dimanche 6 octobre 2013

لماذا يلجأ المسلم المعاصر دوما إلى التباهي بعدد قليل من قدماء العلماء المسلمين، و العالم الحديث يعج بمئات الآلاف من العلماء المسلمين المعاصرين المنتجين للمعرفة في الغرب؟ مواطن العالم د. محمد كشكار

لماذا يلجأ المسلم المعاصر دوما إلى التباهي بعدد قليل من قدماء العلماء المسلمين، و العالم الحديث يعج بمئات الآلاف من العلماء المسلمين المعاصرين المنتجين للمعرفة في الغرب؟ مواطن العالم د. محمد كشكار

تاريخ أول نشر على النات: حمام الشط في 4 جويلية 2012.

لفت انتباهي أخيرا مشهد من مسرحية عرضها تلامذة بمناسبة يوم العلم في قاعة البلدية تحت إشراف فرع حزب حركة النهضة بمعتمدية حمام الشط. يحث الأستاذ تلامذته على الاجتهاد و طلب العلم و يرفع معنوياتهم مذكرا إياهم بأجدادهم العلماء أمثال الخوارزمي و الفارابي و ابن رشد و ابن سينا و غيرهم. فوددت لو قال لهم: اليوم و في القرن الواحد و العشرين، يوجد مئات الآلاف من العلماء (نعم مئات الآلاف، أظن أنني لست مخطئا و لا مبالغا و أعني بالعالِم، المشارك في إنتاج المعرفة العلمية بالقليل أو بالكثير) و المشتغلين في مجالات البحث العلمي في الدول الغربية المتقدمة و خاصة في أوروبا و أمريكا و كندا، مئات الآلاف من المسلمين من جنسيات مختلفة، فرس و هنود و باكستانيين و عراقيين و مصريين (مثلا: أحمد زويل جائزة نوبل في الكيمياء، فاروق الباز عالِم جيولوجي في وكالة الفضاء الأمريكية النازا) و تونسيين (محمد الأوسط العياري عالِم جيولوجي في وكالة الفضاء الأمريكية النازا ) و جزائريين و مغاربة و أردنيين و غيرهم. يبدو لي أن المشكل لا يكمن في الدين أو العرق أو الجنسية أو المذهب لأن العلم التجريبي المادي لا دين له (لا يعني أنه لا قيم و لا أخلاق له، العلم ينشر قيما و أخلاقا لا تتناقض في غاياتها الإنسانية السامية مع الأديان و خاصة مع الدين الإسلامي)،  و من يدخل محرابه، أي العلم، عليه أن ينزع جبة التدين و يشمّر عن ساعد الجد و العمل و يستند و يستعين بحجج مادية قابلة للدحض و التفنيد و لن تنفعه في هذا المحراب صلاته أو صيامه و لن ينجده كتابه المقدس (مع العلم أن القرآن و الحديث يحثان على العلم و المعرفة). يكمن المشكل إذن في المحيط المادي و الثقافي و السياسي المشجع للعلماء، محيط مفقود في جل دولنا الإسلامية، لذلك أرى أن اللوم يرجع على أنظمتنا السياسية أكثر مما يرجع على عرقنا العربي أو ديننا الإسلامي.

خلاصة القول:
العلم و الدين - لكل محرابه - فلا يهدم الواحد منهما محراب الآخر و إذا رُمت المقام في أحدهما أو في كليهما فالدين رحب, يسكنه المؤمنون فقط و هم كثر, و العلم أرحب، يدخله المؤمنون و غير المؤمنين و هم أكثر. يبدو لي أنه من الأفضل أن لا نسجن أنفسنا في خانة الخيارات الخاطئة مثل: أنت مؤمن بنظرية التطور لداروين إذن أنت ملحد أو العكس أنت مؤمن  بالله إذا أنت لا تعترف بهذه النظرية. من الممكن أن يكون الإنسان مؤمنا بالله و يعترف بنظرية التطور أو ملحدا و لا يعترف بها. يكوّن التفكير الديني و التفكير العلمي عالَمين مختلفين و منفصلين و مستقلين لا تطابق بينهما و لا تناقض، و المواجهة بينهما معركة خاسرة للاثنين. قد يلتقي الدين و العلم في علم الأخلاق (Éthique ).

بصمتي الفكرية:
-         "إياكم والظلم إياكم والظلم إن الله يسامح في حقه ولا يسامح في حق الخلق إياكم والظلم".

علي حرب:
-         "إن نقد الحقيقة يجعلها أقل حقيقة...و لهذا ليست الحقيقة سوى الاعتراف بحق الآخر"، "فحقيقة الحقيقة أنها أقل حقيقة مما يدعي قول القائل".
-         "أليست ممارسة الفكر ضربا من الانشغال بالذات و الاشتغال عليها و ممارستها؟".
-         نحن لا نطرح الأفكار على غيرنا لكي يعملوا بموجبها، أي لكي يفكروا مثلنا و يصبحوا نسخا عنا، كما يتصور مهمته العقائدي اللاهوتي، أو كما يمارس دوره المثقف النخبوي  أو المنظّر الحداثي...فالممكن و المجدي هو أن نطرح أفكارنا على سوانا، لكي يعملوا عليها، فيتغيروا بها و يسهمون في تغييرها بقدر ما ينجحون في استثمارها و صرفها إضافات جديدة و غنية في المعرفة و القيمة أو في الثروة و القوة.

Jean Paul Sartre :
L’Intellectuel  est une création du XIXè siècle qui disparaîtra à la fin du XXè ou du XXXè  parce qu’il est fait pour disparaître. L’homme qui pense pour les autres, cela n’a pas de sens. Tout homme qui est libre ne doit être commandé par personne que par lui-même

Les idéologies sont liberté quand elles se font, oppression quand elles sont faites

محمد كشكار:
-         كل ما يُقال لك نصف الحقيقة، فابحث عن النصف الآخر بنفسك.
-         على كل سلوك غير حضاري نرد بسلوك حضاري، و على كل مقال سيء نرد بمقال جيد، لا بالعنف المادي أو اللفظي أو الرمزي.
-         أقرأ و أكتب و أنقل و أنشر للمتعة الفكرية و للمتعة الفكرية فقط، لا أكثر و لا أقل، و لكن يسرّني جدا أن تحصل متعة القراءة أيضا لدى قرّائي الكرام و السلام.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire