vendredi 7 février 2014

هكذا تكون لجنة حماية ودعم الثورة أو لا تكون؟ مواطن العالم من أصل جمني د. محمد كشكار

هكذا تكون لجنة حماية ودعم الثورة أو لا تكون؟ مواطن العالم من أصل جمني د. محمد كشكار

تاريخ أول نشر على النت :  حمام الشط في 22 ديسمبر 2011.

هي لجنة دعم و حماية الثورة بجمنة - قبلي.
نمر مباشرة إلى تعداد أهم إنجازاتها بفضل مجهودات أعضائها  الممثلين لكل الأطياف السياسية و الذين يُعتبرون تقريبا من بين أفضل ما أنجبت جمنة، لجنة فريدة من نوعها دون رئيس أو مرؤوس بل كلهم أعضاء و رؤساء في الوقت نفسه.

-         في خضم الثورة استرجعت هذه اللجنة مشروع واحة النخيل "السكاست" (تسعة آلاف نخلة منتجة لنوع دقلة النور) الكائن بأرض بلدية جمنة بعد ما افتكتها ثوريا من رأسمالي فاسد، كان هذا الأخير يستأجرها ظلما و بهتانا من أملاك الدولة سنويا ببعض آلاف الدنانير تقريبا و يبيع المحصول السنوي بمليون دينار، مع العلم أن هذا الجشِع استأجر الهكتار الواحد من أملاك الدولة بثمانين دينار على أساس أرض بيضاء غير مغروسة و الواقع أن الهكتار الواحد يضم تقريبا 100 نخلة و النخلة الواحدة تنتج سنويا كمية من التمور بمقدار 100 دينار تقريبا. نجحت اللجنة الموقرة - التي تشتغل تطوعا دون مقابل - في إدارة شؤون الواحة و سهرت على الري و تلقيح النخيل ثم باعت المنتوج بما يقارب المليون دينار و هي الآن تعبّر عن استعدادها لأن تسلّم الجمل بما حمل من ريع الواحة المالي إلى مجلس إدارة منتخب من أهالي جمنة - باستثناء أعضاء اللجنة المعنية - حتى يكمل المشوار بصفة رسمية و قارّة حسب الاتفاق الذي سوف يُبرم مع وزارة الفلاحة و وزارة أملاك الدولة.

-         نظمت اللجنة المحترمة ثلاثة انتخابات جزئية نزيهة و شفافة و حرّرت أو افتكت من أزلام العهد البائد و بصفة ديمقراطية كل السلطات المحلية المتواجدة داخل القرية: أولا أجرت انتخابات ديمقراطية لعمدتي البلد، واحد عوّض العمدة الحزبي التجمّعي القديم و الثاني ما زال ينتظر تنصيبه من قبل السلطات الجهوية، ثانيا جددت أعضاء الجمعية المسيّرة لمدرسة المعاقين بجمنة و ثالثا شاركت في اختيار و تعيين أعضاء اللجنة الخصوصية المؤقتة لتسيير شؤون البلدية.

-         طالبت و تحصلت على منصب مدير المعهد الوحيد بالقرية و أوكلته إلى عضو من أعضاء اللجنة بعد نجاحه في مناظرة المديرين بفضل كفاءته و أقدميته.

-         وفرت اللجنة عشرات مواطن الشغل داخل الواحة المفتكّة و البلدية و المستوصف المحلي.

-         سعت اللجنة في عمل الخير و وفرت كرسيين متحركين لاثنين من المعاقين الجمنين.

بعد نجاح نشاطها الثوري الاجتماعي، أراد بعض أعضاء اللجنة أن يدخلوا دائرة النضال السياسي فرشحوا أنفسهم و معهم آخرين غير جمنين  لانتخابات المجلس التأسيسي في قائمة مستقلة، تُدعى "القائمة التقدمية المستقلة بقبلي". سانداها حزبان، و يا ليتهما ما سانداها، ساندها حزب العمل الوطني الديمقراطي و حركة الوطنيين الديمقراطيين، حزبان عاجزان عن تقديم قائمة كل باسمه في ولاية قبلي. لم تجلب لها هذه المساندة السياسية - التي لم تطلبها و لم تسع إليها - إلا اتهام أعضائها بالكفر و الإلحاد و الشيوعية رغم أن كل أعضائها و منذ سنوات يؤدون صلواتهم الخمس حاضرا في المسجد.

أعضاء لجنة حماية و دعم الثورة بجمنة، هم مناضلون ثوريون غير منبتّين، نقابيون و غير نقابيين، متأقلمون مع بيئتهم المحلية الريفية. قرّروا و آثروا الفعل عوض الجلوس على الربوة، مع الإشارة إلى أن الجلوس على ربوة النقد بعد 38 سنة عمل ليس عيبا، و بلا فخر فهو اختصاصي في التقاعد، و تكلموا بلسان المجتمع و نطقوا بمنطقه و خضعوا لقانونه. لكن و للأسف الشديد خذلهم مجتمعهم الذي انحازوا إليه و دافعوا على مصالحه و لم يصوّت لهم بكثافة و فشلوا في الفوز بمقعد في المجلس التأسيسي. تجربة خاضوها بصدق و جدّ و شجاعة، يعتزون بها و في الوقت نفسه يحترمون قوانين اللعبة الديمقراطية و لا يزالون على العهد ثابتون و على الدرب سائرون، لا يحيدون عنه قيد أنملة.

أستشهد هنا بقولة لماو تسي تونق (حتى و لو كنت منذ زمان لا أميل إلى تنظيرا ته الإيديولوجية): "على المناضل الثوري أن يكون في مجتمعه كالسمكة في الماء". مجتمعنا تونسي عربي مسلم، فالمناضل الثوري إذن لا يمكن أن يكون إلا تونسيا عربيا مسلما صرفا خاليا من الخطاب المزدوج وغير  ثنائي الهُوية، و لو تلاءم اليساريون الثوريون التونسيون مع مجتمعهم كما فعل أبطال قصتنا لقدّم اليسار خدمة جليلة لتونس المستقبل و لاكتسب زادا شعبيا ينفعه في الانتخابات البرلمانية القادمة.



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire