ميثولوجيا (علم الأساطير) "دم
الحيض" عند المرأة؟ نقل دون تعليق مواطن العالَم د. محمد كشكار
المصدر:
كتاب "العنف و المقدّس و الجنس في الميثولوجيا الإسلامية"، تركي علي الربيعو، المركز الثقافي العربي، الطبعة الثانية 1995، بيروت، 191 صفحة. متوفر بالمكتبة العمومية بحمام الشط.
كتاب "العنف و المقدّس و الجنس في الميثولوجيا الإسلامية"، تركي علي الربيعو، المركز الثقافي العربي، الطبعة الثانية 1995، بيروت، 191 صفحة. متوفر بالمكتبة العمومية بحمام الشط.
نص الكاتب حرفيا في صفحة 110:
في ميثولوجيا النصوص
الحافة، المضمرة بالجنسانية المتمفصلة مع العنف، تكون حواء ينبوعا للعنف الدوري، و
يتمثل هذا العنف في "دم الحيض" أكثر المحرمات شهرة في المجتمعات
القديمة.
في المجتمعات القديمة
يجري التمييز باستمرار بين الدم المقدس و الذي هو دم القرابين، و الدم المدنس
المراق خارج الطقوس القربانية كحالة دم الحيض و الذي يظهر في الميثولوجيا
الإسلامية على أنه لعنة أبدية أصابت المرأة. إن حواء في ميثولوجيا التأويل لا تأكل
من الشجرة، بل هي تعضها. يقول الطبري "فعضت حواء الشجرة، فدميت الشجرة"
و عندما يخاطبها الرب "أما أنت يا حواء فكما أدميت الشجرة، فتدمين في كل
هلال". إنها الخاصية المعدية للدم، فكما أدمت حواء الشجرة بعضّها لها، فإنها
تدمى في كل هلال، بذلك يكون دم الحيض الشاهد الأزلي على الجريمة الأولى، و
المتمثلة في خروج آدم و حواء على أوامر الرب و وقوعهم في دائرة العنف التبادلي كما
يشهد على ذلك الدم المراق من الشجرة. و الذي يظل تعبيرا عن انزلاق العنف في جميع
الاتجاهات.
يقول جيرار
"عندما يطلق العنف من قيوده يصبح الدم مرئيا، فيبدأ بالسيلان و لا يعود ممكنا
إيقافه، يولج نفسه في كل مكان، و ينتشر و يمتد بطريقة غير منظمة. إن جريانه يحقق
الخاصية المعدية للعنف. و حضوره يعلن عن القتل. و يستدعي المآسي من جديد. فالدم
يلوّث كل من يمسه بألوان العنف و الموت"، و لذلك فإن كل إراقة دم تُحدث خوفا،
فلا ينبغي التعجب إذن، مسبقا، من أن الحيض الشهري يخيف.
من هنا الحرص الكبير
لدى كل البدائيين على أن لا يتماسّوا مع الدم و أن يتخذوا كل الإجراءات اللازمة
لكي لا يدنّسوا بدم الحيض الدنس.
إن دم الحيض الدنس
المتدفق دوريا من الأعضاء الجنسية للمرأة، يؤكد على مستوى الرمز و الواقع تلك
الصلة الوثيقة بين الجنس و العنف في الميثولوجيا الإسلامية، و بالتالي إلقاء
مسؤولية العنف على المرأة. و من هنا نفهم لماذا تنزلق باستمرار الجنسانية المضمرة
بالعداء للمرأة إلى العنف، و كذلك العنف إلى الجنسانية. و بذلك تتكشف لنا لعبة
العنف الذي لا ينتهي، فالدم الدنس يهدد بانتقال العدوى لأن جميع الاحتياطات التي
تتخذ لإبعاده مصيرها الإخفاق. و عندما تكشف لنا لعبة العنف عن وجهها الآخر، فبالدم
و بالدم وحده تكمن المغفرة كما يقول بولس الرسول في عهده الجديد. فالدم، هذا
السائل العجيب الذي تلعقه الآلهة، أي الدم المقدس فبه وحده تكمن المغفرة و إزالة
كل آثار الدم الدنس التي تهدد بالشر و العنف التبادلي.
تاريخ أول إعادة نشر
على مدونتي و صفحتيّ الفيسبوكيتين: حمام الشط، الثلاثاء 20 أوت 2013.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire