mardi 23 juillet 2013

أودّ من جمعية "الأمر يالمعروف و النهي عن المنكر" التونسية أن تبلّغ الرسائل التالية، لو استطاعت إلى ذلك سبيلا؟ مواطن العالَم د. محمد كشكار

أودّ من جمعية "الأمر يالمعروف و النهي عن المنكر" التونسية أن تبلّغ الرسائل التالية، لو استطاعت إلى ذلك سبيلا؟ مواطن العالَم د. محمد كشكار

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 26 سبتمبر 2012.

أودّ أن تتصل برئيس الجمهورية و بالوزراء و بنواب المجلس الوطني التأسيسي و تبلّغهم عن لساني ما يلي:
1.     إلى فخامة رئيس الجمهورية، المثقف الحقوقي و الدكتور المحترم منصف المرزوقي:
بصفتك قائدا للجيش الوطني التونسي، لماذا لم تحافظ يا سيدي على حدود بلدنا الصغير و أنت المؤهل شرعيا لاحتكار العنف و لماذا لم تمنع بقوة السلاح و القانون تهريب غذائنا و دوائنا؟

أولا، لقد افتقدت أنا شخصيا دواءً مهما في حياتي اسمه "أتاراكس" على شكل أقراص قابلة للانشطار، دواءٌ ضد الحساسية الجلدية و الاكتئاب، دواءٌ رافقني و ساعدني على مدى سنوات، نصف قرص منه ينسيني مرضي الخفيف المزمن لمدة يوم أو يومين أو أكثر، دواء بسيط غير حياتي لكنه أساسي بالنسبة لي شخصيا، دواء  لم أعد أعثر عليه في الصيدليات التونسية (إضافة: الحمد لله، لقد توفر هذا الدواء أخيرا في السوق التونسية).

ثانيا، لماذا لم تحاول منع تصدير أو تهريب المواد الغذائية التي نحن في أشد الحاجة إليها أكثر من حاجتنا إلى العملة الصعبة، تهريب و تصدير غير مستوفيين للشروط القانونية، الإثنان تحالفا ضدي أنا شخصيا و جعلا عيشتي ضنكه، الإثنان تآمرا ضدي أنا شخصيا و خفضا إلى النصف تقريبا مقدرتي الشرائية، الإثنان ضاعفا سعر الحمص و العدس و اللوبيا و الطماطم و الفلفل و البصل و الثوم و الزيت و البيض و اللحم و السمك و الدجاج، و لأول مرة في حياتي أحس بنار الأسعار تلسعني في العظام فتذكرت بيت المتنبي الذي قاله في حُمّاه الفيزيولوجية
"بذلت لها المطارف و الحشايا....... فعافتها و باتت في عظامي".
و قلت أنا في سعير أسعار حُمّاي و هو أشد فتكا من حرارة حمّى المتنبي و حاولت أن أنسج على منواله بيتا أقول فيه:
"انقطعتُ لأجلها عن السجائرَ و الغِلالَ .... فلم يكفها تقشفي و مست قوت العيال". (إضافة: لقد انخفضت قليلا و أخيرا بعض أسعار الخضر و الغلال في السوق التونسية).

2.     إلى السيدة محرزية، نائبة رئيس المجلس الوطني التأسيسي:
لم أفهم حتى الآن لماذا خرجتِ علينا في الشبكة العنكبوتية و أنت تشرحين لنا - نحن فقراء تونس الجدد (مرتب وحيد تحت الألف دينار تونسي أو دون مرتب) نتيجة سياستك أنت و حزبك و الحزب الذي سبقكم و بقايا فلوله و أزلامه - و تفسرين لنا بالتفصيل الممل وضعيتك المادية و أنك تتقاضين شهريا ما يقارب العشرة آلاف دينار تونسي ؟ و أنا أشاهدك و أسمعك و أتعجب من حزب حركة النهضة كيف يسمح ببث دعاية لا تخدمه؟
استوحيت بيتا على وزن بيت جعفر ماجد و قلت:
"إلى حد الملايين.... مرتبًا تَعُدّينَا.... بربك أي شعب تخاطبينَا".

3.     إلى نواب المجلس الوطني التأسيسي المتغيبين و إلى زملائهم النوّامين:
لقد انتخبكم الشعب لتكتبوا الدستور، و الدستور لا يكتب بالغياب أو بالنوم بل يكتب بالحضور و التيقظ،  و حرام عليكم أكل مال اليتامى دون تقديم مقابل، و لو هزيل لهم (اليتيم هو فاقد السند و كل مواطن تونسي هو مواطن فاقد السند، انتخبكم لتمثلوه و تريحوه و تسندوه، فتغيبتم أو نمتم داخل قبة البرلمان المقدسة، و خنتم الأمانة و لم تسندوه في أحلك ظروف معيشته اليومية: قطع عمل و قطع أرزاق و قطع طرقات و قطع كهرباء و قطع ماء و قطع حياة حرقا في الماء).

4.     إلى وزراء حكومة الترويكا التونسية الحالية:
إذا كنتم حقا تخافون ربي كما تدّعون فخافوا على مصالح عباده التونسيين (الخوف من ربي لا يمكن أن نراه أو نراقبه أو نقيسه أما الخوف من العبد الفقير فنستطيع أن نراه و نراقبه و به نقيس الخوف من الخالق)، و تخلوا عن مرتباتكم الوزارية و اكتفوا بمرتباتكم العادية عندما كنتم موظفين سامين في الدولة التونسية، و افعلوا كما فعل وزير التربية السابق السيد الطيب البكوش، الشخص المستقيم في حزب حركة نداء تونس (بالمناسبة و بكل تقدير و احترام، أسأل السيد الطيب البكوش: كيف ترضى لنفسك أن تستظل بمظلة السبسي المتهرئة النفوذة و مظلتك النقابية اليسارية قادرة على الصمود في وجه الأحوال الجوية مهما عتيت؟): لم يتقاض البكوش مرتبا مقابل القيام بمهمة وزير و اكتفى بجراية تقاعده كأستاذ جامعي سابق. أو إذا كابرتم و لم تقلدوا ما فعله مثقف النقابيين اليساريين التونسيين فافعلوا ما فعله وزراء السويد أو أحد البلدان الأسكندنافية و تخلوا عن سياراتكم الوظيفية الخاصة و سكنكم الوظيفي الخاص و ادفعوا من جيوبكم ثمن وجباتكم اليومية في مطاعم وزاراتكم.

5.     خلاصة القول
سأل عمر بن الخطاب عمر بن العاص عندما ولاّه مصر: "إذا جاءك سارق، ماذا تفعل به؟ فقال عمر بن العاص: أقطع يده. فقال عمر بن الخطاب: و أنا إن جاءني جائع من مصر، قطعت يدك". فأين نحن من عدل عمر؟
و العبرة لمن يعتبر و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر يبدأ - حسب رأيي - بكبار القوم قبل صغارهم، لأن معروف الكبار يعم الصغار و منكر الكبار يضر الصغار، أما الصغار فمعروفهم محدود و منكرهم محدود، و إن أضرّوا بأنفسهم فعند ربهم يُحاسَبون، و لأن الله - حسب ما تعلمت في الإسلام - يسامح في حقه و لا يسامح في حق عباده.

البصمة الفكرية م. ع. د. م. ك:
لست مثقف الشعب و لا مثقف السلطة، أنا رئيس جمهوريتي و سيّد نفسي.
بكل شفافية، أعتبر نفسي ذاتا حرة مستقلّة مفكرة  و بالأساس مُنتقِدة، أمارس قناعاتي الفكرية بصورة مركبة، مرنة، منفتحة، متسامحة، عابرة لحواجز الحضارات و الدين و العرق و الجنس و الجنسية و الوطنية و القومية و  الحدود الجغرافية أو الأحزاب و الأيديولوجيات.
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى، و على كل مقال سيء نرد بمقال جيد، لا بالعنف المادي أو اللفظي أو الرمزي.

Mes trois principales devises dans la vie, du moins pour le moment 

1.                                                                                                               أؤمن إيمانا جازما بأن "القناعة كنزٌ لا يفنَى".

2.                                                                                                               Mohamed Kochkar : faire avec les conceptions non scientifiques (ou représentations) pour aller contre ces mêmes conceptions et en même temps auto-socio-construire à leur place des conceptions scientifiques

3.                                                                                                               J. P. Sartre : Les idéologies sont liberté quand elles se font, oppression quand elles sont faites

طلب اعتذار لا يُلزِم إلا محمد كشكار! مواطن العالَم د. محمد كشكار
هذا طلب اعتذار لا يُلزِم أحدا غير محمد كشكار، فرجاءً لا تجزعوا و لا تحزنوا أيها "الأخيار" العنصريون المتعصبون و المتشددون "الأبرار" و دعوا كشكار يكفّر عن ذنبه و يعتذر لنفسه من نفسه، بينه و بين نفسه، دون وصاية فكرية أو أدبية من أحد، لا من اليمين و لا من اليسار،  و أتوسل إلى مَلَكَةِ الإدراك في نفوسكم أن تتمعّنوا جيدا في إمضائي المتكرر الذي أنهي به دوما جميع  مقالاتي " لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة و البراهين، بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى، و على كل مقال سيء نرد بمقال جيد، لا بالعنف المادي أو اللفظي أو الرمزي"، و من فضلكم اقرؤوا و عوا و إذا وعيتم فاستدركوا قبل أن تحكموا: أنا تعلّمي، جامعي التكوين، يعني بالعربية الفصحى صيادٌ هاوِ للمفاهيم و التصورات و التمثلات غير العلمية حيث ما وُلدت و حيث ما انتشرت كالسرطان في جسمنا العربي - الإسلامي. و من ميزات الصياد الماهر، الاقتراب من فريسته و هو متماه مع محيطها البيئي دون أن يواجهها، و ذلك ليس خوفا منها أو اتقاءً لشرّها، بل حتى لا يفزعها في مخبئها فتنفر و تنجو من قبضته العلمية و هي قوية سليمة لكنها مذعورة خائفة شاردة حذرة، فيتعذر عليَّ و على غيري من النقاد الهواة اصطيادها مرة أخرى.

ككائن بشري (أعتذر لكل الكائنات الحية من حيوان و شجر عما فعله فيهم أبناء فصيلتي من البشر من تدمير لمجالهم الحيوي، مما انجر عنه انقراض سلالات نادرة منها و نتج عنه انخرام في التوازن البيئي الطبيعي، انخرام وصل ضرره إلى جوف الأرض و وديانها و جبالها و جوها بحرها)، جنس ذكر (أعتذر لكل نساء العالَم مما فعلته بهن الذكورية العنصرية)، أستاذ ثانوي (أعتذر لكل تلامذة العالَم مما فعله بهم زملائي الذين لا يفهمون أن تلامذتهم لا يفهمون)، مسالم على طريقة غاندي (أعتذر لكل ضحايا عنف الدول المستعمِرة و كل ضحايا العنف الثوري باسم المقاومة المسلحة من أجل الدفاع عن قضايا إنسانية عادلة. و بالمناسبة، أتساءل هنا: هل يوجد أصلا فرقٌ أو فصلٌ بين العنف الثوري و العنف الرجعي؟ و بأي حجة منطقية يجوز لنا تفضيل الأول على الثاني؟ و كيف نفرّق إنسانيا بين الضحايا المدنيين الأبرياء الذين قضوا ظلما تحت إرهاب الأول أو إرهاب الثاني؟ العنف - حسب رأيي - رجعي أو لا يكون! و ذلك لسبب بسيط لأنه يُرجِع الإنسانية إلى الحيوانية حيث يسيطر العنف الفطري الضروري لديمومة النوع)، مواطن العالَم (أعتذر لكل المواطنين في العالَم غير الغربي على ما فعله و يفعله بهم حتى الآن، إخوانهم في الإنسانية من بعض المواطنين المتنفذين في العالَم الغربي)، ديمقراطي (أعتذر لكل الشعوب على ما فعلته بهم الأنظمة الديكتاتورية اليمينية و اليسارية)، مسلم (أعتذر لكل المواطنين غير المسلمين على ما فعله بهم بعض أجدادي من القادة العسكريين أو الدعاة المسلمين العنصريين المتعصبين)، عربي (أعتذر لكل المواطنين غير العرب على ما فعله بهم بعض أجدادي العنصريين العرب و أخص بالذكر الضحايا المدنيين الأبرياء  من السكان الأصليين في شمال إفريقيا و المغرب الأمازيغي - العربي، الأمازيغ أو "الرجال الأحرار" أو "الرجال شديدي البياض" الذين استضافونا على أرضهم مُكرهين أو عن طيب خاطر ثم أسلموا فأصبحوا للأسف الشديد أقلية عرقية لغوية مهضومة الحقوق في وطنهم الأم)، تونسي (أعتذر لكل المواطنين التونسيين على ما فعله بهم الاستعمار الفرنسي و من بعده نظام بورقيبة و نظام بن علي طيلة سنوات الجمر الخمسة و خمسين)، "أبيض- أسود" البشرة (أعتذر لكل المواطنين السود في  العالَم  علىِ ما فعله بعض أجدادي البيض ببعض أجدادي السود)، يساري غير ماركسي (أعتذر لكل المواطنين غير اليساريين و لليساريين غير الماركسيين في  العالَم  علىِ ما فعله بهم كل الحكام الديكتاتوريين الماركسيين اللينينيين الستالينيين و الماويين)، غير منتم لأي حزب أو أي أيديولوجيا ( أعتذر لكل المواطنين غير المنتمين حزبيا أو أيديولوجيا في العالَم عن كل خطأ ارتكبته في حقهم الأيديولوجيات و الأحزاب الحاكمة و المعارضة)، معجب بالأنظمة الأسكندنافية الحالية التي استفادت أحسن استفادة من مكتسبات الرأسمالية و مكتسبات الاشتراكية (أعتذر لكل الشعوب التي تحكمها أنظمة رأسمالية متوحشة أو تحكمها أنظمة اشتراكية ديكتاتورية)، مثقف غير محترف (أعتذر لكل إنسان في العالَم فكّر المثقف المحترف مكانه، و أطمح إلى يوم ينقرض فيه المثقفون المحترفون من العالَم، فيصبح كل إنسان حر في تفكيره دون وصاية من أحد إلا من ضميره).





Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire