حزب حركة النهضة: خطوة إلى
الأمام و خطوتين إلى الوراء! المعارض الفكري مواطن العالَم د. محمد كشكار
كمعارض فكري لسياسة حزب حركة
النهضة، ألاحظ بكل موضوعية أن هذا الحزب
ينجز بإكراه خطوة إلى الأمام و خطوتين إلى
الوراء، و في نفس الوقت يحاول أن يظهر و كأنه يتحرك عن طواعية و إقناع دون إكراه، و
ذلك منذ فوزه بالأغلبية في انتخابات 23 أكتوبر 2011:
-
تمسكت قواعد "النهضة" العريضة بالتنصيص على
تطبيق أحكام الشريعة بالدستور التونسي.
-
فنص الدستور على حرية المعتقد و الضمير مثله مثل دساتير
البلدان العَلمانية.
-
تظاهرت قواعد "النهضة" العريضة من أجل حماية
الشرعية.
-
فصرّح القيادي بحزب حركة النهضة، الصحبي عتيق، على شاشة
التلفزة الوطنية قائلا بصريح العبارة التي لا تحتمل التأويل: "أن الشرعية
تآكلت".
-
ناضل نواب "النهضة" بالمجلس التأسيسي من أجل
تمرير قانون تحصين الثورة الذي ينص على إقصاء التجمعيين من الحياة السياسية، و بحّت
حناجر القاعدة "النهضوية" رافعة شعار "لا تجمع لا نداء".
-
فهبّ بالطائرة إلى باريس رئيس حزب حركة النهضة راشد
الغنوشي لزيارة رئيس الدستوريين القدامى البورقيبيين و البنعليين، الباجي قائد
السبسي، و جلس معه و خطب وده و حاوره محاورة الند للند ناسيا أو متناسيا أن السبسي
خدم الإثنين، بورقيبة و بن علي.
-
في بداية ظهور السلفيين الجهاديين علنا على الساحة
السياسية التونسية، أكد الغنوشي أنهم
إخواننا و أبناؤنا و أنهم يذكرونه بشبابه و أنهم يبشرون بثقافة جديدة و بشرهم هو بمزيد
من حرية التعبير عبر خيامهم الدعائية المنصوبة في ساحات المدن و القرى التونسية من
الجنوب إلى الشمال، وقال عنهم الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية أنهم يمارسون
الرياضة في الجبال و يذيبون الكولسترول و لم يكونوا يتدربون على القيام بأعمال
جهادية ضد بعض التونسيين، إخوانهم في الدين و الوطن و العرق و المذهب.
-
جاءت اللحظة الفاصلة الحاسمة و أعلن رئيس الحكومة "النهضوية" نفسه،
علِي عريض، أن حركة أنصار الشريعة السلفية هي حركة إرهابية، و أمر بمقاومتها
بالسلاح.
-
رمى بعض أعضاء حركة النهضة أو بعض المتعاطفين معها دور
الاتحاد العام التونسي للشغل بأكياس القمامة و هاجم مقره المركزي بالعصِي و
الهراوات البعض الآخر من المتخفين تحت "عنوان لجان حماية الثورة".
-
و اليوم ينضم حزب حركة النهضة إلى الحوار الوطني تحت
رئاسة الاتحاد العام التونسي للشغل و يمضي على خارطة الطريق التي بموجبها سيغادر
السلطة التنفيذية بعد ثلاثة أسابيع لا أكثر.
الإمضاء:
على
كل مقال سيء، نرد بمقال جيد، لا بالعنف المادي أو اللفظي أو الرمزي.
تاريخ
أول نشر على النت:
25 أكتوبر 2013.
أنا اليوم مسرور جدا بعد نشر مقالي أعلاه، لأنني نجحت و بوسائل بسيطة جدا على التجميع في التعليق على مقالي الوصفي السردي و ليس التحليلي العميق والموثق لبعض تراجعات النهضة التي أثمنها بالمناسبة في تمسكها المبدئي بالثوابت و في تراجعها التكتيكي عن الثوابت. جمعت حول مقالي خمسة تعليقات موضوعية خالية من الثلب و السب و الشتم المجاني فكان حوارا وطنيا مصغرا لكنه ديمقراطي، ثلاثة منها لثلاثة أصدقاء نهضويين و تعليقان لإثنين من الأصدقاء اليساريين، زائد كاتب المقال نفسه و هو يساري غير ماركسي معارض للنهضة وليس معادي للنهضويين، إخواني و أصدقائي الحقيقيين و الافتراضيين و أقاربي و ابنتي و أولاد و بنات أختيَّ الكبرتين، منهم الدارس و القاطن بباريس ومنهم الدارس بتونس والقاطن بتونس و منهم الدارس بتونس والقاطن بعُمان. نسيت أن أضيف إلى المقال أعلاه أن أكبر نكسة تعرضت لها حركة النهضة بتونس هي النكسة التي حدثت لها جراء النكبة التي حصلت لإخوانهم المسلمين في مصر بعد الانقلاب المشؤوم الذي وقع فجأة في مصر يوم 3 جويلية 2013، و الذي وضع حدا للمسار الديمقراطي للثورة المصرية يوم 30 جوان 2013 بخروج ملايين المصريين المعارضين لسياسة الإخوان المسلمين بمصر تحت حكم الإخواني الرئيس الشرعي لمصر الدكتور محمد مرسي. أتمنى من كل قلبي أن لا يتكرر السيناريو المصري بتونس، لكي نصل و بصفة ديمقراطية حقيقية توافقية بعد أن تآكلت الشرعية الانتخابية - و بمشاركة حزب حركة النهضة إلى نهاية احتكار هذا الأخير للسلطة التنفيذية و بعد استقالة حكومته "الفاشلة" بغض النظر عن أسباب فشلها المتعددة (شوية من الحنة و شوية من رطابة ليدين) - نصل إلى إرساء حكومة كفاءات وطنية منبثقة من كل الأحزاب الوطنية الناشطة على الساحة السياسية التونسية، تكون مهمتها الفورية مكافحة الإرهاب و توفير أسباب استتباب الأمن الغذائي و الأمن البوليسي و تحقيق نظافة البلاد بإزالة أكداس القمامة و التحضير و إنجاح الانتخابات البلدية و التشريعية و الرئاسية القادمة بطريقة نزيهة و شفافة تحت مراقبة دولية جادة و تكون شعاراتها "لا دواء لأمراض الديمقراطية إلا بمزيد من الديمقراطية" و "لا دواء لإشكاليات حرية الإبداع إلا بمزيد من حرية الإبداع" و "لا دواء لنقص الكرامة إلا بمزيد من الكرامة"، و رب يوفق الجميع إلى ما فيه خير الجميع من أبناء تونس، إسلاميين كانوا أم يساريين أم قوميين أم ليبراليين أم مسيحيين أم يهود أم بهائيين أم لاأدريين أم لاإلاهيين أم شيعة أم سنة أم إباضيين أم سلفيين غير عنيفين، و الله و الشعب وليا التوفيق و تصبحون على خير أنتم و تونس، أرضا و نخلا و رمانا وهنديا و زيتونا و تفاحا و قمحا و شعيرا و حنطة و خضرا و غلالا و أزهارا و حيواناتا و سمكا و أطيارا وجوا و بحرا.
RépondreSupprimer