lundi 10 février 2014

جمنة التسعينات من القرن العشرين تعطي درسا في تطبيق الآية الكريمة "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم". مواطن العالَم من أصل جمني د. محمد كشكار

جمنة التسعينات من القرن العشرين تعطي درسا في تطبيق الآية الكريمة "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم". مواطن العالَم من أصل جمني د. محمد كشكار

تاريخ أول نشر على مدونتي و صفحاتي الفيسبوكية الثلاث: حمام الشط في 13 أفريل 2013.

مقدمة
أمثلة متعددة و مختلفة تجسم الاعتقاد الساذج في المعجزات في القرن الواحد و العشرين! قرأتها عديد المرات في الفيسبوك و أتمنى من كل قلبي أن تتحقق كل أماني هؤلاء الفيسبوكيين الطيبين! و ما الضرر في تحقيقها إن تحققت فعلا بالاتكال على الله فقط، إنه خير و أقرب المستجيبين لدعوات المعذبين في الأرض؟ و إنما يكمن الضرر في التعويل على الغيبيات لحل الواقعيات فنبقى نعيش على وهم و سراب دائمين و نحمّل الله مسؤولية، سبق و أن أناطها بعهدتنا مذ خلقنا من تراب و استخلفنا في الأرض بدل الملائكة، و قال لنا: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".

  1. أربع عيّنات من المعجزات المنشورة أخيرا على صفحات الفيسبوك (و العهدة على الناشر):
-         أسد يفصل رأس من سب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جسده. صفحة "راشد الغنوشي" (الرسمية أو المزيفة، الله أعلم، و الأرجح أن تكون صفحة مزيفة).

-         بسم الله الرحمن الرحيم.  يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان ( 22 ) فبأي آلاء ربكما تكذبان (23)
صدق الله العظيم: تعليق منشور يقدّم صورة صَدفة بحرية حية مملوءة باللؤلؤ. صفحة "في كل يوم معلومة تهمك".

-         نقطة عسل علي السرة قبل النوم تعمل معجزات. صفحة "ماطر  Mateur".

-         رااااااائعه . لن تصدقوا الحكمة من قول "الحمد لله" بعد العطس لأن القلب يتوقف عن النبض خلال العطس و العطسة سرعتها 100 كيلومتر في الساعة، و إذا عطست بشده من الممكن أن تكسر ضلع من أضلاعك، وإذا حاولت إيقاف عطسة مفاجئة من الخروج ، فإنه يؤدي إلى
ارتداد الدم في الرقبة أو الرأس ومن ثم إلى الوفاة و إذا تركت عيناك مفتوحتين أثناء العطس، من المحتمل أن تخرج من محجريها وللعلم أثناء العطسة تتوقف جميع أجهزة الجسم التنفسي والهضمي والبولي وبما فيها القلب رغم أن وقت العطسة ( ثانيه أو جزء من الثانية) وبعدها تعمل إن أراد الله لها أن تعمل و كأنه لم يحصل شيء. لذلك كان حمد الله تعالى هو شكر الله على هذه النعم. لو أحسست بنعمة ربنا عليك انشرها. صفحة "هل تعلم؟".

 
  1. قال تعالى:
"إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" صدق الله العظيم.

و قال الشاعر العظيم أبو الطيب المتنبي:
ما كل ما يتمنى المرء يدركه --- تجري الرياح بما لا تشتهي السفن. 
و قال أيضا:
و ما نيْلُ المطالِبِ بالتَّمَنِّي --- و إنما تُؤْخَذُ الدُّنيا غِلابا.

  1. أهالي قرية جمنة يعطون المثال على التعويل على النفس:
يبدو لي أن المنشود و المطلوب من المسلمين اليوم، ليس التمني و الاتكال على الله فقط - و هو نِعم الوكيل - و إنما العمل ثم التوكل من بعدُ و سأسوق لكم في الفقرة الموالية مثالا يُحتذي به من الواقع التونسي الحديث:

يتجسم المثال في ما حصل من ثورة فلاحية في مسقط رأسي جمنة: كانت واحة جمنة قبل تسعينات القرن العشرين قليلة النخيل لندرة المياه السقوية و ندرة الأمطار جرّاء موقعها الصحرواوي في الجنوب الغربي التونسي. حضرت في حياتي الجمنية مرة واحدة صلاة للاستسقاء في الخمسينات أو الستينات من القرن الماضي.

استيقظ المارد الجمني في التسعينات و شرع الجمنيون في حفر آبار غير عميقة بوسائل تقليدية بدائية دون إذن من الحاكم، انبثق الماء من جوف الأرض تحت ضربات سواعدهم المفتولة فغرسوا حوله آلافا مؤلفة من أجود أنواع النخيل، اسمه "دڤلة النور" و أصبحوا من أكبر ملاك الأراضي الفلاحية في الجنوب بعد ما كانوا فقراء معدمين و تحقق الحلم الأمريكي في جمنة و أصبحت بلدتنا قبلة للعمال من سيدي بوزيد و القصرين وأصبحوا يسمونها "باريس الصغيرة".

على سبيل الذكر لا الحصر و هم كثر، كان لي صديق شاب في الستينات يعمل معي موسميا في البناء "المرمّة" عشر ساعات في اليوم مقابل نصف دينار تونسي، فأصبح اليوم مالكا لواحة نخيل بجمنة يُقدّر ثمنها بمليون دينار أو أكثر، ألا يحق لنا نحن معشر الجمنيين أن نستولي و عن جدارة على شعار "الحلم الأمريكي" و ننسبه لأنفسنا و نسميه "الحلم الجمني"؟ 

و منذ نهضتها الفلاحية، يبدو لي أن " جمنة لم تعد في حاجة إلى صلاة الاستسقاء" وحدها، و قد منّ الله عليها بوفرة المياه الجوفية و أصبحت الثروة الفلاحية تُعدّ  بمئات الآلاف من النخيل بعد ما كانت تعد بعشرات الآلاف فقط. نسيَت صلاة الاستسقاء، لا لنقص في الإيمان بالله  و الحمد لله لقد ضُرب عدد الجوامع في ستة و المدارس في ثلاثة، و إنما لزيادة في الثقة بالنفس و الإيمان بإرادة الإنسان و قدرة هذا الأخير على تغيير نفسه بنفسه دون انتظار المعجزات و هو قاعِدٌ، و لقد أثبت المواطنون الجمنيون أن الإنسان قادر على صنع مصيره بنفسه تحت الرعاية الربانية التي تشجّع كل إنسان مسلما كان أو غير مسلم على الأخذ بأسباب الحياة و نبذ التوكّل و التواكل.





Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire