بواجباته الاجتماعية كاملة نحو عائلته و نحو المجتمع، صاحب ضمير مهني حي، لا يكذب و لا يسرق و لا يخون الأمانة، يحب الناس جميعا دون تمييز ديني أو مذهبي أو عرقي أو لوني، لا يتعالى على البشر أمثاله، و لا يتكبر و لا يتجبر و لا يمشي على الأرض مرحا، و لا يقتل ذبابة  و لا ينهر هرّة، و لا ينتحل من صفات الله شيئا، خاضع خنوع مستسلم إلى خالقه، قنوع و راض بما قسم الله له.

-         المسلم المتشدد دينيا هو إنسان مؤمن أيضا، يظن خطأ أنه يتقرب إلى الله بأفعاله التالية: يتكبر على الخلق، و يتصور مسبقا أنه الأقرب إلى الله، و الأكثر فهما و الأحسن تأويلا لآياته الكريمة، يدعو إلى الصراط المستقيم بصراط غير مستقيم، يخاطب الناس بغلظة و عُلوّ ، يتدخل في عقيدة الآخرين و يشك في إيمانهم و يتهمهم بالكفر، و يصل به الأمر في بعض الأحيان إلى انتحال بعض صفات الخالق، ينصّب نفسه قاضيا، فيفتي بالتكفير و القتل و الحرق و في بعض الأحيان - في سوريا و العراق مثلا - يسبق يوم الحساب فيحاسب أخاه المسلم  الضعيف، و ينفذ فيه حكمه مدعيا أنه حكم الله، و مَن أدراه هو بحكم الله، حكم مرجأ إلى يوم القيامة، هل نزل عليه الوحي و محمد - صلى الله عليه و سلم - خاتم الأنبياء و المرسلين. الله خلقه ككل المخلوقات، ضعيفا محدودا لا حول و لا قوة له إلا بالله، و هو يستقوي بماله أو عشيرته أو قوته البدنية التي منحها له الله ليضعها في خدمة الخير و هو يضعها في غير موضعها لخدمة حزبه أو طائفته أو مذهبه أو عرقه، و قد يصل به الجنون إلى حد بيعها و توظيفها في خدمة أعداء الإنسانية (و مَن عادى إنسانا خلقه الله - مهما كان هذا الإنسان - فقد اعترض على حكم  الله) كحكام السعودية و قطر أو طغاة الحكومة الأمريكية  أو العصابة الإرهابية المسماة "حلف الناتو".

خاتمة:
أيهما بربكم أقرب إلى الله؟

تعريف كلمة "فمتوثانية" التي وردت أعلاه في أول الفقرة الأولى:  
Une femtoseconde vaut 10-15 seconde. Une femtoseconde (fs) est pour une seconde ce qu'est l'épaisseur de la lettre "I" sur ce papier par rapport à la distance terre-soleil (150 millions de km). Si la lumière fait presque huit fois le tour de la terre en une seconde, elle parcourt seulement 30microns (l'épaisseur d'un cheveu humain) pendant 100 fs.
Source : site Futura Matière


تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الجمعة 30 أوت 2013.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire