تساؤل ودي موجه إلى الجبهة
الشعبية و خاصة إلى حزب العمال حول "تحالفه" الراهن مع نداء تونس؟ مواطن
العالَم د. محمد كشكار
لماذا تغازلون حزب "نداء
تونس"، الحزب البورجوازي البورقيبي، و هو عدوكم الطبقي الأبدي حسب النظرية
الماركسية، لذلك يبدو لي أنه كان من الأجدر بكم إستراتيجيا أن تحاولوا أن تستميلوا
و تستقطبوا طبقة الطلبة و العمال و الفلاحين و التجار الصغار الذين ينتمون أو لا
ينتمون إلى حزب حركة النهضة، لأن هؤلاء الأخيرين هم حلفاؤكم المستقبليون الدائمون،
و في انحيازكم لهم - رغم اختلافكم
الإيديولوجي الوقتي معهم - انحياز إلى
الطبقة البروليتارية، و هذا واجب و ليس اختيارا أو تكتيكا تمليه و تفرضه عليكم
أيضا النظرية الماركسية.
أما إذا تمسكتم - لا قدر الله
- بهرولتكم وراء الطبقة البورجوازية، ممنّين أنفسكم بالعسل من عش الدبابير، فقد
صدق فيكم قول ماركس أيضا حين وصف الطبقة البورجوازية، الصغيرة المتكونة من
الموظفين و المثقفين و الفنانين و الصحافيين و القضاة و المحامين (جل منخرطيكم و
كل قياداتكم)، بالتذبذب و الانتهازية و عدم قدرتها على الانسلاخ الثوري من طبقتها حتى لا تخسر القليل من الفتات التي
ترميه لها الطبقة البورجوازية جزاء على إضفاء الشعبية العمالية على حزب غير شعبي و
مستغِل للعمال، و هو حزب "نداء تونس".
ملاحظة:
يبدو لي أن الرابح الأكبر من اعتصام
الرحيل هو حزب "نداء تونس"، و الدليل أن تحالف اليسار السياسي القيادي الانتهازي
مع اليمين البورقيبي الرجعي المحن و المحيي لديكتاتورية الحزب الدستوري الحاكم الأوحد
سابقا على مدى ثلاثة عقود، قد جعل من "خميس كسيلة" "شي قيفارا"
باردو.
تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، عيد الفطر المبارك يوم 8 أوت 2013.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire