samedi 26 octobre 2013

لن أقدّم وردة إلى المؤسسة الأمنية قبل أن تقدّم هي باقة ورد إلى ضحايا "الرش" في ولاية سليانة! مواطن العالَم د. محمد كشكار

لن أقدّم وردة إلى المؤسسة الأمنية قبل أن تقدّم هي باقة ورد إلى ضحايا "الرش" في ولاية سليانة! مواطن العالَم د. محمد كشكار

لن أقدّم وردة إلى المؤسسة الأمنية قبل أن تقدّم هي باقة ورد إلى ضحايا "الرش" في ولاية سليانة (و الله إن َهدم مقر ولاية سليانة و قلبه رأسا على عقب وحرق محتوياته بتمامها وكمالها - دون المساس بشعرة واحدة من موظفيه بما فيهم الوالي - لأهون عليّ من فقدان عين من العيون السليانية الشبابية الجميلة الحالمة بغد أفضل)، لكنني أقدم تعازي الحارّة إلى أهالي و أقارب الشهداء من المؤسسة الأمنية و المؤسسة العسكرية الذين سقطوا دفاعا عن الوطن ضد الإرهاب الإسلامي السلفي الجهادي التونسي و "أحيّي الشهداء و أبوس الأرض تحت نعالهم".

كيف تطلبون مني المستحيل إتيانه، كيف تطلبون مني أن أقدّم وردة إلى مَن قمعني و أهانني طيلة ستين سنة من الحكم الديكتاتوري البورقيبي و البنعلي، كيف تطلبون مني أن أقدم وردة  و آثار التعذيب لا تزال بادية على وجوه بعض المناضلين التونسيين الإسلاميين و اليساريين و القوميين.

لن أقدّم هذه الوردة إلا بعد أن تقدّم المؤسسة الأمنية نقدها الذاتي علنا لما اقترفته من ظلم و قمع و تعذيب و تخويف و نفي و تشريد و تجويع و ترويع في حق مواطنين معارضين تونسيين مسالمين سلميين عُزّل، وتعتذر عن كل هذه الجرائم التي ارتكبتها في حق الشعب التونسي بجميع حساسياته السياسية، وتقدّم الأحياء من مقترفي هذه الجرائم أمام قضاء مستقل، فيطلب الجلاد العفو من الضحية و هو صاغر باكِ نادم على ما فعل من منكر في حق أخيه المواطن التونسي، لا لذنب اقترفه هذا الأخير، بل لأنه آمن بحرية التعبير من أجل النهوض بوطنه في عهد نظامين لا يؤمنان بحرية التعبير و لا يطمحان بالنهوض بهذا البلد الأمين، تونس.

أخاطب المؤسسة الأمنية بكل لطف و بكل صدق أيضا، وهي التي لم تخاطبني في حياتي إلا بكل عنف رمزي و صلف و وقاحة، إلا في مرة واحدة و الشهادة من الحق: يوم 15 جانفي 2011، في شارع قرطاج، أمام المركز التجاري "البالماريوم"، كنت ثائرا ضد حكومة الغنوشي الأولى، و كنت في مواجهة البوليس في الصف الأول، أقول غاضبا: "لماذا تضربوننا"، فربّت الضابط رئيس الفرقة على خدي بكل لطف و حنان و احترام و قال لي بصدق: "لن نضربك يا بابا".

الإمضاء:
على كل مقال سيء، نرد بمقال جيد، لا بالعنف المادي أو اللفظي أو الرمزي.

تاريخ أول نشر على النت:

حمام الشط، السبت 26 أكتوبر 2013. 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire