قرط أمي! قصة جمنية واقعية قصيرة.
مواطن العالَم من أصل جمني د. محمد كشكار
تاريخ أوّل نشر على النات: حمام الشط في 2 أكتوبر 2012.
حفظ الأمانة: قيمة أخلاقية تونسية عربية إسلامية إنسانية، كانت
متأصّلة في أخلاقنا و عاداتنا و تقاليدنا، تذكّرتها في هذا الزمن التونسي
"الثوري"!
حدثت هذه القصة الواقعية القصيرة
بجمنة (ولاية ڤبلي، جمهورية تونس) في أربعينات القرن العشرين.
في أحد الأيام فقدت أمي أحد
قرطيها الذهبيّين و هي راجعة من عرس (القرط هو قطعة ذهبية أو "بَدْلَة"
باللهجة التونسية الدارجة، تُحمل في الأذن للزينة)، فخَشِيَتْ من غضب أبي (سي
السيد بالمعنى المصري للكلمة) و لم تطلب من مناد القرية (البَرَّاحْ باللهجة التونسية)
ما يُطلب منه في مثل هذه المناسبات، يعني أن يجول في الشوارع و يعلن و يفشي الخبر
حتى يعثر على الأثر الضائع.
وَجَدَ القرط الضائع أحد
المواطنين الجمنين، و هو بالصدفة عامل بفرنسا جاء يقضي عطلته السنوية بمسقط رأسه،
أخذ القرط و احتفظ به في منزله حتى تظهر صاحبته، انتظر شهر العطلة و لم يناد مناد
القرية على شيء ضائع كالعادة.
مرّ عام على الحادثة و صاحبنا
محتفظ بالأمانة لصاحبة الأمانة. و في أحد أمسيات عمّالنا بالخارج، روى في فرنسا ما
حدث له في جمنة. سمعه صدفة أحد جيراننا و أخبره أن صاحبة الأمانة موجودة لكنها
كتمت خبر ضياع قرطها خوفا من بطش زوجها. و عند عودة بطل قصتنا إلى القرية بعد عام
غربة، سلّم الأمانة سرّا إلى أمي عن طريق زوجته.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire