dimanche 21 juillet 2013

مفارقات الإخوان المسلمين العرب مع الديمقراطية. مواطن العالَم د. محمد كشكار

مفارقات الإخوان المسلمين العرب مع الديمقراطية. مواطن العالَم د. محمد كشكار

رغم أن الإخوان المسلمين العرب و منذ نشأتهم في مصر سنة 1928 و انتشارهم في تونس و الجزائر في السبعينات و الثمانينات من القرن العشرين، هم متهمون في كل الدول العربية المعنية - من قبل اليسار و القوميين و الليبراليين غير الإسلاميين- بعدم إيمانهم بالديمقراطية، و رغم أن خصومهم الثلاثة وصلوا إلى الحكم، إما عن طريق شرعية التحرير المسلح أو عن طريق الانقلابات العسكرية النمطية و خلدوا أنفسهم في السلطة عن طريق تزوير الانتخابات الصارخ، فأنا ألاحظ بكل تجرّد و بكل موضوعية و دون خلفيات إيديولوجية معاكسة، و أقول أنه يبدو لي - و أهل الاختصاص أعلم مني بذلك - أن الإسلاميين في الجزائر (عباسي مدني) و مصر (مرسي) و تونس (الغنوشي) وصلوا إلى السلطة عن طريق صندوق الاقتراع عبر انتخابات نسبيا حرة نزيهة و شفافة مع الإشارة أن الانتخابات كلها ديمقراطية نسبية حتى في أمريكا و أوروبا، مع العلم أنني لست إخوانيا و لن أكون، لكنني -  كمعارض يساري غير ماركسي و غير منتم - أعارضهم فكريا و سياسيا و ثقافيا و لا أعاديهم عاطفيا و اجتماعيا و إيديولوجيا، و لا أحبذ البتة إزاحتهم من الحكم عن طريق القوة العسكرية الغاشمة و الفاشية كما وقع في الجزائر سنة 1991 (الجيش أزاح "الفيس" فورا بعد فوزها الساحق في الانتخابات و قبل تسلمها السلطة) و مصر يوم 30 جوان  2013 (الجيش أزاح الإخوان بعد عام من تسلمهم السلطة).

أتمنى أن لا تُعاد هذه السيناريوهات الانقلابية المشؤومة و غير الديمقراطية في تونس بل أتمنى الفوز على حزب حركة النهضة في الانتخابات القادمة بكل ديمقراطية. أما أخطاء الإخوان عند ممارستهم للديمقراطية، و مهما كانت خطيرة أو كارثية، فلا تُعالج إلا بمزيد من الديمقراطية، و أرجو من رفاقي اليساريين أن لا يكيلوا بمكيالين و أن لا يستعملوا ديمقراطية حربائية تغير لونها حسب تغيّر الخصم المقابل.

فالديمقراطية - حسب رأيي المتواضع جدا لأنني لست عالم اجتماع أو محلل سياسي محترف أو ناشطا سياسيا ربما يعرف خبايا الأمور أحسن مني - مبدأ ثابت لا يتزحزح حسب الأهواء الإيديولوجية، و هي هدف شعبي قديم قدم ديمقراطية أسبرتا و أثينا 500 سنة تقريبا قبل ميلاد المسيح عليه السلام، و الوسائل الوحيدة لتحقيها هي الانتخابات الحرة النزيهة الشفافة السرية في الخلوة الفردية و فرز الأصوات العلني المراقَب من قبل جميع التيارات السياسية المشاركة في "اللعبة الديمقراطية البورجوازية".

و على حد علمي الضيق رغم أنفي، و إلى اليوم 21 جويلية 2013، و رغم هنات "اللعبة الديمقراطية" و نواقصها المتعددة، فليس للإنسانية أفضل منها وسيلة لتحقيق شيئا و لو يسيرا من حرية الرأي و حرية المعتقد و تحقيق العدالة الاجتماعية في أدنى مستوياتها، و يوم تَبتكر العبقرية البشرية وسيلة أنجع من ديمقراطية اليوم، و سوف تبتكر، فسأكون من أول المناصرين لها حيا أو ميتا، حيا في شخصي و ميتا في إنسانيتي التي لا تموت أبدا إن شاء العلماء و شاء الله.


تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 21 جويلية 2013. 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire