موقف شخصي - مهتز و متذبذب
تذبذب الواقع السياسي التونسي - من تحالف اليسار التونسي مع اليمين التونسي الليبرالي
غير الإسلامي. مواطن العالَم د. محمد كشكار
كيساري غير ماركسي، و كمواطن
تونسي غير منتم لأي حزب أو جمعية، أصرّح أنني غير مرتاح تمام الارتياح و لست راض تمام
الرضا، لكن في الوقت نفسه لا أملك حيثيات كافية تجعلني أرفض عن قناعة ما حصل من
تحالف تكتيكي أو انتخابي بين الجبهة الشعبية و نداء تونس في جبهة إنقاذ.
و أتساءل: هذه الجبهة
الافتراضية، تنقذ مَن مِن مَن؟
يبدو لي أن اليمين لا يحتاج
إلى ضمانات في مثل هذه التحالفات لأنه الأقوى اقتصاديا و الأكثر شعبية و الأدهى
سياسيا، أما اليسار فهو يمثل الأقلية و هو المحتاج في هذه الحالة إلى أكثر ما يمكن
من الضمانات، لكن يبدو لي أنه لا يجوز له التضحية بمبادئه و أنصاره، و عليه إذن أن
يتثبت جيدا أن السراب ليس سرابا، و عليه أن يطلب أكثر ما يمكن من المواثيق
المكتوبة و المختومة، حتى لا يتنكر له اليمين بعد الفوز المفترض في الانتخابات
القادمة.
و أذكّر اليسار العربي بتحالفاته
التاريخية الفاشلة التي أمضاها سابقا مع اليمين العربي غير الإسلامي في العراق و
السودان و فلسطين، تحالفات تكتيكية لم تجلب له سوى الفناء و الدمار، و إن شاء الله
العاقبة سليمة.
ما أستطيع أن أقوله - و في
هذا القول فأنا لست مهتزا و لا متذبذبا - هو ما يلي: لو أُجبِرتُ على أن أختار بين
التحالف مع يمين غربي الديمقراطية أو يمين شورى الديمقراطية، لاخترت الأول دون
تردد.
تاريخ أول نشر على النت: حمام
الشط في 24 جوان 2013.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire