ما أسهل أن نقلد لباس السلف الصالح و ما أصعب أن ننهج
طريقهم في التقوى و العلم و العمل. مواطن العالَم د. محمد كشكار
مقدمة منهجية
هذه شهادة فيلسوف سوري، مطاع الصفدي، في الصحوة الإسلامية :
" في الحقيقة إن ما يسمّى بالصحوة الإسلامية، إنما هي عبارة عن رِدّة نحو
الشعائرية الدينية و ليست نحو الإسلام الحقيقي، و هذا ما فصّلته في بحث كان عنوانه
"الميراث و التراث". فلو أننا صحونا حقا لكُنّا عدنا و لا نقول عُدنا بل
استحضرنا الجهاز النفسي و العقلي و التاريخي الذي أنتج الإسلام ذات مرة في
أعماق التاريخ لينتج لنا اليوم ما يناظره.
هذا الإسلام من حيث كونه يردّ على مطالب العصر الحقيقة و تحدّياته في زمانها. فنحن نستحضر للأسف ميراثا شعائريا و لكننا
لا نتمكن من اكتشاف الروح التي خلقت ذلك الإسلام.
إننا نقلّد المنتَج أو المنتوج و لكننا نفقد آلة الإنتاج
بالذات. فما أسهل أن نرتدي عباءة أجدادنا و ما أصعب أن تكون لنا رؤوسهم.
ثم إن هذه الحركات الدينية هي "حركات تصحير" تريد أن تعود بنا إلى
الصحراء، و هي تعبير عن السكونية المعاصرة، بسببها لا يمكننا أن نخرج من دائرة
المثالية الكانطية.
اجتهاد مواطن العالَم د. محمد كشكار في هذا الموضوع
-
يوم أن نبني مدارس
ومسارح و متاحف و مكتبات عمومية في القرى و المدن التونسية مثل ما نبني الجوامع،
نكون قد وضعنا أول خطوة في الطريق الصحيح إلى بلوغ النهضة العربية الإسلامية
الإنسانية الكونية.
-
تُبنى الجوامع بأموال
التبرعات من أجل خدمة الكبار و تُبنى المدارس بأموال دافعى الضرائب من أجل خدمة
الصغار الأبرياء. أيهما أَوْلَى يا ترى بالتبرعات السخية، الكبار أم الصغار؟
-
لماذا لا نعتني بنظافة
المدارس الابتدائية مثل ما نعتني بنظافة جوامعنا، خاصة و أن أولادنا هم أحوج منا
إلى مثل هذه الخدمة و ذلك لعجز الصغار عن القيام بمهمة النظافة بأنفسهم؟ أليس من
الواجب أن يُؤْثِرَ الأب ابنه و يفضّله و يسبّقه على نفسه في كل مصلحة؟
-
لماذا لا نحب و نحترم
العلم و التعليم في الصغر و هو كالنقش على الحجر مثل ما نقدس شعائرنا الدينية،
خاصة و نحن ندّعي أننا "أمة اقرأ" و "أمة فكّر" و "أمة
اعمل". لماذا أصبحنا في الواقع - للأسف الشديد - أقل أمة بين الأمم في
القراءة و التفكير و العمل. يبدو لي أن هذه الخصال الثلاث الأخيرات هي بمثابة شروط
علمية ضرورية لأداء فرائض الإسلام الخمس: الشهادتان و الصلاة و الصوم و الزكاة و
الحج إلى مَن استطاع إليه سبيلا.
-
لماذا لم نستحضر عقول
السلف الصالح و منهجيتهم في حل مشاكلهم المعاصرة لزمانهم و نوظفها نحن لحل مشاكل
زماننا التي لم يعيشوها هم و لم يدرسوها و لم يستنبطوا لها حلولا، لا عامة و لا
خاصة، لأن الفكر متغير و متطور أما النص المقدس فهو ثابت ثبوت ثوابتنا التي نعتز و
نفتخر بها، أما لباسهم المحترم في عصره فلم يعد يلائمنا في عصرنا.
-
لماذا لا يُقْبِلُ مُصَلُّونَا
على المسارح و المتاحف و المكتبات العمومية كما يتوافدون أفواجا أفواجا خمس مرات في
اليوم على الجوامع مع العلم أن العلم و العمل يُعتبران عبادة، عبادة لا تقل شأنا
عن التقوى بل هي التقوى نفسها.
-
لماذا لم تنهانا صلاتنا
عن الفحشاء و المنكر و لو نهتنا فعلا لكُنَّا بحق خير أمة أخرجت للناس نأمر
بالمعروف و ننهى عن المنكر.
الإمضاء
لا أقصد فرض رأيي عليكم
بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى و
على كل مقال سيء نرد بمقال جيد، لا بالعنف المادي أو اللفظي أو الرمزي.
الكتابة
بالنسبة لي، هي مَلْءُ فراغ، لا أكثر و لا أقل، و هواية أمارسها و أستمتع بها،
متعة ذهنية لا يمكن أن تتخيلوها.
تحية دائمة و متجددة لزملائي المربين: في ألمانيا المعلمون أعلى دخلاً في البلد، وعندما
طالب القضاة والأطباء والمهندسون بالمساواة ؛ ردت عليهم ميركل: كيف أساويكم بمن
علّموكم؟
قال ويليام بلوم: لو كان
الحب أعمى فـالوطنية الشوفينية الضيقة الإقصائية و المتعصبة فاقدة للحواس الخمس.
تاريخ أول نشر على مدونتي
و صفحاتي الفيسبوكية
الثلاث: حمام الشط في 20 مارس 2013.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire