lundi 5 août 2013

هل يكون من الأفضل لنا أن نضع حدودا لحرية التعبير الفكري و الفني في تونس أو لا نضع؟ مواطن العالم د. محمد كشكار

هل يكون من الأفضل لنا أن نضع حدودا لحرية التعبير الفكري و الفني في تونس أو لا نضع؟ مواطن العالم د. محمد كشكار

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 24 جانفي 2012.

مجموعة من الآراء سمعتها و أكتبها بتصرف نقلا عن المشاركين في مائدة الحوارات بقناة نسمة يوم 23 جانفي 2012، يوم محاكمتها من أجل بث فيلم "برسيبوليس".

1.     رأي مهدي عبد الجواد، أستاذ عربية جامعي:
عندما نحاكم قناة نسمة كأنما نحاكم التراث العربي الإسلامي القديم المختلف عن السائد و المتمثل في أدب أبي نواس و المعري و التوحيدي و مسكويه و ابن رشد و ابن سينا و التراث العربي الإسلامي الحديث المختلف عن السائد أيضا و المتمثل في روايات نجيب محفوظ و علي الدوعاجي و اجتهادات نصر حامد أبو زيد و محمد إقبال و عبد المجيد الشرفي و هشام جعيط و محمد أركون و محمد الشريف الفرجاني و ألفة يوسف و الأستاذ محمود محمد طه السوداني و حسين مروة و مهدي عامل و علي حرب و الطاهر الحداد و تصريحات و سلوكيات "المجاهد الأكبر" الحبيب بورقيبة المثيرة للجدل الديني و اجتهاد علماء الدين المسلمين التونسيين الذين أشرفوا بنسبة 90 %  (حسب شهادة الأستاذ راشد الغنوشي في محاضرة بمسرح الحمراء بتونس العاصمة قبل الانتخابات) فى تحرير مجلة الأحوال الشخصية التونسية.

2.     رأي الأستاذة الجامعية رجاء بن سلامة:
         الذات الإلهية مجرة و مطلقة و هي منيعة و عالية و متعالية و مقدسة و لا تنال منها الإهانات البشرية حتى و لو انتوى أصحابها ذلك. فكيف ينال مخلوق من خالقه؟

3.     موقف الرئيس الأول لتونس، الحبيب بورقيبة:
         أغلق المؤسسة التعليمية بجامع الزيتونة، منارة العلم الشرعي و حارب و ضيّق على علمائها و حاول تعويض كهنوت الزيتونيين بدولة القانون و المؤسسات و لم يفلح
Il a œuvré  avec ferveur et euphorie contre les conceptions religieuses conservatrices  anachroniques sans faire avec. Il a supprimé les béquilles sacrées sur lesquelles s’appuyait le peuple musulman tunisien avant de les remplacer par des conceptions religieuses progressistes et actualisées.  

4.     معلومة مهمة و طريفة في هذا الموضوع:
         قبل الاستقلال، كان يوجد في تونس مفتي مالكي و مفتي حنفي و قد تدخل الثاني في صياغة قوانين مجلة الأحوال الشخصية و خاصة في القانون الذي يضمن شرعا للبنت الوحيدة نصف ما ترك أبوها من إرث، حق لا يخاصمها فيه عمومتها أو أولاد عمومتها. أُورِد هذا الخبر بكل تحفظ و دون خلفية مذهبية لأنني كأكثر المسلمين التونسيين، أنتمي اجتماعيا و حضاريا للمذهب المالكي، و للمختصين تعديل الخبر إن بدا لهم خاطئا.

5.     تعليق حول الوقفة الاحتجاجية ضد قناة نسمة أمام قصر العدالة التي قام بها بعض العشرات ممن يُسمون أنفسهم سلفيين (قال لي تلميذي السلفي الذي يعتبر نفسه سلفي علمي، قال: نحن لا نؤمن، لا بالتظاهر و لا بالاعتصام و لا بالوقفات الاحتجاجية و لا بالعنف). أساءني جدا تهجمهم اللفظي المجاني و  العنيف على الفيلسوف التونسي يوسف الصديق عند مروره جنبهم في شارع باب بنات أمام قصر العدالة.

6.     إدانة للعنف مهما كان مأتاه و مهما كانت أسبابه و مسبباته:
كمواطن تونسي يؤمن بحق التظاهر و الاعتصام السلمي اللاعنيف، أدين و بشدة هذا الاعتداء المادي العنيف الصارخ و المجاني الذي سُلّط على المواطنين التونسيين المسالمين الأعزلين الصحافي زياد كريشان و المفكر حمادي الرديسي في شارع باب بنات أمام قصر العدالة يوم الاثنين 23 جانفي 2012، و أقول إن لكل الحريات المادية حدودا، إلا حرية التعبير الفكري و الفني، فليس لها حدودا سوى ما تقتضيه أخلاقيات كل مهنة و مسؤولية و ضمير المبدع نفسه.


7.     نداء عاجل لمن ينسبون أنفسكم خطأ إلى الدعوة السلفية الأصيلة و لمن لف لفهم من بعض المتعاطفين مع النهضة أو بعض النهضاويين القاعديين المتأخرين فكريا و سياسيا عن قياداتهم العليا (أمثال سمير ديلو):
لن تحدّوا من حرية الرأي في تونس مهما فعلتم و ذلك لسبب بسيط، و هو الآتي: حرية الرأي، نسمة تهب علينا من كل أنحاء العالم عبر الفضائيات الغربية و الشرقية و التي لا و لن تستطيعوا لمنعها سبيلا مهما تظاهرتم و اعتصمتم و عنّفتم الصحافيين أمثال سفيان بن حميدة  و زياد كريشان و المفكر حمادي الرديسي و رئيس حركة الديمقراطيين الوطنيين شكري بلعيد و الفيلسوف الإسلامي يوسف الصديق (فحتى و لو كنت أختلف مع هؤلاء المثقفين جزئيا لكنني مستعد أن أدافع عن حقهم في التعبير كما قال فيلسوف قرن الأنوار فولتير)، نسمة تحمل في طياتها هواء نقيا يفتح القصيبات الهوائية و ينشط القلب و المخ و قد تحمل أيضا هواء ملوثا قد يعطّل دورتنا الدموية و يصيبنا - لا قدر الله - بجلطة دماغية قد تفقدنا التحكّم في النصف الأيسر من جسمنا فيتداعى له النصف الأيمن بالسهر و الحمى. يبدو أن الحل يكمن في التلقيح المبكر ضد نزلات البرد الشتائية و للأسف الشديد أننا نستورد أمصال التلقيح من الغرب و لا نقدر سياسيا  على تصنيعها محليا حتى و لو قدرنا على ذلك ماديا و علميا. أذكّر في نهاية هذه الفقرة بالجملة المشهورة التي أنهي بها دائما مقالاتي و قد استعرتها من صحيفة لومند ديبلوماتيك منذ 30 سنة: "على كل مقال سيء نرد بمقال جيد، لا بالعنف اللفظي أو المادي".

أخطأ جل النهضاويين و المؤتمرين من أجل الجمهورية و المتعاطفين معهم، أخطؤوا في تحميل اليسار ما لا يتحمله من مسؤولية عن الفوضى و الانفلات الأمني المنتشرين في البلاد التونسية. الانفلات الأمني اسمه انفلات أمني فكيف يكون اليسار مسؤولا عنه يا ترى؟ المسؤول الأول و الأخير عن الانفلات الأمني هو الأمن بجميع أجهزته، الجيش و الشرطة و الحرس و فرق التدخل و الانفلات هذا مقصود مقصود يا ولدي، لكن لماذا و ضد مَن و لفائدة مَن؟ هذا سؤال أعجز عن الإجابة عنه و إلا لماذا سُميت المخابرات الأمريكية أحسن مخابرات في العالم؟ يقولون: الإعلام مِلك لليسار! و منذ متى كان الإعلام التونسي يساريا و لو كان كذلك لأطاح اليسار بعدوه بن علي منذ زمان؟ يقولون: البيروقراطية الإدارية يسارية! هل جُنّ بن علي حتى يضع اليساريين المعارضين في دواليب و مفاصل إدارته اليمينية تاريخيا؟ يقولون: فعلها يسار صفر فاشل في الانتخابات! صحيح أن اليسار لم يتحصل على أغلبية و هذا قدره في لعبة الديمقراطية الليبرالية. في جل الحالات التاريخية، وصل اليسار إلى الحكم عن طريق الثورات فقط كما وصل في الاتحاد السفياتي و الصين و كوبا و فيتنام و غيرها. أخطأ جل اليساريين عندما شيطنوا النهضة قبل الانتخابات و هاهم جل الإسلاميين يعيدون نفس الخطأ عندما يشيطنون اليسار بعد الانتخابات.

رجاء يا أهل بلدي و أصدقائي، ابحثوا عن الأسباب الحقيقية التي تكمن وراء ضعف أداء حكومة النهضة و لا تجعلوا من اليسار كبش فداء فأنا لا أدافع مجانيا عن اليسار و قد كنت و لا زلت من أكبر منتقديه رغم انتمائي الثقافي و اللاحزبي إلى عائلته الموسعة و ليس لي انتماء غيره و لا يمكن أن أنتمي إلى اليمين الفكري أو الاقتصادي لأنني ببساطة عشت و سوف أموت وسط الطبقة المثقفة المسحوقة. ابحثوا عن الداء في دعامات الدولة و اسألوا أنفسكم: لماذا هي ليست موالية لكم؟ كالجيش الذي يتفرج على المهمشين يقطعون الطرقات الوطنية في كل شبر من تونس و لا يحرك ساكنا و الأمن الذي يرى "السلفيين" يعنفون المحامين و الفلاسفة و الصحافيين أمام قصر العدالة و لا يقوم بواجبه المتمثل في حماية الصحافي و المحامي أثناء تأدية واجبهما و الإعلام الذي منح منبرا على الهواء لمدة ساعتين لمدير فرق التدخل التي قمعت انتفاضة الحوض المنجمي و انتفاضة بن قردان و كادت تقضي على انتفاظة 17 ديسمبر في المهد و كان على هذا "الملاك" أن يمثل أمام حاكم التحقيق، لا أن يتحفنا بقصص سريالية من صنع خياله.

8.     موقفي الشخصي من قناة نسمة
قناة غير وطنية بدليل مشاركة برلسكوني في رأسمالها. قناة، استبشرت بها خيرا عند انبعاثها لكنها خيبت ظني في إنتاجها غير الثقافي. قبل الثورة، كانت موالية و مناشدة لبن علي على لسان مديرها العام السيد نبيل القروي. قبل الثورة بأيام ، و كأن طيفا نفخ في أذنها  و أخبرها مسبقا بموعد هروب بن علي فارتدت جبة الثورة و ركبت عليها كما ركب جل ثوار ما بعد 14 جانفي. بعد الثورة، تعجبني برامجها الفكرية الحوارية التي أتابعها بانتباه شديد و أستفيد من تحاليل ضيوفها المغايرة لما هو سائد لكنني وددت أن أسمع منها الرأي المخالف لخطها السياسي رغم أن مذيعيها يتعللون بعدم تلبية هؤلاء المعاكسين للدعوة الموجهة لهم من إدارة القناة و الله أعلم إن كان هذا العذر صحيحا أم خاطئا.

خلاصة القول
أقول إن لكل الحريات المادية حدودا، إلا حرية التعبير الفكري و الفني، فليس لها حدودا سوى ما تقتضيه أخلاقيات كل مهنة و مسؤولية و ضمير المبدع نفسه.

إمضائي المتكرّر و المحيّن و المتطور و المتغيّر دائما حسب قراءاتي الجديدة و المتنوّعة في كل المجالات المعرفية الحديثة غربيا و عربيا. مواطن العالم د. محمد كشكار

ينبغي التوضيح بداية أن النقد يعني عندي الكشف عن الاستخدامات المتعددة و المتباينة للمفهوم في السياقات الاجتماعية و التاريخية المختلفة. مما يعني أيضا كسر صنمية المفهوم أو عدم تحويل المفهوم إلى صنم جامد، له دائما المعنى نفسه و الاستخدام نفسه و الوظيفة ذاتها (إضافة د. م. ك: كالمفاهيم القاموسية المتداولة غير الدقيقة مثل مفهوم اليسارية و العَلمانية و الديمقراطية و الإسلام و الاشتراكية و حقوق الإنسان و حرية التعبير و المساواة بين المرأة و الرجل و حرية المعتقد و غيرها. و هذا هو النقد الذي وجهته و لا زلت أوجهه لمفاهيم العلم و المعرفة و التعليم و التربية و التكوين و اليسارية و العَلمانية و  القومية و التراث الإسلامي و الإسلاميين و الستالينيين و القوميين و المنبتين ثقافيا و المنحازين للغرب دون غربلة أو نقد و حاولت من خلال هذا النقد الهدام و البنّاء في الوقت نفسه أن أبين الاستخدامات غير العلمية التي تعرضوا لها في السياق الغربي و العربي الحديث). برهان غليون.

أنا أعتبر نفسي سليل الفكر الإسلامي و القومي و الماركسي و الليبرالي و الإنساني معا (إضافة د. م. ك: أعيد الترتيب و أقول: أنا أعتبر نفسي سليل الفكر الماركسي و اليساري الليبرالي الإنساني النقدي و الإسلامي في العقد الأخير معا). فليس هناك تمثل من دون نقد. فأنا أعتبر نفسي ثمرة النقد المثلث للإرث الإنساني الليبرالي و الماركسي و القومي (إضافة د. م. ك: و الإسلامي منذ عام 2000) و لا أعتبر نفسي غريبا عنه في مكوناته المختلفة. و أنا سليل هذه المكونات الفكرية بمعنى أنني ثمرة لها و في الوقت نفسه ثمرة التأمل النقدي فيها. برهان غليون.


Les idéologies sont liberté quand elles se font, oppression quand elles sont faites. Sartre

جميع الأديان و النظريات الفكرية تتحول بعد فترة معينة من أنظمة منفتحة إلى أنظمة منغلقة و دغمائية. هاشم صالح.
فأي دين يستخدم سياسيا بدون أي تأطير علمي أو نقدي يتحول بسرعة إلى إيديولوجيا ظلامية. محمد أركون.
العقل الفلسفي هو نقدي تساؤلي استفزازي بالضرورة. و بالتالي فيشكل السلاح الفعال ضد جميع الانغلاقات الدغمائية و الأيديولوجية. هاشم صالح.
"الذهن غير المتقلّب غير حرّ".
لا أحد مُجبر على التماهي مع مجتمعه. لكن إذا ما قرّر أن يفعل، في أي ظرف كان، فعليه إذن أن يتكلم بلسانه (المجتمع)، أن ينطق بمنطقه، أن يخضع لقانونه. عبد الله العروي.
يطلب الداعية السياسي أو الفكري من قرائه أن يصدقوه و يثقوا في خطابه أما أنا - اقتداء بالمنهج العلمي - أرجو من قرائي الشك في كل ما أطرح من إشكاليات و أنتظر منهم النقد المفيد.
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى و على كل مقال سيء نرد بمقال جيد، لا بالعنف اللفظي أو المادي.
"الكاتب منعزل إذا لم يكن له قارئ ناقد".
عزيزي القارئ, عزيزتي القارئة، أنا لست داعية، لا فكري و لا سياسي, أنا مواطن عادي مثلك، أعرض عليك  وجهة نظري المتواضعة و المختلفة عن السائد, إن تبنيتها, أكون سعيدا جدا, و إن نقدتها, أكون أسعد لأنك ستثريها بإضافة ما عجزت أنا عن إدراكه, و إن عارضتها  فيشرّفني أن يصبح لفكرتي معارضين.
البديل يُصنع بيني و بينك، لا يُهدى و لا يُستورد و لا ينزل من السماء (قال تعالى: إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) و واهم أو غير ديمقراطي من يتصور أنه يملك البديل جاهزا.

L’intellectuel est une création du XIXè siècle qui disparaîtra à la fin du XXè ou du XXXè parce qu’il est fait pour disparaître. L’homme qui pense pour les autres, cela n’a pas de sens. Tout homme qui est libre ne doit être commandé par personne que par lui-même. Jean-Paul Sartre
Faire avec les conceptions non scientifiques pour aller contre ces conceptions et construire en même temps des conceptions scientifiques. Citoyen du monde Dr Mohamed Kochkar

الحوار (د. م. ك: الحوار بين اليساريين التونسيين و الإسلاميين التونسيين) لا يمكن أن يتم بالعقليات التقليدية، لا بد له من عقلانية مركبة ذات رؤية منفتحة لا مغلقة وصيغة مرنة لا جامدة وبنية مركبة لا بسيطة ومنهج تعددي لا أحادي ونظام متحرك لا ثابت، خصوصاً ونحن نلج في عصر تبدو فيه المعطيات في حركة متواصلة وسيلان دائم. علي حرب.
في النهاية أنا مواطن فقير بسيط عادي و أقرب المثقفين اليساريين ماديا إلى طبقة البروليتاريا، مواطن  منعزل و معزول قصدا من اليسار و اليمين بسبب نقدي للاثنين معا. لا أنتمي لأي حزب و لا أومن بأية إيديولوجية يسارية كانت أو يمينية لكن أومن بالمُثل العليا سماوية المصدر أو إنسانية الإبداع.
لا حول لي و لا قوة إلا بالله و الشعب و الفكر و الثقافة الإنسانية و العلم و التكنولوجيا و المعرفة و نقد المعرفة و ليس لي أي وزن أو تأثير مباشر على الأحداث و أمارس النقد الفكري و السياسي و الاجتماعي و العلمي و الثقافي كهواية أدبية دون اختصاص في هذا المجال الواسع و لا أملك بدائل جاهزة لِما أنقد لأن النقد مؤسسة قائمة بذاتها و غنية بما تقدّمه للمبدعين و الناس العاديين، كل في مجاله، و أرى أن البديل ينبثق انبثاقا من صنع و تفاعل أصحاب المشكلة فيما بينهم و أهل مكة أدرى بشعابها.
يبدو لي أن المثقف العربي توغّل في نقد الإنتاج الثقافي العربي و نسي نقد آلة الإنتاج نفسها المتمثلة في المثقف العربي نفسه. علي حرب.
محمد كشكار, أستاذ تعليم ثانوي أول فوق الرتية في علوم الحياة و الأرض، متقاعد بعد 37 سنة عمل فعلي و دكتور في تعلّميّة البيولوجيا متخرج سنة  2007 تحت إشراف مشترك من جامعة تونس وجامعة كلود برنار بليون 1 بفرنسا.



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire