لماذا جعلت أمريكا من الحكومتين
"الثوريتين" في تونس و مصر مصدرا للسخرية و التندّر بين شعبيهما و أضحكت
منهما باقي شعوب العالم؟ مواطن العالَم د. محمد كشكار
تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 30 جويلية 2012.
لو لم تجعل أمريكا من العرب مصدرا
للسخرية و التندّر بين الأمم، فكيف، بربّكم، تفسّرون الوقائع السريالية التالية
التي حدثت و لا زالت تحدث في تونس و مصر ما بعد "الثورة" و ما بعد "الربيع
العربي"، الربيع "الأمريكي - الصهيوني" المبرمج سرقته و المبيّت الركوب
عليه منذ عقود خَلَتْ، ربيع أصبح مبروكا عليهم بعد ما تفاءلنا به فأصبح مشؤوما
علينا، الربيع الوحيد الخالي تماما من الزهور إلا زهور "الياسمين"
المستوردة المغشوشة و المسمومة، الربيع "العربي" الوحيد في تاريخنا
القديم و الحديث الذي جمع في كل بلاد العرب مساوئ باقي الفصول، جفاف و حرّ و جدب و
قحط و تساقط أغصان و أوراق قبل أوانها:
1.
في مصر:
-
انتخب الشعب المصري برلمانا مصريا بتكلفة باهظة، ثلاثة
آلاف مليون جنيه، تقريبا عشر ميزانية تونس. بعد ثلاثة أشهر تقريبا، و بإخراج سينمائي
مشهدي درامي سخيف، يُحلُّ البرلمان المنتخب بجرّة قلم من قبل المجلس العسكري
الأعلى - غير الشرعي و غير المنتخب - تنفيذا لحكم صادر عن المحكمة الدستورية
العليا المنصّبة من قبل حسني مبارك و لا تحرك أحزاب الأغلبية، العدالة و النور،
ساكنا ضد هذا القرار غير الدستوري و غير الشرعي و غير الشعبي و غير الديمقراطي رغم
اختلافي الفكري و السياسي مع أكثريته الإسلاميين! قالوا، حُلّ لخطأ دستوري في
الإجراءات الانتخابية، رغم تأكيد مستشار من مستشاري المحكمة الدستورية على أن هذه
المحكمة المعنية نبهتهم، إخوانا و عسكريين،
إلى الخطأ الدستوري قبل حدوثه. ما هذا العبث بأموال و أصوات و عواطف و
تطلّعات الشعب؟ كيف يُرتكب خطأ دستوري على
مستوى عال و مهم و مصيري و سيادي في بلاد تذكر لتعدد و تنوع المختصين في الحقوق،
عددا يساوي عدد سكان بلادنا، تونس، تونس الصغيرة و الجميلة لو تركنا لحالنا الأمريكيون
و القطريون و السعوديون و الأوروبيون و ممثليهم في الداخل من دستوريين و تجمّعيين
و إسلاميين و ليبراليين و قوميين و يساريين انتهازيين!
-
انتخب الشعب برلمانا بأغلبية إسلامية في انتخابات برلمانية
"ديمقراطية و نزيهة و شفافة". و بعد ثلاثة أشهر تقريبا، تذوب مساحيق
الانتخابات المتنوعة من "ديمقراطية و نزاهة و شفافية" و يتحصل شفيق،
مرشح النظام القديم في الانتخابات الرئاسية، على 12 مليون صوت، تقريبا نصف أصوات
المنتخبين الفعليين. أين ذهب الملايين الذين صوتوا للإسلاميين في الانتخابات
البرلمانية منذ تاريخ ليس ببعيد؟ من أين جاء الملايين الذين صوتوا لشفيق، مرشح
مبارك، مبارك الذي قامت ضده "ثورة 25 يناير" و ما أدراك! ثورة ميدان
التحرير، التي "أطاحت" بأعتى ديكتاتورية تابعة لأمريكا و أتت بأخلص و
أقدم خادم لأمريكا، المجلس العسكري الأعلى الحاكم الفعلي لمصر(و اتفاقية كامب
ديفيد المُذلة للشعب المصري خير شاهد على تآمر قيادة الجيش المصري و تخاذلها و
تخليها على حقوق المصريين و الفلسطينيين مقابل تأبيد الاتفاقية هو وحده في السلطة ببواسطة
الإعانات الرشوة المدفوعة لقيادته بسخاء مشبوه من قبل أسياده الأمريكان و
الإسرائيليين). انتخب الشعب المصري - المسكين و المُغرّر به دون أن يعلم أو يعلم بعجزه
و النتيجة واحدة في الحالتين - في انتخابات رئاسية "ديمقراطية و نزيهة و
شفافة" أحلى ناس، مرسي و الإخوان، الإخوان الأحباب الجدد للأمريكان! هي في
الواقع انتخابات غير مزورة شكليا لكنها مزورة تزويرا رمزيا مسبقا ( تستطيع إن رغبت
في الاطلاع على تعريف هذا المفهوم - حسب وجهة نظري - أن ترجع إلى مقالي المعنون
"ماذا يعني التزوير الرمزي في الانتخابات الديمقراطية غير المزورة؟ مواطن
العالم د. محمد كشكار، تاريخ أول نشر على الفيسبوك،
حمام الشط في 24 ماي 2012.).
يبدو
لي أن الانتخابات البرلمانية و الرئاسية، انتخابات مزورة رمزيا، و لو لم تكن مزورة
رمزيا لَصَمَدَ البرلمان المنتخَب شرعيا و ثبت و دافع عن شرعيته و عن منتخبيه - البرلمان
أعلى سلطة شرعية في البلدان الديمقراطية -
في وجه المجلس العسكري - غير المنتخب - "حامي الثورة" و
"حامي الحرامية و البلطجية". و لو لم تكن الانتخابات الرئاسية المصرية
مزورة رمزيا، لافتكّ رئيس الدولة المنتخب جماهيريا، مرسي، صلاحيات رئيس الدولة
افتكاكا من المجلس الأعلى العسكري غير المنتخب ثانيا و ثالثا و رابعا! و الدليل
على أنها انتخابات مصرية رئاسية مزورة رمزيا، هو كونها أفضت إلى تنصيب رئيس شرعي
منتخب بأكثرية من الجماهير، رئيس دون صلوحيات رئاسية كاملة مثل حال زميله الرئيس
"الثوري"، المغلوب على أمره، المرزوقي عندنا في تونس، ثم احتكر المجلس
الأعلى العسكري المصري غير الشرعي و غير المنتخب و المنصَّب من قبل أمريكا، ظلما و
بهتانا، احتكر لنفسه جميع السلطات
التنفيذية و التشريعية، من قيادة الجيش الوطني المصري إلى شؤون الخارجية المصرية و
وصلت به الوقاحة و الاستبداد إلى التفرّد بالإشراف و الإعداد لميزانية الدولة
المصرية "الثورية" القادمة و اللاحقة!
2.
في تونس:
-
في الدفاع عن المقدسات الإسلامية، يكيل الإسلاميون
التونسيون بمكيالين مثل ما تفعل حليفتهم الحكومة الأمريكية. و ذلك يظهر في مساندة
أمريكا المطلقة للظالم المستوطن
الإسرائيلي و وصل الأمر بأحد كبار المسؤولين الأمريكيين إلى حد إنكار وجود شعب
بأكمله، أنكر كبير أحبارهم الصهيوني ماك
كاين إنكارا صريحا و علنا و وقحا، أنكر وجود شعب اسمه الشعب الفلسطيني ثم نرى نفس هذا
الشخص الصهيوني العنصري يُستقبَل بالأحضان - خلافا للأعراف الدبلوماسية - من قبل
رئيس حكومة "إسلامية - عربية - ثورية"، رئيس حكومة ينتمي إلى حزب ذو
مرجعية إسلامية و هو حمادي الجبالي. يثورون و يغضبون و يزمجرون و يهاجمون
"العِبْدِلِّيَّة"، مقر عرض معرض فني، يعتقدون خطأ أن بعض لوحاته تسيء
إلى المقدسات الإسلامية و يتظاهرون تنديدا بتدنيس القرآن الكريم في بن ڤردان من
قبل شخص واحد نعتوه شكا بالشاذ (و الشاذ يُحفظُ و لا يُقاس عليه) و في المقابل، يسكتون و يصمتون و لا يتظاهرون - باستثناء بعض
السلفيين أمام السفارة الأمريكية بتونس العاصمة - ضد حرق المصاحف في أفغانستان من
قبل جنود أمريكان معترفين و معتذرين عن فعلتهم عكس ما فعل إخوانهم في الدين، فعل
الإسلاميون التونسيون و المصريون عكس ما فعل الإسلاميون الأفغانيون و الباكستانيون
و اليمنيون الذين لم يكيلوا بمكيالين و خرجوا صادقين إلى الشوارع بالآلاف احتجاجا
على هذه الفعلة الأمريكية الدنيئة و الثابتة و المنكورة دينا و دنيا. و هل هنالك
حكومة في العالم، و عبر التاريخ القديم و الحديث، تعدّت و داست المقدسات الإسلامية
و قتلت و شرّدت و نفت و عذبت المسلمين أكثر من الحكومة الأمريكية في الصومال و
العراق و أفغانستان و في فلسطين عن طريق وكلائها الجنود و المستوطنين الصهاينة على
مدى عقود؟
-
يقوم بعض النواب الإسلاميين من المجلس التأسيسي التونسي ببعض
التربصات المهنية على ممارسة الحكم تحت إشراف مكونين أمريكان في تونس و في أمريكا.
و هل ننتظر عسلا من خلية الدبابير؟ قال محمد، رسول الله، صلى الله عليه و سلّم:
"لا يُلدغُ المؤمن من جحر مرتين". أما أمريكا، الحليفة المفروضة بالقوة
على الحركات الإسلامية في تونس و مصر ما بعد "الثورة" و ما بعد "الربيع
العربي"، فلم تبق مليمترا واحدا في الجسم الإسلامي العربي لم تلسعه و تعيد
لسعه ملايين المرات في فلسطين و سوريا و الصومال و السودان و العراق و أفغانستان و
لبنان و ليبيا بتواطؤ و مشاركة فعلية من باقي البلدان العربية و أخص بالذكر حلفاء أمريكا
التقليديين و التاريخيين، قطر و السعودية و المغرب و الأردن و الإمارات و عُمان و
البحرين و الكويت. أتمنى من كل قلبي أن تسلم شعوب هذه البلدان العميلة من سم هذا
الثعبان "الأمريكي- الصهيوني" و لا يغرّنّكم أيها العملاء العرب تأجيل اللدغ
الأمريكي لكم و لشعوبكم إلى حين لأسباب لوجستية تكتيكية تخدم مصلحته قبل مصلحتكم.
-
أعرف معتمدا تجمّعيا ما زال يمارس مهامه في معتمديتنا
حمام الشط، عام ونصف بعد "الثورة"، و السريالي في القضية أن فرع حزب
حركة النهضة بالجهة كتب ضده عدة تقارير و قال فيه اثنان من نواب النهضة بالمجلس
التأسيسي زارا المنطقة مؤخرا: "نحن على علم بكل تجاوزاته و سوف يغادر منصبه
قريبا". إن غدا لناظره قريب! لماذا لم يقيلوه؟ لأنه - حسب رأيي المتواضع - مفروض
عليهم من أركان النظام القديم الذي لم يعد يملك لكنه ما زال يحكم عكس النهضة التي
تملك و لا تحكم، مثلها كمثل ملكة خلية النحل!
-
استقال وزير المالية حسين الديماسي من حكومة الترويكا أو
بالأصح من حكومة النهضة، قال نهضاويو الفيسبوك إن الوزير الوحيد غير الترويكي كان
يغض الطرف عن الرأسماليين الفاسدين، أبناء بلده المستسترين و لم يفتح ملفا واحدا
ضد الفساد في وزارته و قالوا أيضا أن
مداخيل الديوانة بعد الثورة نزلت إلى النصف و قالوا أنه صديق النابلي و متعاطف
معه، أصدقهم و فقط أسألهم: كيف فعل كل هذا و لم تكتشفوه إلا بعد أن قدّم استقالته
و في المقابل استشعرتم عن بعد أو نزل عليكم الوحي من الأمريكان و القطريين و
السعوديين و الأتراك و ساندتم المؤامرة التي تُحاك ضد الشعب السوري و نظمتم
لصالحها و فائدتها مؤتمرا لأصدقاء أو بالأحرى لأعداء سوريا (مع العلم أنني أكره
"الرئيسين الأسدين" و أكره الأب - و ما فعله في شعبه و في حما - قبل الابن، أكره الاثنين كرها فكريا سياسيا
سلميا منذ وعيت على السياسة و مع العلم أيضا لمن لا يعلم أو لا يريد أن يعلم أن
منظمة حماس الفلسطينية الإسلامية "الثورية" احتمت في وكر هذه
"الأسود" و سكتت عن رائحتهم الكريهة العفنة سنينا و سنينا و لم توظف
الأخلاق الإسلامية في السياسة عملا بقولة وزيرنا المُقال أن لا أخلاق في السياسة،
قالها في قناة حنبعل برنامج "الصراحة راحة" بمناسبة تسليم أو بيع البغدادي
إلى الحكومة الليبية مقابل 100 مليون دولار أمريكي).
3.
أربع نقاط تشابه بين الحاكم الإسلامي المصري و الحاكم
الإسلامي التونسي
-
النقطة الأولى:
يبدو
لي أن الحزبين الإسلاميين الحاكمين الحاليين في تونس و مصر، حزبان يملكان و لا
يحكمان! في تونس النهضة - المنتخبة شرعيا - تملك و لا تحكم، و النظام القديم - غير
المنتخب شرعيا - لا يملك لكنه يحكم فعليا في تونس بواسطة دواليبه الإدارية و
الأمنية و العسكرية و السياسية و بمساعدة تحالفاته الأوروبية التاريخية المتشعبة،
الثقافية منها و الجامعية و الاقتصادية و التجارية و السياحية و التشغيلية و
العلمية و التكنولوجية و الفكرية. في مصر، الإخوان - المنتخبون شرعيا - يملكون و
لا يحكمون و المجلس الأعلى العسكري المصري - غير المنتخب شرعيا - لا يملك لكنه يحكم
فعليا في مصر بواسطة عساكره و سيطرته على ثلث الاقتصاد المصري و مراقبته لجهاز الداخلية
الرهيب و المضاد للثورة و بمساعدة تحالفاته الأمريكية الإسرائيلية التاريخية،
العسكرية منها و الاقتصادية و السياحية و التجارية.
-
النقطة الثانية:
يبدو
لي أن تحالفا "أمريكيا - قطريا - سعوديا" مشبوها، فُرض بالقوة على
الحزبين الحاكمين "الثوريين" في تونس و مصر! لماذا يا ترى قبل الحزبان
"الثوريان" بهذا التحالف غير المتوازن و المذِلّ دون أن يفرضا شروطهما -
و من أين لهما أن يفرضا أي شيء و هما لا يملكان في السلطة أي جهاز تنفيذي إلى حد
اليوم - أو يستفيدا على الأقل و لو قليلا من هذه الصفقة "الثورية"؟ قبلا
التحالف المفروض عليهما - على ما أظن - لأجل تقاطع مصالح آنية ظرفية براڤماتية
نفعية بينهما و بين الأمريكان و القطريين و السعوديين، و الله أعلم!
أنهي
مقالي هذا بطرح جملة من التساؤلات، علني أظفر بجواب واف شاف:
هل
يخدم التحالف "الأمريكي - العربي" مصلحة شعبيهما، الشعب التونسي و الشعب
المصري؟ و هل خدم أصلا شعبي قطر و السعودية، تحالف أنظمتهما التاريخي مع أمريكا؟ و
هل خدم التحالف "الأمريكي - العراقي" الشعب العراقي؟ و هل خدم التحالف "الأمريكي
- الأفغاني" الشعب الأفغاني؟ و هل خدم التحالف "الأمريكي - العرفاتي"
الشعب الفلسطيني؟ و هل خدم التحالف "الأمريكي - الساداتي - المباركي"
الشعب المصري؟ في المقابل و في نفس الحقبة التاريخية، لقد خدم فعلا اللاتحالف
"الأمريكي - الإيراني" الشعب الإيراني و خدم أيضا "التحالف
الإيراني - اللبناني" الشعب اللبناني و الشعوب العربية و الإسلامية قاطبة. و
هل خدم التحالف "السوفياتي - الناصري" قديما الشعب المصري؟ و هل خدم
التحالف "الروسي - اليوغسلافي" قديما الشعب اليوغسلافي؟ و هل خدم
التحالف "الصيني - السوداني" قديما الشعب السوداني؟ و هل سيخدم التحالف "الروسي
- الصيني - السوري" الحالي الشعب السوري؟ أنا أشك، و الشك في العلم طريق إلى
مزيد من الشك! و الإنسان العاقل لا يملك إلا الشك و هو مُجبر على الشك في كل ما
يدركه عقله. أما ما لا يدركه عقله
كالإيمان بالله و رسله و اليوم الآخر و الجنة و النار و الجزاء و العقاب و العفو،
فهو يقين من بدايته إلى نهايته، لا مجال للشك فيه.
-
النقطة الثالثة:
منحتهما
أمريكا، أعني الأحزاب الإسلامية الحاكمة التي لا تحكم في تونس و مصر، منحتهما أمريكا
السلطة في بلدانهما بتزكية نضالية و شعبية محلية و انتخابات "ديمقراطية شفافة
نزيهة" و سلّمتهما السلطة التنفيذية على
طبق من ذهب مزيّف دون أن تمكّنهما من الأجهزة التنفيذية الضرورية لممارسة الحكم (الجيش،
الداخلية، الديوانة، الإدارة، إلخ) و حرمتهما قصدا و لغاية في نفس العم سام من السلطة
الرابعة، الجهاز الإعلامي المرئي و المسموع، تقريبا برمته، لا بل وضعت كل هذه
السلط التنفيذية و الصحافية المرئية و المسموعة، الخارجة عن نطاق و نفوذ الحزبان الحاكمان الإسلاميان
في تونس و مصر في أيدي خصومهم من اليمين الليبرالي "الحداثي" و اليسار
الانتهازي المواليان لأوروبا، ثم قالت أمريكا إلى حزب حركة النهضة بتونس و حزب
الحرية و العدالة بمصر: هيّا أحكما و أعطنا بسرعة نتائج تبرّر لمنتخبينا الأمريكيين
تحالفنا معكم و إلا سوف نلغى من طرف واحد التحالف الثنائي الذي أقمناه معكم أو
بالأحرى أهديناه لكم، و أنتم تعرفون أن أمريكا ليست من الغباء أن تضع كل بيضها في
سلة واحدة، وضعنا عندكم البعض و وضعنا البعض الآخر علنا و ليس سرا عند خصومكم
الليبراليين و من أبرز رموزهم شفيق في مصر و السبسي في تونس!
-
النقطة الرابعة و الأخيرة و المهمة:
لسائل
أن يسأل: لماذا تتحالف أمريكا مع الإسلاميين العرب الضعفاء؟ لأنها واثقة من ولائهم
و قد جرّبتهم في السعودية و الخليج و لأن الإخوان و الأمريكان إخوان في الإيمان
بالرأسمالية المتوحشة و نحن نعرف أن أمريكا تهتم فقط ككل نظام رأسمالي بالربح و
الربح فقط و لا يعنيها الجانب الاجتماعي أو الفكري أو العلمي أو الثقافي أو الديني
في البلدان العربية الإسلامية.
خيال
علمي كشكاري: و أظن أنني سمعت يوما همسا هاتفا من رئيس أمريكا إلى ملك السعودية،
يقول له فيه: ابن جوامعك و علّ صوامعك حيث ما شئت، في مكة أو باريس أو لندن، اجلد
رعاياك كما شئت في الساحات العامة أو في الزنازين، افرض نقابك على نساءك و نساء
المسلمين في اليمن و الصين، أنت حر حر ما دام خراج نفطك و غازك و ثرواتك المنجمية
من ذهب و حديد و نحاس يذهب يوميا إلى خزائني في الولايات المتحدة الأمريكية!
الخاتمة:
شبه جواب على السؤال المطروح في عنوان المقال:
لو
عرفتُ أنا، محمد كشكار، ماذا تنتوي أمريكا أن تفعل بالعرب و المسلمين و الناس
أجمعين، لَمَا استحقت أمريكا لقب أكبر دولة امبريالية في العالم!
إضافة
إلى المقال بعد نشره
إضافة معلومة جديدة أو
تحيين لمعلومة وردت في المقال: المعتمد التجمعي الذي تكلمت عنه في المقال، أقيل أخيرا و
عُوِّضَ بمعتمدة امرأة متحجبة، يُقال إنها من التكتّل و الله أعلم.
إمضاء
م. ع. د. م. ك.
على
كل مقال سيء، نرد بمقال جيد، لا بالعنف اللفظي أو المادي أو الرمزي.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire