lundi 3 février 2014

فكرة مخالفة تماما للتأويل السائد: قد يحدث التواصل بين المُخاطِب و المتلقي دون أن يفهم هذا الأخير خطاب المُخاطِِب! نقل دون تعليق مواطن العالَم د. محمد كشكار

فكرة مخالفة تماما للتأويل السائد: قد يحدث التواصل بين المُخاطِب و المتلقي دون أن يفهم هذا الأخير خطاب المُخاطِِب! نقل دون تعليق مواطن العالَم د. محمد كشكار

المصدر:
كتاب "حفريات تأويلية في الخطاب الإصلاحي العربي"، د. محمد الحدّاد، دار الطليعة للطباعة و النشر، الطبعة الأولى، بيروت، 2002، 224 صفحة.

نص الكاتب صفحة 25:
هناك شكل بالغ التبسيط للإجراء التواصلي يُختزل كما يلي:

مُخاطب >>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>> متلق
                               شيفرة (لغة)

لا تتعدى مهمة المتلقي، حسب هذا الشكل، فكّ الشيفرة (فهم اللغة مثلا) فتتحقق عملية التواصل.

أما الشكل الذي أنطلق منه فيمكن اختصاره كالتالي:

مُخاطب >>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>> متلق
                               تشكّل خطابي

و عليه، لا تقتصر العملية على فكّ شيفرات، بل هي استراتيجيا للسيطرة الرمزية و الذهنية، و هذه السيطرة ليت دائما بحاجة إلى أن يفكّ المتلقي الشيفرة و أن يفهم، بل قد تتحقق بغياب ذلك، و أحيانا بفضل ذلك الغياب (الأمثلة على ذلك وفيرة: كانت سيطرة الشعور الديني أقوى في المجتمعات المسيحية عندما كانت الخطب الدينية تُلقى باللاتينية التي لا يفقهها عامة الناس، و هذا هو اليوم وضع الشعور الديني الإسلامي في بعض البلدان الآسيوية... إلخ).

و ينقسم هذا التأثير الذهني إلى نوعين: نوع يتجه نحو الانفعال، و نوع يتجه نحو الحدس. الأول يمكن تسميته "الإمتاع"، و الثاني "الإقناع" (هامشة 1، أسفل الصفحة: لعلنا نجد في اتجاه العلوم العصبية الحديثة مستندا فيسيولوجيا لهذا التقسيم، من خلال المقابلة التي أصبحت مقبولة بين عقل منطقي و عقل عاطفي). فالأول هو المحقق لوظيفة التواصل الأدبي، و الثاني لوظيفة التواصل الموقفي. و التواصل الموقفي هو حمل المتلقي على الاشتراك مع المُخاطِب في موقف معيّن و السيطرة على وعيه و على عالمه الذهني كي يتكيف سلوكه مع مقتضيات ذلك الموقف و نتائجه العملية. و لا أستعمل كلمة "إقناع" بمعنى معياري، بل أنتقد في الفصل السابع شاييم برلمان، أحد منظري البلاغة الجديدة، لأنه يعتقد أن الإقناع يتأسس على الحجج الأقرب للتفكير الرياضي، و المنطقي. إن الإقناع بهذا المعنى المضيّق لا يتعدّى حلقات الأكاديميين و ما أشبه، أما الإقناع بشكله العام الأعم فلا يخضع، تماما مثل الإمتاع، لنموذج نهائي ثابت للقابلية، لا النموذج الرياضي و لا غيره.

تاريخ أول نشر على مدونتي و صفحتيّ الفيسبوكيتين: حمام الشط، الاثنين 3 فيفري 2014.



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire