samedi 6 juillet 2013

فكرة قرأتها في كتاب: هل فقد الكثيرون من المثقفين العرب مصداقيتهم في ما يدّعون أو يعلنون من المواقف؟ نقل و تعليق مواطن العالَم د. محمد كشكار

فكرة قرأتها في كتاب: هل فقد الكثيرون من المثقفين العرب مصداقيتهم في ما يدّعون أو يعلنون من المواقف؟ نقل و تعليق مواطن العالَم د. محمد كشكار


كتاب "ثورات القوة الناعمة في العالم العربي. من المنظومة إلى الشبكة."، علي حرب، الدار العربية للعلوم و النشر، الطبعة الثانية 2012، 240 صفحة. استعرته من منتدى مقابسات للفكر و التواصل

نص علي حرب:
صفحة 48
         و لكن الكثيرين من المثقفين لا مصداقية لهم في ما يدعون أو يعلنون من المواقف. فهم ضد الاستبداد في مكان، و لكنهم يقفون معه أو يسكتون عليه في مكان آخر. فهم ضد المجازر التي ترتكبها إسرائيل في غزّة، و لكنهم يصفقون للمجازر التي ترتكبها "القاعدة" في العراق بحق عراقيين. و هم مع الحرية و الديمقراطية في تونس و القاهرة، و لكنهم ضدها في لبنان، إذ هم مع محاولة تعريبه و أسلمته، على الطريقة التي تؤدي إلى فقدان ميزته، كبلد شكّل و ما يزال يشكّل منبرا لحرية الكلمة و مساحة لممارسة الحريات الديمقراطية التي استفاد منها كل الهاربين من جور حكوماتهم أو من فقر بلدانهم.

إضافة م. ع. د. م. ك:
في حرب الخليج الأولى و الثانية، وقف العديد من المثقفين اليساريين التونسيين مع نظام صدام العراقي الاستبدادي بدعوى الوقوف ضد أمريكا و وقفوا قبله مع الاحتلال السوري للبنان بدعوى معاداة إسرائيل و مجدوا و لا زالوا يمجدون نظام ستالين الديكتاتوري بدعوى مناهضة الإمبريالية. أنا، كتونسي يساري غير ماركسي، أقف و بحزم سلمي فكري ضد الأنظمة الديكتاتورية الثلاثة، صدام و الأسد و ستالين، و في الوقت نفسه أقف ضد أمريكا و إسرائيل و الإمبريالية و لا أرى نفسي متناقضا، بل على العكس أرى نفسي أكثر منهم انسجاما و تطابقا مع مبدأ مناهضة الاستعمار و الديكتاتورية أيّا كان مأتاهما، عربيا كان أو غربيا، فنتيجتهما الكارثية واحدة على الشعوب العربية. انتهت إضافة م. ع. د. م. ك و أرجع الآن إلى نص علي حرب.

نص علي حرب:
         و هم إلى ذلك قد فقدوا المصداقية و المشروعية و الفاعلية منذ زمن طويل، سواء من حيث نماذجهم في فهم العالم أو من حيث برامجهم لتغيير الواقع. فالعالم، تغير و يتغير، بعكس تصوراتهم و خططهم. و الأهم أنه يتغير على يد قوى جديدة، كانت مستبعدة أو مهمشة، و ربما محتقرة، من جانب المثقفين الذين يدعون احتكار الوعي و العلم و المعرفة بأحوال العالم، فإذا بهذه القوى تبدو حية، ناشطة، فعالة أكثر مما يحسب دعاة التقدم و التغيير.

تعليق م. ع. د. م. ك:
         أخص بالانتقاد هنا، رفاقي اليساريين الماركسيين التونسيين: ماركس قال أن الفلاسفة في عصره غرقوا في تفسير العالم و فهمه لكنهم لم يحاولوا تغييره و المطلوب فهمه و تغييره. أما رفاقي المعاصرين فلم يقتدوا بمعلمهم و حاولوا تغيير الواقع التونسي دون فهمه و لذلك لم يحالفهم الحظ، لا في الفهم و لا في التغيير. للأمانة، حاولوا فهم الواقع التونسي لكن باستعمال آليات قديمة متكلسة و بتوظيف مبادئ ماركسية عامة منقرضة أو في طريق الانقراض مثل: الحتمية المادية و الحتمية التاريخية و صراع الطبقات و ديكتاتورية البروليتاريا و اللينينية و الستالينية و الماوية و الاشتراكية "العلمية". يبدو لي أنهم لم يحسوا بتغير العالم من حولهم، فصراع الطبقات لم يعد المحرك الأساسي للتاريخ، و العلم أصبح يؤمن بالتفاعل و الانبثاق غير المعروف مسبقا، مما يقودنا بالضرورة لللاحتمية المادية و اللاحتمية التاريخية، و البروليتاريا لم تعد طبقة تحتكر الفقر و لم تعد طبقة متجانسة و الفقراء أصبحوا طبقات جديدة متعددة متنوعة متكونة من العمال بالفكر و من المهمشين و من المعطلين عن العمل و من الفقراء المثقفين و المدونين و الفيسبوكيين و أصحاب الشهائد العليا العاطلين عن العمل. لم تعد طبقة البروليتاريا و لم تك يوما طبقة ثورية، فالحزب الشيوعي الطلائعي هو الوحيد الذي  اعترف زَيفا بثوريتها و هو الوحيد الذي سلبها حقها في التعبير و استعار اسمها ليتحكم في مصيرها بعنوان ديكتاتورية البروليتاريا و البروليتاريا كانت أوّل ضحاياه في الاتحاد السوفياتي و دول أوروبا الشرقية و ألبانيا و كمبوديا و كوريا الشمالية و الصين الماوية. لقد أثبتت الطبقات الجديدة غير البروليتارية ثوريتها عن جدارة في الربيع العربي و غابت الطبقة البروليتارية حسب التعريف الماركسي و غاب ممثلوها كأحزاب طلائعية عن شوارع و ساحات الربيع العربي و لم نر من طلائعيتهم إلا ركوبهم على الثورة بعد بروزها مثلهم مثل الأحزاب الإسلامية. انتهى تعليق م. ع. د. م. ك و أرجع الآن إلى نص علي حرب.

نص علي حرب:
         هذه هي حال العاطلين عن العمل الذين كانوا يفعلون بصورة سلبية أو عقيمة، فإذا بهم يسهمون الآن في تفجير الانتفاضة في غير مكان من العالم العربي. و هذه هي خاصة حال الأجيال الجديدة من الشباب و المدونين و العاملين على الشبكات. و من المفارقات أن فلاسفة العرب و مفكريهم ما زالوا يثيرون أسئلة النهضة و مشكلات الحداثة، فيما الفاعلون العرب الجدد قد تجاوزوا الحداثة إلى ما بعدها، بانخراطهم في الحداثة الفائقة و السيّالة للعصر الرقمي و الواقع الافتراضي. و ها هم يتصدرون الواجهة و يصنعون الحدث الذي سارع المثقفون إلى تلقفه و التعيش عليه، لأن مجتمع المثقفين ليس ملكوتا للفضيلة و لا هو مملكة للحرية و العدالة، بل هو الأسوأ داخل المجتمع الكبير، كما تشهد علاقات المثقفين بعضهم ببعض. و ذلك يعني أن المثقفين لم يعودوا عقول المجتمعات النيّرة. و لم يكونوا أصلا ضمائرها الحية

لنعترف بفشلنا و إفلاسنا، و بأن جيلنا قد أورث الأجيال الجديدة كل هذا التردي و التراجع. و مؤدى الاعتراف أننا الوجه الآخر للأنظمة التي ندينها و ننتشي لانهيارها، بنخبويتنا و تهويماتنا النرجسية. فالحاكم و المثقف متألّه و عاشق لذاته، نابذ لغيره. الأول ينفرد بالسلطة و يستبد بها بقدر ما يظلم من اختاروه لرعاية مصالحهم. و الثاني يحتكر الحقيقة و يعتقد بأنه فريد عصره و مجاله، بقدر ما يحتقر من يدّعي أنه يدافع عن حقوقهم.

تعليق م. ع. د. م. ك:
         أحمد الله أنني لم أجد نفسي في تعريف علي حرب للمثقف العربي الكلاسيكي و لم أك  يوما وجها لنظام بورقيبة  أو نظام بن علي و لم أنتمِ إلى حزب و لم تصادر تفكيري أي إيديولوجيا بل على العكس أجد نفسي بكل تواضع من ضمن الفاعلين التونسيين الجدد لأنني انخرطت منذ 2008 في العصر الفيسبوكي و الواقع الافتراضي بنشر مقالات انتقادية حول التعليم و حول الوضع الاجتماعي بصفة عامة و شاركت على قدر العمر المتقدم و الصحة الضعيفة في مظاهرات ثورة 14 جانفي 2011 قبل و بعد هروب بن علي.

البصمة الفكرية الكشكارية
بكل شفافية، أعتبر نفسي ذاتا حرة مستقلّة مفكرة  و بالأساس مُنتقِدة، أمارس قناعاتي الفكرية بصورة مركبة، مرنة، منفتحة، متسامحة، عابرة لحواجز الحضارات و الدين و العرق و الجنس و الجنسية و الوطنية و القومية و  الحدود الجغرافية أو الأحزاب و الأيديولوجيات
على كل مقال سيء، نرد بمقال جيد، لا بالعنف المادي أو اللفظي أو الرمزي

Mes deux principales devises dans la vie, du moins pour le moment :
-         Mohamed Kochkar : faire avec les conceptions non scientifiques (ou représentations) pour aller contre ces mêmes conceptions et en même temps auto-socio-construire à leurs places des conceptions scientifiques.
-         J. P. Sartre : Les idéologies sont liberté quand elles se font, oppression quand elles sont faites.

إمضاء جديد و محيّن للـ د. محمد كشكار
مواطن العالَم (أعتذر لكل المواطنين في العالَم غير الغربي على فعله و يفعله بهم حتى الآن، إخوانهم في الإنسانية، المواطنون في العالَم الغربي)، مسلم (أعتذر لكل المواطنين غير المسلمين على ما فعله بهم أجدادي المسلمون)، عربي (أعتذر لكل المواطنين غير العرب على ما فعله بهم أجدادي العرب) تونسي (أعتذر لكل المواطنين التونسيين على ما فعله بهم نظام بورقيبة و نظام بن علي طيلة سنوات الجمر الخمسة و خمسين)، "أبيض- أسود" البشرة (أعتذر لكل المواطنين السود في  العالَم  علىِ ما فعله بهم أجدادي البيض)، يساري غير ماركسي (أعتذر لكل المواطنين غير اليساريين و لليساريين غير الماركسيين في  العالَم  علىِ ما فعله بهم رفاقهم الماركسيون اللينينيون الستالينيون الماويون)، و غير منتم لأي حزب أو أي أيديولوجيا ( أعتذر لكل المواطنين غير المنتمين حزبيا أو أيديولوجيا في العالَم عن كل خطأ ارتكبته في حقهم الحكومة و المعارضة و المتعاطفين معهما

تاريخ أول إعادة نشر على النت: حمام الشط في 12 سبتمبر 2012.




Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire