كيف ينظر "العَلمانويون"
(و ليس العلمانيين) التونسيين إلى المتدينين التونسيين؟ مواطن العالم د. محمد
كشكار
تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 26 مارس
2012.
ملاحظة هامة
النص الأصلي كتبه هاشم صالح في كتابه
"مدخل إلى التنوير الأوروبي"، تأليف: هاشم صالح، دار الطليعة للطباعة و
النشر و رابطة العقلانيين العرب، الطبعة الأولى 2005، الطبعة الثانية 2007، بيروت
- لبنان، 264 صفحة. شرح فيه أسباب النهضة الأوروبية في أواخر العصور الوسطى. يتحدث
هذا النص، صفحة 226، عن الصراع المسيحي العَلماني في القرن التاسع عشر
ميلادي. استعرت منه المنهجية في طرح الإشكالية و القالب اللغوي للنص و طوّعت
هذا الأخير و حشوته أفكارا شخصية عن الصراع الإسلامي (نسبة إلى الإسلام السياسي) العَلماني
في تونس القرن الواحد و العشرين ميلادي. يبدو لي أنني قد قمت بذلك بشفافية دون
سرقة أدبية فجة أو سخيفة و دون تعسّف أو تحريف أو تجنّ على النص الأصلي و دون
إسقاط مرحلة على مرحلة أو حضارة على حضارة أو دين على دين أو نقد على نقد.
نص مقال الـد. م. ك:
1.
مقدمة:
أبدأ
بتعريف "العَلمانويين التونسيين" الذين أقصدهم في هذا المقال: لقد
استعملت كلمة "علمانويين" عوض "علمانيين" قصد التحقير من شأن
العلمانويين و الفصل بينهم و بين العلمانيين الحقيقيين، العلمانويون هم فريق أقلّي
في المجتمع التونسي البربري العربي الإسلامي الأممي، هم أصحاب العَلمانوية الملحدة
المتسلطة العنيفة الفجّة و الاختزالية (التي تختزل الدين الإسلامي في بعض الممارسات
الخاطئة لبعض المتدينين المسلمين المتزمتين العنصريين الرجعيين المتعصبين) و ليس
العَلمانية المنفتحة على كل أبعاد الدين الإسلامي بما فيها الأبعاد الإيمانية و
الدينية و حتى الوهمية منها المريحة للمؤمن. أقصد العَلمانويين الذين يَسقُطون في
إدانة الإيمان الصافي و إدانة الروحانية المنزهة عن الأغراض الدنيوية و السياسية.
2.
مواقف من الإلحاد:
ضمن المواقف المختلفة من الإلحاد، أبدأ بموقف الفيلسوف
المسلم التونسي المستقل، المستشار لرئيس الحكومة برتبة وزير (السابق بتاريخ إعادة
نشر هذا المقال يوم الأحد 20 أكتوبر 2013)،
المتحالف (السابق أيضا) مع النهضة،
الأستاذ الدكتور أبو يعرب
المرزوقي: "الإلحادُ ظاهرةٌ طبيعية جداً إذا كان صاحبها صادقاً يبحث عن الحقيقة, ولم يجد
الجواب. فيَصِل إلى
نوع ٍمن اليأسِ الوجودي يجعله يلحد.
ولكن هو في الحقيقة لا يلحد بمعنى أن ينفي وجود الله, هو
ينفي وجود الله الذي عُرض عليه في الصورةِ الحالية.
ثم يلاحظ أن هذه الصفات لا تطابق الموجود. الله عادل و
لا يوجد إلا الظلم, الله رحيم و لا توجد إلا القسوة, فيجد تناقضاً بين الواقع
والله.
ولمّا كان هو يؤمن بأن الله قادر على كل شيء , فكيف يمكن
أن يكون موجوداً و هو قادر على كل شيء. وهنا تحدث الأزمة الوجودية فيلحد، لكنه
يلحد لأنه ينزّه الله عن الموجود". انتهى الاستشهاد بأبي يعرب المرزوقي.
مع العلم أنني - م. ع. د. م. ك. - لا أدين الملحد على إلحاده الشخصي الذاتي في حد ذاته و قد كفل له حرية المعتقد كل من القانون الوضعي (البيان العالمي لحقوق الإنسان) و الشريعة الإسلامية (لا إكراه في الدين...من شاء فليؤمن و من شاء فليكفر...و لكم دينكم و لي دين و غيرها من الآيات القرآنية المتسامحة مع غير المسلمين من يهود و مسيحيين و صابئة و لادينيين أو لاإلهيين). و ما دام الإلحاد مسألة ذاتية و شخصية، فليحتفظ الملحد بعقيدته لنفسه و هو ليس مطالبا أن يعلن عنها و لا يحق لنا نحن أن نطالبه بالإفصاح عنها لأن علاقته مع تصوره الخاص عن الله (حسب اجتهاد و فلسفة أبو يعرب المرزوقي) علاقة عمودية و ربه و رب العالمين هو الذي يحاسبه يوم القيامة. إنما نحن التونسيون المسلمون تربطنا بالملحد التونسي علاقة مواطنة أفقية بشرية نتعامل معه على أساسها حسب الدستور الوضعي و القوانين الجاري بها العمل و حسب الاتفاقيات الدولية التي تضمن أيضا حرية المعتقد. لو حيّدنا العقيدة الشخصية الذاتية الخاصة جدا لوجدنا أنفسنا نحن التونسيون كلنا مسلمون حضاريا و اجتماعيا، شاء الملحد أم أبى. و ما دمنا نحن المسلمون التونسيون لم نتدخل في عقيدة الملحد فالأحرى به هو أن لا يتدخل في عقيدتنا الإسلامية و هكذا نتعايش بسلام في وطن واحد يشمل جميع المواطنين التونسيين ملحدين و مسلمين، سنّة و شيعة، مالكيين و سلفيين، يهود و مسيحيين و بهائيين و الناس أجمعين.
نأتي الآن إلى الملحد الناشط السياسي، فليس من حقه نشر
عقيدته بالقوة أو الإغراء أو الإكراه مثله مثل كل أصحاب العقائد الأخرى السماوية
منها و الأرضية و ليس من حقه الخلط بينها و بين السياسة و هو الذي يدعو صباحا مساء
و يوم الأحد لفصل الدين عن الدولة و عن الحزب و عن السياسة و يطالب بعدم اعتماد
الشريعة مصدرا أساسيا و وحيدا في كتابة الدستور
التونسي الثوري التقدمي الحداثي الجديد، لكن من واجبه، و ليس مزية منه، أن يتصرف في
المجتمع التونسي كمسلم حضاريا و اجتماعيا و يحترم مقدسات مجتمعه، مقدسات أغلبيته
الدينية و أقليته المذهبية و رموزهم الدينية المتنوعة و لا أرى في هذا السلوك الحضاري
المتسامح المنفتح تناقضا مع عقيدته الداخلية أو نفاقا مع المجتمع أو تقية خوفا من
رد فعل المتطرفين الإسلاميين و إنما أرى كما يرى الفيلسوف المسلم المغربي غير
المنبت عن مجتمعه و جذوره و تراثه العربي الإسلامي، عبد الله العروي، عندما قال: "لا
أحد مُجبر على التماهي مع مجتمعه. لكن إذا ما قرّر أن يفعل، في أي ظرف كان، فعليه
إذن أن يتكلم بلسانه (المجتمع)، أن ينطق بمنطقه، أن يخضع لقانونه...لأن في التماهي
شرط التحقيق، أي شرط المرور من التصور إلى الواقع، من الفكر المجرد إلى الحياة".
انتهى الاستشهاد بعبد الله العروي.
3. وهم
الأيديولوجيات المستوردة:
أوهمتنا
بعض الأيديولوجيات المستوردة في الستين عاما الماضية، منذ الاستقلال سنة 1956، أو
حاولت أن توهمنا أننا قد تجاوزنا الأصولية الإسلامية الأرتدوكسية الدوغمائية (أو
الظلامية و الرجعية بالمقارنة مع عصر التنوير العربي الإسلامي في القرن الثالث و
الرابع هجري أو الفترة الذهبية في العصر العباسي حيث التسامح و الحرية و التعايش
السلمي الذي بدأنا نفقده في تونس ما بعد الثورة في القرن الواحد و العشرين) لمجرد
أننا رفعنا بعض الشعارات الماركسية المشوهة كاللينينية و الستالينية و الماوية أو
التقدمية الليبرالية السطحية المنبتّة أو القومية الدكتاتورية الشوفينية العنصرية الناصرية
و الصَّدَّامية أو رأسمالية الدولة ملفوفة في غلاف اشتراكي أو الحرية الغربية
المزيفة أو حقوق الإنسان المقتصرة على البرجوازي الغربي...إلخ. لقد توهمنا أو
أوهمنا أنفسنا بأننا متحررون و لكن دون تحرّر، و أننا مستنيرون و لكن دون استنارة
فعلية. ثم أوهمنا أنفسنا و هذا هو الأخطر، أننا لسنا بحاجة إلى المرور بالمراحل التدريجية
للتنوير لسبب بسيط هو أن التنوير مرتبط في الأذهان بالأيديولوجيا الليبرالية
الكافرة التي هي أيديولوجيا المستعمر بالذات. و بالتالي فهي خطأ كلها و كفر كلها و
مسفَّهة سلفا... و لكننا نعلم أن الأيديولوجيا الليبرالية لم تُستورد بشكل صحيح بل
استُوردت نُتَفٌ منها كما حصل للأيديولوجيا الاشتراكية التي تلتها (هذا بالرغم من
أن مثقفي المرحلة الليبرالية كانوا أكثر جدية بكثير من مثقفي المرحلة الثورية
الاشتراكية... من يستطيع أن يقارن شخصية كطه حسين بأحد هؤلاء؟) ثم وجدنا أنفسنا في
تونس منذ عام 1956 و قد دخلنا في مرحلة الأيديولوجيات و التصفية الجسدية و التعذيب
و السجون للقوميين اليوسفيين و مهندسي المحاولة الانقلابية للزهر الشرايطي والمعارضين
اليساريين.
منذ
سنة 1970 بدأنا ندخل في مرحلة استخدام
الدين كسلاح سياسي من قبل الاتجاه الإسلامي أو الإخوان المسلمين التونسيين أو حزب
النهضة حديثا، فرُحنا نستغرب و نتعجب كيف حصل ذلك بعد أن تنوّرنا و تحدّثنا (من
الحداثة الغربية) و استلبنا و انبتتنا (من الاستلاب الحضاري و الإنبتات الاجتماعي)
عن مجتمعنا التونسي البربري العربي الإسلامي الأممي و عن تراثنا العربي الإسلامي
النيّر (عصر الفكر و التنوير في القرن الثالث و الرابع هجري أو العصر العباسي) و
تمركسنا (من الماركسية) و تشرّكنا (من الاشتراكية) و تحررنا بين ظفرين من ديننا و
ماضينا و تاريخنا و تراثنا العربي الإسلامي و تشرّدنا فكريا و حضاريا و فقدنا مِشيتنا
و لم نتعلم مِشية الغرب فأصبحنا معوقين ذهنيا و عضويا.
هكذا
نجد أنفسنا إذن مضطرين للعودة إلى نقطة الصفر، نقطة بداية النهضة العربية على يد
الأفغاني و الطهطاوي و عبده و بن عاشور و الحداد و طه حسين و قاسم أمين، إلى نقطة
الأصل لبدء المعركة التنويرية و التحريرية لوعينا من جديد. فالقفز على المراحل و
إيهام النفس بالتطور المزيّف أو الكاذب كرد فعل على الغرب أو كإحساس بعقدة النقص
نحوه أو عقدة التفوق و العنجهية تجاهه، موقف سلبي انهزامي لا يفيد شيئا و لا يقدم
الأمور في شيء بل يؤخر و يعطل نهضتنا و يعيق تقدمنا نحو الأفضل و قد يؤدي إلى الانتكاسة
السريعة و الارتطام بالجدار المسدود في كل مرة. لذلك يقول هاشم صالح بأن التنوير
أمامنا، و ليس خلفنا، على عكس الأوروبيين الذين يحتاجون اليوم إلى تنوير آخر من
نمط جديد (أو قل إنهم يحتاجون إلى نفس التنوير، فالتنوير لا ينتهي، و لكن ضمن
معطيات جديدة غير التي نعرفها في مجتمعاتنا). فما هو هذا التنوير الذي يخشاه البعض
و يتلهف إليه الآخرون بكل قلوبهم؟ ثم ما هو الطريق الأنجع للوصول إليه؟ يبدو لي -
و الله أعلم - أنه من الأفضل لنا أن نبدأ بتجسير (من الجسر أو القنطرة) القطيعة
الأولى التي أنجزناها خطأ مع تراثنا التنويري في العصور الوسطى قبل أن نجسّر
علاقاتنا المقطوعة منذ أربعة قرون مع التنوير الأوروبي، منذ كوبرنيك و ڤاليلي و ديكارت إلى فولتير و ديدرو و روسو و نيوتن و
كانْتْ و داروين حتى نصل إلى العلماء والفلاسفة المعاصرين مثل أنشتاين و باشلار و بياجي
و سارتر و فوكو و هابرماس.
4.
لبّ الموضوع
يوجد
في تونس القرن الواحد و العشرين، مُعسكر يتكون من أشخاص عَلمانويين - و ليسوا
عَلمانيين - خالين تماما من أي عاطفة
دينية (و هذا من حقهم لو انحصر المشكل في ذواتهم و لم يتعدّ قسرا إلى غيرهم من
المواطنين التونسيين المسلمين العاديين غير النشطاء السياسيين الإسلاميين) إلى حد
أنهم لا يفهمون و لا يستطيعون و لا يريدون أن يفهموا قلق الذين يُعانون، و طمأنينة
أولئك الذين يصلون و لا يقدّرون مدى حاجة الناس إلى العامل الديني الضروري في خلق
توازن نفسي خاصة في غياب التوازن المادي و الاجتماعي و في غياب الحريات و استفحال
ظلم الفقراء و المعارضين و المثقفين و المبدعين و الفنانين و المعطلين و قمعهم و
سجنهم و قتلهم و نفيهم و تشريدهم و تهميشهم من قبل سلطة دكتاتورية عربية مسلمة. و
لم يكن المسلمون بالنسبة لهؤلاء العَلمانويين إلا عبارة عن ضعفاء أو جهلة متخلفين
أو مسحورين و دجالين. و لما لم يكن العَلمانويون التونسيون يحسون بالحاجة للإيمان
و التديّن الخالص لوجه الله لدى عامة التونسيين، فإنهم كانوا يشوّهون الإيمان عن
قصد أو عن جهل بقيمته المادية و فاعليته في توازن الفرد و استقرار المجتمع و كانوا
يقنّعون الأشياء و لا يظهرونها على حقيقتها الساطعة التي تتمثل في حاجة المجتمع
التونسي إلى الدين الإسلامي الوسطي المعتدل المتسامح كما عهدناه و تربينا عليه في
المدن و الأرياف في الخمسينات و الستينات
من القرن العشرين (أنا أشهد و أعتز و أفخر و أحنّ أنني عشت طفولة سعيدة تحت إسلام
جمنة، قرية جميلة تُكنّى بـ"مدينة العلوم" في ولاية قبلي و تقع في
الجنوب الغربي التونسي). لا زال العَلمانويون التونسيون يبالغون في تصوير الدين
الإسلامي بشكل كاريكاتوري، فالإسلام في نظرهم عبارة عن دين رجعي قمعي و يعتبرونه
عن خطأ سببا أساسيا من أسباب تخلّفنا. و لا زالوا يرون بأن الإسلام لم يولّد إلا
الخرافات و الأساطير و المعجزات التي لا يصدقها و لا يقبلها العقل، دين يبرِّر
بالنقل ما لا يُبرَّر بالعقل. و لا زالوا يعتقدون بأن كل الأمراض و المشاكل التي
نعاني منها في تونس سوف تنتهي بمجرد أن ينفصل الإسلام عن الدولة و السلطة و
التربية و التعليم و يختفي من الساحة السياسية العامة. و لا زالوا يصوّرون التعسف
و التجاوزات التي قام بها الحكام المسلمون عبر التاريخ القديم و الحديث أو سمحوا
بها أو شاركوا فيها أحيانا على أنها هي جوهر الإسلام و مقاصد قرآنه الكريم و
تعاليم رسوله النهضوي (من مفهوم النهضة و التقدم و ليس من حزب حركة النهضة التونسي)
التنويري العظيم، محمد بن عبد الله، صلى الله عليه و سلم. فالإيمان و التدين و
ممارسة الشعائر بحسب زعمهم كانت عبارة عن سذاجة عبثية صالحة فقط للجَهَََلَة و
البُلَهَاء.
لكن
هذا لا يعني أن المسلمين التونسيين ملائكة تمشي على وجه الأرض، على العكس نجد فيهم
و بكثرة المُرائين و المنافقين و المداهنين و المستغلين الدين كمطية لأغراض شخصية
دنيوية مادية أو سياسية حقيرة. و كان الحاكمان الظالمان الدكتاتوريان بورقيبة و بن
علي مقتنعَين بأن الجهل بالدين و الدنيا، المتفشي في المجتمع التونسي، ينبغي أن
يبقى على حاله، لأنه مَرسوم و مُبرمج و مُبيّت لصالح حلفائهم الأجانب و صالح
بطانتهم من الأقارب و الأصهار و الأغنياء و رجال الدين المتواطئين مع السلطة و
المثقفين المأجورين و الانتهازيين الذين يعدّون بمئات الآلاف من الدستوريين البورقيبيين
و التجمّعيين البنعليّين. و لا زالت هناك في تونس فئة خطيرة من رجال الدين
المتطرّفين المتزمتين المتعصبين الإقصائيين الاجتثاثيين العنيدين قصيري النظر
الذين يجدون من الأسهل أن يدينوا و يكفّروا المناضلين التونسيين المسلمين
اليساريين و القوميين و الليبراليين الثوريين الصادقين الوطنيين المخلصين و لو وصل
هؤلاء المتدينين إلى السلطة فسيعاقبون مواطنيهم التونسيين المعارضين و يقطعون
أيديهم و أرجلهم من خلاف (أذكّر هنا بالتصريح الخطير المُفزع و المُرهب المُخيف
للنائب عن حزب حركة النهضة في المجلس التأسيسي، السيد "صادق شورو" و
أذكّر أيضا بالتصريحات المشابهة لنواب سلفيين مصريين). كان الأجدر بنواب حزب حركة النهضة
التونسي الحاكم، و هم في المجلس يمثلون كل فئات الشعب التونسي بعَلمانييه و
مُلحديه و شيعته و بهائييه و يهوده و مسيحييه، أن يدخلوا مع معارضيهم السياسيين
التونسيين في عمق الحوار كما هو الحال في الدول الديمقراطية الغربية. لم أنس الفئة
الأخرى من التونسيين الأتقياء المزيفين الذين يختزلون الدين الإسلامي في أداء
الشعائر من صوم و صلاة و حج و زكاة، و الذين سرعان ما يصرخون و يولولون بمجرد أن
تمس خرافة معينة أو تُنتقد و لا يثورون و لا يتظاهرون دفاعا عن عرضهم المهتوك في
أفغانستان و فلسطين و العراق من قبل الأمريكان حلفاء حزب حركة النهضة الحاكم،
هؤلاء مسلمون بالاسم و لكنهم أشد كفرا بالدين الإسلامي من الملحدين.
إمضائي المختصر
لا أحد مُجبر على التماهي مع مجتمعه.
لكن إذا ما قرّر أن يفعل، في أي ظرف كان، فعليه إذن أن يتكلم بلسان المجتمع، أن
ينطق بمنطقه، أن يخضع لقانونه من أجل بناء أفراده الذاتي لتصورات علمية مكان تصوراتهم
غير العلمية و على كل سلوك غير حضاري نرد بسلوك حضاري و على كل مقال سيء نرد بمقال جيد، لا بالعنف المادي أو اللفظي أو
الرمزي.
"و إذا فهمت نفسك فكأنك فهمت الناس
جميعا"، هاشم صالح.
"الفلسفة هي القبض على الواقع من
خلال الفكر"، هيغل.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire