samedi 26 octobre 2013

حزب حركة النهضة: خطوة إلى الأمام و خطوتين إلى الوراء! (مع إضافة ثمانية تعاليق). المعارض الفكري مواطن العالَم د. محمد كشكار

حزب حركة النهضة: خطوة إلى الأمام و خطوتين إلى الوراء! (مع إضافة ثمانية تعاليق). المعارض الفكري مواطن العالَم د. محمد كشكار

كمعارض فكري لسياسة حزب حركة النهضة، ألاحظ  بكل موضوعية أن هذا الحزب ينجز بإكراه  خطوة إلى الأمام و خطوتين إلى الوراء، و في نفس الوقت يحاول أن يظهر و كأنه يتحرك عن طواعية و إقناع دون إكراه، و ذلك منذ فوزه بالأغلبية في انتخابات 23 أكتوبر 2011:

-         تمسكت قواعد "النهضة" العريضة بالتنصيص على تطبيق أحكام الشريعة بالدستور التونسي.
-         فنص الدستور على حرية المعتقد و الضمير مثله مثل دساتير البلدان العَلمانية.

-         تظاهرت قواعد "النهضة" العريضة من أجل حماية الشرعية.
-         فصرّح القيادي بحزب حركة النهضة، الصحبي عتيق، على شاشة التلفزة الوطنية قائلا بصريح العبارة التي لا تحتمل التأويل: "أن الشرعية تآكلت".

-         ناضل نواب "النهضة" بالمجلس التأسيسي من أجل تمرير قانون تحصين الثورة الذي ينص على إقصاء التجمعيين من الحياة السياسية، و بحّت حناجر القاعدة "النهضاوية" رافعة شعار "لا تجمع لا نداء".
-         فهبّ بالطائرة إلى باريس رئيس حزب حركة النهضة راشد الغنوشي لزيارة رئيس الدستوريين القدامى البورقيبيين و البنعليين، الباجي قائد السبسي، و جلس معه و خطب وده و حاوره محاورة الند للند ناسيا أو متناسيا أن السبسي خدم الاثنين، بورقيبة و بن علي.

-         في بداية ظهور السلفيين الجهاديين علنا على الساحة السياسية التونسية، أكد الغنوشي  أنهم إخواننا و أبناؤنا و أنهم يذكرونه بشبابه و أنهم يبشرون بثقافة جديدة و بشرهم هو بمزيد من حرية التعبير عبر خيامهم الدعائية المنصوبة في ساحات المدن و القرى التونسية من الجنوب إلى الشمال، وقال عنهم الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية أنهم يمارسون الرياضة في الجبال و يذيبون الكولسترول و لم يكونوا يتدربون على القيام بأعمال جهادية ضد بعض التونسيين، إخوانهم في الدين و الوطن و العرق و المذهب.
-         جاءت اللحظة الفاصلة الحاسمة  و أعلن رئيس الحكومة "النهضوية" نفسه، علِي عريض، أن حركة أنصار الشريعة السلفية هي حركة إرهابية، و أمر بمقاومتها بالسلاح.

-         رمى بعض أعضاء حركة النهضة أو بعض المتعاطفين معها دور الاتحاد العام التونسي للشغل بأكياس القمامة و هاجم مقره المركزي بالعصِي و الهراوات البعض الآخر من المتخفين تحت "عنوان لجان حماية الثورة".
-         و اليوم ينضم حزب حركة النهضة إلى الحوار الوطني تحت رئاسة الاتحاد العام التونسي للشغل و يمضي على خارطة الطريق التي بموجبها سيغادر السلطة التنفيذية بعد ثلاثة أسابيع لا أكثر.

الإمضاء:
على كل مقال سيء، نرد بمقال جيد، لا بالعنف المادي أو اللفظي أو الرمزي.

تاريخ أول نشر على النت: 25 أكتوبر 2013.

  ثمانية تعليقات حول المقال، أربعة عشر ساعة بعد نشره الأول:
  1.  عبد الرحمان إبراهيم (مصري):
حبيبي يا دكتور وصف دقيق ومتزن لما يحصل في تونس.

  1. ولد زهرة هروم (وطد ثوري) :
جيد التذكير بالمعلوم الذي يتناساه النهضويون لعمى بصيرة يفرضها ولاءهم أتباع بايعوا سيدهم الشيخ فيأتون الشيء ونقيضه لأنّهم ليسوا بعباقرة سياسة حتّى يعتمدوا المبدأ اللينيني "خطوتان إلى الوراء خطوة الى الأمام " بوعي طبقي يحسن إدارة معركة لم يحن وقت الحسم فيها ... فهم يمارسون النفاق والمخاتلة فيتراجعون مكرهين لأنّ المجتمع وقواه الحية تصدّت لأخونتهم المتهافتة وليس التزاما بمبدأ من مبادئ فنون السياسة الواقعية الثورية.
ثانيا جميل أن يستحضر يساري حسم في الماركسيّة اللينينية مبدأ لينيني صرف ، لكن غريب أن يسم به النهضاويين المتميّزين بازدواجية الموقف و نكث العهد حتّى مع أتباعهم و المتحلّين ، لا بواقعية وبراغماتية مبدئية مشروعة ، و إنما بانتهازية لا يتوانون معها في الإتيان بالشيء ونقيضه ...
تحياتي دكتور

  1. أحمد الجربي (نهضاوي):
انتظرت مقالا أكثر عمقا يحاول الغوص أكثر من هذه السردية من مفكر يمتلك قطعا أدوات التحليل الأكاديمي .فقد بدا لي المقال مجرد سرد لمواقف النهضة من بعض الإحداث الوطنية دون ربطها بخيط ناظم لكل هذه المواقف أي رصد الميكانيزمات المنتجة لهذه المواقف . على كل أحيى أستاذنا انه على الأقل قدم قراءة موضوعية الى حد ما بعيدة عن الكثير من السباب و اللغط و التلبيس الذي يطبع حياتنا السياسية و الفكرية, سأحاول التفاعل مع بعض النقاط الواردة في المقال .ففي مسالة الشريعة و تضمينها بالدستور أريد الإشارة أن في جل الدساتير العربية هناك إشارة للشريعة و لو بصيغ مختلفة كاعتبار أن الشريعة الإسلامية من أهم مصادر التشريع أو هي المصدر الوحيد و لا يثير هذا النمط حفيظة احد من مثقفيها و سياسييها و لكن في تونس و نخبتها المتيمة بالعلمانية اليعقوبية يثير أمر كهذا لغطا كبيرا . أنا شخصيا و كنهضاوي قاعدي كنت ضد طرح هذا الأمر أصلا لأني اعتبر أن مصطلح الشريعة يحوي طيفا هائلا من المفاهيم من طالبان إلى اليسار الإسلامي فكل فئة لديها مفهوم معين للشريعة و هذا خلف لبسا لدي العديدين بالنظر لما حف ببعض التجارب التي تتبنى الشريعة الإسلامية من ماسي كثيرة أساءت للإسلام قبل الإساءة لأهله .و حسب تقديري فان طرحه من طرف النهضة في أول الأمر و التراجع عنه ارجعه لسببين احدهما أن هناك جزء من القاعدة النهضاوية الشبابية خاصة و التي نشأت بعيدا عن مفاهيم الاتجاه الإسلامي- النهضة تتحمس لهذا الأمر و المسالة الثانية و هي مجرد قراءة شخصية ان النهضة لوحت بمسالة الشريعة لهدف تكتيكي أي أنها تتخلى عنها مقابل تضمين فصول أخرى خلافية في الدستور .بالنسبة للتعاطي مع المسالة السلفية أود أن أوضح أن موقف الغنوشي من السلفية كان في العموم و لم يخص به السلفية الجهادية تحديدا و هو تحدث عن مبدأ معين مؤداه نبذ الحلول الأمنية في التعاطي مع الظواهر الفكرية و السياسية كالسلفية مثلا آو قل السلفيات مع ما شابها من اختراق لا يخفى على الدارسين لان هذه الظاهرة لا تزال في حاجة الى دراسة معمقة و هذا الكلام أولادنا و شبابي و بديل ثقافي اعتقد شخصيا انه جانب الصواب رغم إدراكي انه حمل أكثر مما يحتمل فقد كان الشيخ يرنو إلى جلب السلفيين الى الحقل السياسي المدني و العمل في النور بدل الكهوف و محاولة تدجين هذه الظاهرة مع العلم ان هذا الكلام قيل قبل أية عملية إرهابية التي دشنها الإرهاب بمقتل العميد العياري في الروحية و قبل موقعة السفارة فمثلا عندما يقول الغنوشي أنهم يذكرونه بشبابه و هو مخطئ في هذا القول من حيث قابليته للتأويل و لكن فيه جانب من الصحة ذلك أن الجماعة الإسلامية في أواخر الستينات و أوائل السبعينات و إلى حدود 78 كانت فكرها متشددا و طفوليا فيه شبه مع الفكر السلفي و لكن فيما بعد شهدت الحركة تطورا في فكرها و في ممارستها السياسية فكأنه أراد القول أن السلفية قابلة للتطور قياسا لتطور الجماعة الإسلامية و لبكن بعدما تبين أن هناك ما يثبت تورط أنصار الشريعة خاصة جاء الموقف الصارم من السلفية .و للحديث بقية إن بقيت في العمر بقية.

  1. أبو علي حمودة (وطد ثوري):
لن أزيد شيئا على ما قاله الرّفيق Weld Zohra Harroum في تعليقه على هذا المقال حول التّكتيك الّذي تتوخّاه حركة (النّهضة) سوى أنّهم بعيدين كلّ البعد عن العمل بالتّكتيك اللّينيني ، لأنّهم و ببساطة لا يفقهون شيئا من هذا المبدأ و هم يتخبّطون في تكتيك جديد من اختراعهم وهو خطوة إلى الوراء في كلّ الاتّجاهات، فاقدين كلّ البوصلات .

  1. صالح الخمار (نهضاوي):
شكرا يا دكتور على هذا السرد لتسلسل بعض الأحداث ولكن المعالجات لبعض الأحداث لا تبرز عدم الخبرة ولكن حسب تصوري الخاص أن القيادات واقعة بين نارين إرضاء القواعد تارة و إرضاء النخب السياسية تارة أخرى وخاصة الشركاء في الحكم وخاصة أنها لم تتحصل على الأغلبية ولكن الأكثر من غيرها ..

  1. عبد الله الهاني (نهضاوي):
الملاحظ الذي يدقق في تحرك النهضة يعلم أنها تسير فوق ارض ملغمة وقياس تمشيها لا يكون بمعيار من يسير في طريق معبدة يعني المسافة المقطوعة في الزمن القياسي بل بتحقيق السلامة في قطع المسافة وحين نرى التزامن والترابط بين التحرك الانقلابي والعمل الإرهابي ونرى التنسيق والانسجام بين أنصار الثورة بالأمس ودولة المخلوع يصبح بطولة أن تستمر النهضة وتنجح في أيجاد موضع قدم في هذا الحقل الملغم وتوفيق رباني في قدرتها على تحويل هذه الألغام إلى ما يشبه الفوشيك وليس هذا استهانة بالخسائر و إنما لهول المكر وخبث التخطيط الذي يمكن أن يقذف بتونس في جحيم التقاتل والحرب الأهلية .و إذا كانت النهضة تلاقي صعوبات في بحر من المشاكل الموروثة والمطبات المصطنعة وهي تشتغل بالبناء فإن غيرها يغرق في برك صغيرة أدت إلى انقسامه وانقسام أجزائه فأصبحت المائة منهم كأفّ عاجزة رغم مالها السياسي و إعلام المجاري أن تحشد مسيرة فتستنجد بالأطفال وتحرق المقرات بمن فيها لولا ألطاف الله رغم أن شغلها الهدم وليس أسهل منه. لا بد للنهضة أن تجاري سخافة المعارضة لأننا في سفينة واحدة ووجودها في الساحة ضمانة لنصرها لذلك اشتغلت مجددا عقلية الإقصاء والاستئصال و أيضا الاستنجاد بالمخلوع في اعتصامات ومسيرات ورثته البررة.

  1. م. ع. د. م. ك. (يساري غير ماركسي):
أنا اليوم مسرور جدا بعد نشر مقالي أعلاه، لأنني نجحت و بوسائل بسيطة جدا على التجميع في التعليق على مقالي الوصفي السردي و ليس التحليلي العميق والموثق لبعض تراجعات النهضة التي أثمنها بالمناسبة في تمسكها المبدئي بالثوابت و في تراجعها التكتيكي عن الثوابت. جمعت حول مقالي خمسة تعليقات موضوعية خالية من الثلب و السب و الشتم المجاني فكان حوارا وطنيا مصغرا لكنه ديمقراطي، ثلاثة منها لثلاثة أصدقاء نهضويين و تعليقان لاثنين من الأصدقاء اليساريين، زائد كاتب المقال نفسه و هو يساري غير ماركسي معارض للنهضة وليس معادي للنهضاويين، إخواني و أصدقائي الحقيقيين و الافتراضيين و أقاربي و ابنتي و أولاد و بنات أختيَّ الكبيرتين، منهم الدارس و القاطن بباريس ومنهم الدارس بتونس والقاطن بتونس و منهم الدارس بتونس والقاطن بعُمان. نسيت أن أضيف إلى المقال أعلاه أن أكبر نكسة تعرضت لها حركة النهضة بتونس هي النكسة التي حدثت لها جراء النكبة التي حصلت لإخوانهم المسلمين في مصر بعد الانقلاب المشؤوم الذي وقع فجأة في مصر يوم 3 جويلية 2013، و الذي وضع حدا للمسار الديمقراطي للثورة المصرية يوم 30 جوان 2013 بخروج ملايين المصريين المعارضين لسياسة الإخوان المسلمين بمصر تحت حكم الإخواني الرئيس الشرعي لمصر الدكتور محمد مرسي. أتمنى من كل قلبي أن لا يتكرر السيناريو المصري بتونس، لكي نصل و بصفة ديمقراطية حقيقية توافقية بعد أن تآكلت الشرعية الانتخابية - و بمشاركة حزب حركة النهضة إلى نهاية احتكار هذا الأخير للسلطة التنفيذية و بعد استقالة حكومته "الفاشلة" بغض النظر عن أسباب فشلها المتعددة (شوية من الحنة و شوية من رطابة ليدين) - نصل إلى إرساء حكومة كفاءات وطنية منبثقة من كل الأحزاب الوطنية الناشطة على الساحة السياسية التونسية، تكون مهمتها الفورية مكافحة الإرهاب و توفير أسباب استتباب الأمن الغذائي و الأمن البوليسي و تحقيق نظافة البلاد بإزالة أكداس القمامة و التحضير و إنجاح الانتخابات البلدية و التشريعية و الرئاسية القادمة بطريقة نزيهة و شفافة تحت مراقبة دولية جادة و تكون شعاراتها "لا دواء لأمراض الديمقراطية إلا بمزيد من الديمقراطية" و "لا دواء لإشكاليات حرية الإبداع إلا بمزيد من حرية الإبداع" و "لا دواء لنقص الكرامة إلا بمزيد من الكرامة"، و رب يوفق الجميع إلى ما فيه خير الجميع من أبناء تونس، إسلاميين كانوا أم يساريين أم قوميين أم ليبراليين أم مسيحيين أم يهود أم بهائيين أم لاأدريين أم لاإلاهيين أم شيعة أم سنة أم إباضيين أم سلفيين غير عنيفين، و الله و الشعب وليا التوفيق و تصبحون على خير أنتم و تونس، أرضا و نخلا و رمانا وهنديا و زيتونا و تفاحا و قمحا و شعيرا و حنطة و خضرا و غلالا و أزهارا و حيواناتا و سمكا و أطيارا وجوا و بحرا.

  1. صالح الخمار (نهضاوي):

أتساءل أخي محمد عن اقتراحك أن تكون حكومة من عديد الأحزاب الم تقترح النهضة هذا مباشرة بعد الانتخابات وقالت إن المرحلة انتقالية ولا يمكن أن تحكم إلا بالتوافق ولكن بعض الأحزاب تخوفت من المرحلة و أعلنت نفسها معارضة ...المشكلة أننا ذاكرتنا ضعيفة ونحلل كل مرحلة بمعزل على ما سبقها ...كم أعجبني هذا التلاقح الفكري فشكرا لك على الطرح.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire