samedi 10 août 2013

لو كانت حكومة النهضة تعي، و أنا متأكد أنها تعي، لكنها عاجزة عن تنفيذ ما تعي! مواطن العالم د. محمد كشكار

لو كانت حكومة النهضة تعي، و أنا متأكد أنها تعي، لكنها عاجزة عن تنفيذ ما تعي! مواطن العالم د. محمد كشكار

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 29 جانفي 2012.

لو كانت حكومة النهضة تعي، و أنا متأكد أنها تعي، لكنها عاجزة عن تنفيذ ما تعي، لا لعجز داخلي فيها و إنما لخلل يتخلل محيطها. محيطها الاجتماعي-السياسي الذي يتكون من دعامات النظام البائد و هي الجيش و الأمن و الديوانة و البيروقراطية الإدارية التجمعية و الإعلام غير المهني و جهاز القضاء الفاسد و أصحاب رؤوس الأموال الموالين و المناشدين و بيوقراطية مؤسسة المكتب التنفيذي لاتحاد العمال الموروثة عن جراد. سقط بن علي و لم يسقط النظام، هرب بن علي و لم يهرب رجاله و مؤيدو سياسته.

راكم المناضلون اليساريون و الإسلاميون و الليبراليون رصيدا من النضال، ثم هبت ريح الثورة العاتية الشعبية النقابية القاعدية اليسارية و أسقطت الشاشية (الكبوس) من فوق رأس النظام البائد، غطاء فوقي متمثل في بن علي و الطرابلسية، و لمّا أتت حكومة النهضة من فوق لتستر عورة النظام البائد-المتجدد (المتمثلة في الرأس العارية، و العورة في المخ الفارغ لا في السيقان العارية)، صُدمت برفض جسم هذا النظام (بلا رأس) لها كما يَرفض الجسم العليل العضو المزروع حتى و لو كان لصالحه، و استنفر هذا النظام البائد (الجسم العليل دون رأس) و فعّل مضادّاته الحيوية للقضاء على العضو المزروع المتمثل في  النهضة. مضادّات النظام البائد، ليست المعارضة الديمقراطية و لا اليسار، اليسار هو الدواء الشافي الذي يكبح فعالية مضادّات النظام البائد و يشل حركتها و قد جُرِّب مفعوله من 17 ديسمبر  2010 إلى 14 جانفي 2011. لو كانت النهضة تعي، لشكرت اليسار ألف مرة و فرحت و هللت و رقصت على شعارات مسيرة الأمس 28 جانفي 2012، التي نادت بالكرامة و الحرية و التشغيل و تطبيق القانون و احتجت سلميا على تصريح شورو (قيادي كبير في النهضة و عضو في المجلس التأسيسي) المتمثل في تهديده بقطع الأرجل و الأيادي من خلاف عقابا للمعتصمين قطاع الطرق، تصريح خطير و إرهابيي، احتجت عليه أيضا قيادات مهمة من النهضة نفسها لأن هذا التصريح لا يخدم الدولة المدنية و لا يتماشى مع مشروع النهضة العصري و مع سياساتها المعلنة في خطاباتها و برامجها.

على النهضة إذن أن تفرح عوض أن تحزن و تندد باليسار و المعارضة لأن هذه المسيرة المباركة تعطيها تعلة ديمقراطية ترتكز عليها و تقوّي حجتها ضد أعدائها الحقيقيين (أركان النظام القديم) و ليس ضد أعداءها الوهميين (اليسار) و هي في أشد الحاجة إلى مثل هذه المساندة لمكافحة العنف و الإرهاب نتيجة  ترنح حكمها، و تمنحها مساندة المعارضة فرصة تطبيق القانون - و ليس قطع الأيدي و الأرجل من خلاف -  على الخارجين على القانون في الطرقات و الإدارات و المصانع و المحاكم و الكليات و عليها أيضا أن تفرق بين الغث و السمين و لا "ترمي الرضيع مع ماء الحمام".

تقول المعارضة و يقول اليسار أن هناك اعتصامات شرعية أو على الأقل مبررة اجتماعيا، أقول: لتجلس إذن حكومة النهضة مع المعارضة و اليسار و تصغي إليهم و لا تقصيهم و تتعاون معهم لفرز المعقول من غير المعقول عوض تبادل التهم الذي لا يجدي نفعا في حين أن جرحى الثورة و العاطلين و المهمشين و طلبة منوبة و الفنانين المهددين و المثقفين و الصحافيين ضحايا العنف "السلفي" و المواطنين المكتوين بنار الأسعار الملتهبة يستغيثون من خلال وقفاتهم الاحتجاجية و لا من مغيث، لا من اليسار الذي لا حول و لا نفوذ له و لا  من حكومة التنفيذ التي لا تملك صلاحية التنفيذ (ليس المرزوقي وحده مَن لا يملك صلاحيات).

النهضة متربعة على عرش الحكم (تملك و لا تحكم مثلها كمثل ملكة خلية نحل) و اليسار بورجوازية صغيرة تنعم بالفتات و تكتفي بالمتعة الفكرية لأنها غير قادرة على غيرها، أما المعذبون في الأرض ممن صوتوا للنهضة أو البروليتاريا العمالية و الفلاحية أو البطالين، فهم مغيبون من المشهد الإعلامي قبل و بعد الثورة و لا يستفيدون من حرية التعبير إلا بالتنبير في المقاهي و على صفحات الفيسبوك مع الإشارة إلى أن حتى في أكثر البلدان ديمقراطية، لا يستفيد من حرية التعبير إلا حفنة انتهازية من ملاك الجرائد و الفضائيات كمردوخ البريطاني و هرسان الفرنسي أما العامل و الفلاح، فلا صوت له إلا يوم الانتخابات ثم يخرس ثم ينطق بعد أربع أو خمس سنوات ثم يخرس من جديد حتى يموت كمدا و يرث ابنه من بعده البؤس الأبدي.

يا متعاطفين مع النهضة، و لي فيكم أحبة و أصدقاء و أقارب و أخ و أخت و بنت و أبناء و بنات أخت، اليسار ليس عدوكم بل خصمكم الفكري فقط، و الاختلاف الفكري لا يفسد للود قضية، لا تخطئوا الهدف و تسلّطوا سهامكم نحو اليسار الأعزل إلا من قوة الحجة، سلّطوها من فضلكم بالقانون ضد أعدائكم و أعداء تونس الحقيقيين، فُلُول النظام البائد المتشبثة بالحكم و التي تعمل للإطاحة بكم و اتركوا اليسار يعيد تنظيم صفوفه فخراجه في الآخر لكم كمعارضة ديمقراطية قوية و صادقة و نزيهة ما دمتم في السلطة و إن خرجتم منها تكونوا بتصرفكم هذا قد أرسيتم دولة مؤسسات و احترمتم القانون، أظن أن "الصفر فاصل" لا يقلق إلا "الواحد فاصل"، اليسار التونسي غير المنبت عن مجتمعه  التونسي الإسلامي العربي، المثقف المفكر المهذب غير العنيف هو ملح طعامكم، فهل تستسيغون طعاما دون ملح؟ أتمنى لكم من كل قلبي التوفيق في قيادة السفينة، و الربان الماهر هو من يصغي لتوجيهات ملاّحيه و لا يهدد بصلبهم و رميهم في البحر و إلا يا ترى مِن أي قُطر - حتى لو كان قُطر أمريكا - سيأتي بملاحين يعرفون تونس أكثر من شعبها و السلام.

إمضائي المتكرّر و المحيّن و المتطور و المتغيّر دائما حسب قراءاتي الجديدة و المتنوّعة في كل المجالات المعرفية الحديثة غربيا و عربيا. مواطن العالم د. محمد كشكار

ينبغي التوضيح بداية أن النقد يعني عندي الكشف عن الاستخدامات المتعددة و المتباينة للمفهوم في السياقات الاجتماعية و التاريخية المختلفة. مما يعني أيضا كسر صنمية المفهوم أو عدم تحويل المفهوم إلى صنم جامد، له دائما المعنى نفسه و الاستخدام نفسه و الوظيفة ذاتها (إضافة د. م. ك: كالمفاهيم القاموسية المتداولة غير الدقيقة مثل مفهوم اليسارية و العَلمانية و الديمقراطية و الإسلام و الاشتراكية و حقوق الإنسان و حرية التعبير و المساواة بين المرأة و الرجل و حرية المعتقد و غيرها. و هذا هو النقد الذي وجهته و لا زلت أوجهه لمفاهيم العلم و المعرفة و التعليم و التربية و التكوين و اليسارية و العَلمانية و  القومية و التراث الإسلامي و الإسلاميين و الستالينيين و القوميين و المنبتين ثقافيا و المنحازين للغرب دون غربلة أو نقد و حاولت من خلال هذا النقد الهدام و البنّاء في الوقت نفسه أن أبين الاستخدامات غير العلمية التي تعرضوا لها في السياق الغربي و العربي الحديث). برهان غليون.

أنا أعتبر نفسي سليل الفكر الإسلامي و القومي و الماركسي و الليبرالي و الإنساني معا (إضافة د. م. ك: أعيد الترتيب و أقول: أنا أعتبر نفسي سليل الفكر الماركسي و اليساري الليبرالي الإنساني النقدي و الإسلامي في العقد الأخير معا). فليس هناك تمثل من دون نقد. فأنا أعتبر نفسي ثمرة النقد المثلث للإرث الإنساني الليبرالي و الماركسي و القومي (إضافة د. م. ك: و الإسلامي منذ عام 2000) و لا أعتبر نفسي غريبا عنه في مكوناته المختلفة. و أنا سليل هذه المكونات الفكرية بمعنى أنني ثمرة لها و في الوقت نفسه ثمرة التأمل النقدي فيها. برهان غليون.


Les idéologies sont liberté quand elles se font, oppression quand elles sont faites. Sartre

جميع الأديان و النظريات الفكرية تتحول بعد فترة معينة من أنظمة منفتحة إلى أنظمة منغلقة و دغمائية. هاشم صالح.
فأي دين يستخدم سياسيا بدون أي تأطير علمي أو نقدي يتحول بسرعة إلى إيديولوجيا ظلامية. محمد أركون.
العقل الفلسفي هو نقدي تساؤلي استفزازي بالضرورة. و بالتالي فيشكل السلاح الفعال ضد جميع الانغلاقات الدغمائية و الأيديولوجية. هاشم صالح.
"الذهن غير المتقلّب غير حرّ".

لا أحد مُجبر على التماهي مع مجتمعه. لكن إذا ما قرّر أن يفعل، في أي ظرف كان، فعليه إذن أن يتكلم بلسانه (المجتمع)، أن ينطق بمنطقه، أن يخضع لقانونه. عبد الله العروي.
يطلب الداعية السياسي أو الفكري من قرائه أن يصدقوه و يثقوا في خطابه أما أنا - اقتداء بالمنهج العلمي - أرجو من قرائي الشك في كل ما أطرح من إشكاليات و أنتظر منهم النقد المفيد.
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى و على كل مقال سيء نرد بمقال جيد، لا بالعنف اللفظي أو المادي
"الكاتب منعزل إذا لم يكن له قارئ ناقد".
عزيزي القارئ, عزيزتي القارئة، أنا لست داعية، لا فكري و لا سياسي, أنا مواطن عادي مثلك، أعرض عليك  وجهة نظري المتواضعة و المختلفة عن السائد, إن تبنيتها, أكون سعيدا جدا, و إن نقدتها, أكون أسعد لأنك ستثريها بإضافة ما عجزت أنا عن إدراكه, و إن عارضتها  فيشرّفني أن يصبح لفكرتي معارضين.
البديل يُصنع بيني و بينك، لا يُهدى و لا يُستورد و لا ينزل من السماء (قال تعالى: إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) و واهم أو غير ديمقراطي من يتصور أنه يملك البديل جاهزا.

L’intellectuel est une création du XIXè siècle qui disparaîtra à la fin du XXè ou du XXXè parce qu’il est fait pour disparaître. L’homme qui pense pour les autres, cela n’a pas de sens. Tout homme qui est libre ne doit être commandé par personne que par lui-même. Jean-Paul Sartre
Faire avec les conceptions non scientifiques pour aller contre ces conceptions et construire en même temps des conceptions scientifiques. Citoyen du monde Dr Mohamed Kochkar

الحوار (د. م. ك: الحوار بين اليساريين التونسيين و الإسلاميين التونسيين) لا يمكن أن يتم بالعقليات التقليدية، لا بد له من عقلانية مركبة ذات رؤية منفتحة لا مغلقة وصيغة مرنة لا جامدة وبنية مركبة لا بسيطة ومنهج تعددي لا أحادي ونظام متحرك لا ثابت، خصوصاً ونحن نلج في عصر تبدو فيه المعطيات في حركة متواصلة وسيلان دائم. علي حرب

في النهاية أنا مواطن فقير بسيط عادي و أقرب المثقفين اليساريين ماديا إلى طبقة البروليتاريا، مواطن  منعزل و معزول قصدا من اليسار و اليمين بسبب نقدي للاثنين معا. لا أنتمي لأي حزب و لا أومن بأية إيديولوجية يسارية كانت أو يمينية لكن أومن بالمُثل العليا سماوية المصدر أو إنسانية الإبداع.
لا حول لي و لا قوة إلا بالله و الشعب و الفكر و الثقافة الإنسانية و العلم و التكنولوجيا و المعرفة و نقد المعرفة و ليس لي أي وزن أو تأثير مباشر على الأحداث و أمارس النقد الفكري و السياسي و الاجتماعي و العلمي و الثقافي كهواية أدبية دون اختصاص في هذا المجال الواسع و لا أملك بدائل جاهزة لِما أنقد لأن النقد مؤسسة قائمة بذاتها و غنية بما تقدّمه للمبدعين و الناس العاديين، كل في مجاله، و أرى أن البديل ينبثق انبثاقا من صنع و تفاعل أصحاب المشكلة فيما بينهم و أهل مكة أدرى بشعابها
يبدو لي أن المثقف العربي توغّل في نقد الإنتاج الثقافي العربي و نسي نقد آلة الإنتاج نفسها المتمثلة في المثقف العربي نفسه.
محمد كشكار, أستاذ تعليم ثانوي أول فوق الرتية في علوم الحياة و الأرض منذ 37 سنة و دكتور في تعلّميّة البيولوجيا متخرج سنة 2007 تحت إشراف مشترك من جامعة تونس وجامعة كلود برنار بليون 1 بفرنسا.
         أعرّف نفسي كديمقراطي مُعجب بالنمط الأسكندنافي لكن متماهي مع مجتمعي التونسي العربي الإسلامي ، و هذا تعريف لوحده مُبِين، أتبناه حيطة و حذرا علميا، لا هروبا و تقية من التعريفات السائدة كاليسارية و العَلمانية و الحداثة، هذه المفاهيم الثلاثة الأخيرة التي شُوهت عن قصد سياسي و غير علمي من قبل أعدائها و غير المطلعين على تراثها العالمي الرحب و الغني، هم اليمينيون المثقفون و غير المثقفين الذين حمّلوها ما لا تتحمل و نسبوا لها جهلا و ظلما و بهتانا مفاهيم غريبة عنها كالميوعة و "قلة الرجولية" و  الكفر و الإنبتات و الخيانة الوطنية. لكن في المقابل - و للأسف الشديد - لم يطورها محتكروها الشيوعيون و القوميون و الاشتراكيون و لم يخلّصوها من بعض المفاهيم الشوائب التي لصقت بها منذ ثلاثة قرون تقريبا  و لم يسلّطوا نقدهم الذاتي العلني على بعض مفاهيمها المتكلّسة كشيطنة الإسلام السياسي (أفهمه فقط كرد فعل شرعي للدفاع عن النفس ضد تهديدات المتطرفين منهم، الداعون لقتلهم و نفيهم و صلبهم و تقطيع أيديهم و أرجلهم من خلاف، لا لشيء سوى معارضتهم لهم سياسيا و سلميا بالمظاهرات و الاعتصامات التي لا تعطل مرفقا عاما) و دكتاتورية البروليتاريا  و الحزب الطلائعي الأوحد  و عبادة و تقديس الشخصيات التاريخية السياسية مثل الحكام الدكتاتوريين كلينين و ستالين و ماو و كاسترو و عبد الناصر و صدام و الأسد مع احتفاظي باحترامي التام للتابعين لهؤلاء من الرفاق المعاصرين المناضلين التونسيين النقابيين القاعديين اليساريين الصادقين النزهاء الذين تربيت وسطهم و ناضلت معهم و أعترف و أشهد لهم بالوطنية و الشجاعة أيام معارضتهم لبورقيبة و بن علي و الحكومة الحالية.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire