vendredi 19 juillet 2013

أفكار سادت ثم بادت لدى الإسلاميين و اليساريين التونسيين ! مواطن العالم محمد كشكار

أفكار سادت ثم بادت لدى الإسلاميين و اليساريين التونسيين ! مواطن العالم محمد كشكار

تاريخ أول نشر على الت: حمام الشط، في 11 نوفمبر 2011.

أصوغ مقالي هذا على شكل أسئلة إنكارية متتالية موجهة مرة للإسلاميين التونسيين و مرة لليساريين التونسيين:

1.
-         مَنْ مِنَ الإسلاميين التونسيين يجرؤ على المطالبة بإباحة و تحليل العبودية و استرقاق البشر في المجتمع التونسي؟
-         مَنْ مِنَ اليساريين التونسيين يجرؤ على المطالبة بتطبيق ديكتاتورية البروليتاريا في المجتمع التونسي؟

2.
-         مَنْ مِنَ الإسلاميين التونسيين يجرؤ على المطالبة بإباحة و تحليل امتلاك الجواري و الغلمان في المجتمع التونسي؟
-         مَنْ مِنَ اليساريين التونسيين يجرؤ على المطالبة بالحرية الجنسية في المجتمع التونسي؟

3.
-         مَنْ مِنَ الإسلاميين التونسيين يجرؤ على اعتبار صوت المرأة عورة؟
-         مَنْ مِنَ اليساريين التونسيين يجرؤ على ترتيب قضية المرأة في سلّم الثانويات و ليس في سلّم الأولويات؟

4.
-         مَنْ مِنَ الإسلاميين التونسيين يجرؤ على المطالبة بتقنين تعدد الزوجات، خاصة و أن الزواج بواحدة فقط أو عدم الجمع بين اثنتين أو ثلاثة أو أربعة في آن واحد هي عادة متفشية في المجتمع التونسي قبل تقنينها في مجلة الأحوال الشخصية سنة 1956؟
-         مَنْ مِنَ اليساريين التونسيين يجرؤ على المطالبة بتقنين زواج المثليين؟

5.
-         مَنْ مِنَ الإسلاميين التونسيين يجرؤ على المطالبة بإقامة الدولة الدينية في المجتمع التونسي، الدولة التي تحتكر النطق و الحكم باسم الإسلام و تعتبر المعارضين كفّارا؟
-         مَنْ مِنَ اليساريين التونسيين يجرؤ على المطالبة بإقامة الدولة الستالينية في المجتمع التونسي، الدولة المستبدة باسم العمال ذات الحزب الواحد و الزعيم المعصوم؟

6.
-         مَنْ مِنَ الإسلاميين التونسيين يجرؤ على مطالبة التونسيين غير المسلمين بإعطاء الجزية عن يد وهم صاغرون؟
-         مَنْ مِنَ اليساريين التونسيين يجرؤ على التفكير في  إقامة معسكرات اعتقال ستالينية للمعارضين التونسيين؟

7.
-         مَنْ مِنَ الإسلاميين التونسيين يجرؤ على الدعوة للجهاد المسلح ضد الأجانب الكفار؟
-         مَنْ مِنَ اليساريين التونسيين يجرؤ على استعمال العنف الثوري المسلح لتغيير النظام التونسي؟

8.
-         مَنْ مِنَ الإسلاميين التونسيين يجرؤ على تكفير اليساريين التونسيين أو محاولة جرّ غير المسلمين من أهل الكتاب و الملحدين على التسليم قسرا برسالة محمد صلى الله عليه و سلّم؟
-         مَنْ مِنَ اليساريين التونسيين يجرؤ على  المطالبة بتدريس و نشر الإلحاد في المجتمع التونسي؟

9.
-         مَنْ مِنَ الإسلاميين التونسيين يجرؤ على استرجاع نظلم أملاك الزوايا و الحُبُس و الوَقف في الدولة التونسية؟
-         مَنْ مِنَ اليساريين التونسيين يجرؤ على إلغاء قانون الملكية الفردية الخاصة في الدولة التونسية؟

10.
-         مَنْ مِنَ الإسلاميين التونسيين يجرؤ على اعتبار اليساريين التونسيين مواطنين من الدرجة الثانية؟
-         مَنْ مِنَ اليساريين التونسيين يجرؤ على اعتبار الإسلاميين التونسيين مواطنين من الدرجة الثانية؟

11.
-         مَنْ مِنَ الإسلاميين التونسيين لا يتمتّع بصلة بنوّة أو أمومة أو أبوية أو أخوّة أو قرابة أو صداقة أو مودة مع عشرات اليساريين التونسيين؟
-         مَنْ مِنَ اليساريين التونسيين لا يتمتّع بصلة بنوّة أو أمومة أو أبوية أو أخوّة أو قرابة أو صداقة أو مودة  مع عشرات الإسلاميين التونسيين؟ و أنا و الحمد لله لي ابنة و زوجها إسلاميان، و كل بنات و أولاد أختايا الكبريان في جمنة و باريس و جل أقاربي و بعض أصدقائي إسلاميون، أعتز و أفتخر بهم كلهم، و لي أخ شقيق  أكبر يشاركني يساريتي، لكنني أختلف معه اختلافا عميقا في يساريته، و اختلافنا في اليسارية لم يفسد للود بيننا قضية، و أحبه و أعشقه و أحترمه و أعزه جدا جدا لصدقه و نزاهته و شفافيته في إيمانه و تطبيقه لمبادئه اليسارية و النقابية.    

أين يكمن الخلاف بين الطرفين إذن؟
يناضل الإسلاميون و اليساريون من أجل تكريس العدالة الاجتماعية داخل المجتمع التونسي و بأسلوب ديمقراطي لكن لكل فريق منهما تعريفه الخاص للعدالة الاجتماعية. بميل النموذج الإسلامي إلى الرأسمالية على الشاكلة الغربية لكن دون حريات فردية و إبداعية مطلقة.
 أما أنا فأميل إلى النموذج اليساري على شاكلة الدول الأسكندنافية التي وظفت مكتسبات النظام الرأسمالي و مكتسبات النظام الاشتراكي. تتمثل هذه المكتسبات في التعليم الجيد كامل المجانية و العناية الصحية المجدية كاملة المجانية و الحرية المطلقة دون قيد أو شرط إلا ما تحدده أخلاقيات المهنة لدى المبدعين و الكتاب و المفكرين و الصحافيين و الفنانين و المخرجين و الممثلين و الرسامين و النحاتين و تتمثل أيضا في الحد من ربح الرأسماليين الجشعين و حرمان التجار الوسطاء من احتكار شراء و بيع المنتوج الفلاحي التونسي و تسعى لتأميم القطاعات الإستراتيجية مثل الماء و الغاز و الكهرباء و الثروات الطبيعية و تمكين الفقراء دافعي الضرائب من ممارسة حرية الرأي في فضائياتهم و جرائدهم و إذاعاتهم العمومية.

إمضاء م. ع. د. م. ك. : 

"الذهن غير المتقلّب غير حرّ".
لا أحد مُجبر على التماهي مع مجتمعه. لكن إذا ما قرّر أن يفعل، في أي ظرف كان، فعليه إذن أن يتكلم بلسانه (المجتمع)، أن ينطق بمنطقه، أن يخضع لقانونه. عبد الله العروي
يطلب الداعية السياسي أو الفكري من قرائه أن يصدقوه و يثقوا في خطابه أما أنا - اقتداء بالمنهج العلمي - أرجو من قرائي الشك في كل ما أطرح من إشكاليات و أنتظر منهم النقد المفيد.
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى و على كل مقال سيء نرد بمقال جيد، لا بالعنف اللفظي أو المادي أو الرمزي.
"الكاتب منعزل إذا لم يكن له قارئ ناقد".




Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire