يبدو لي أن المدرّسين لا يستفيدون
معرفيًّا من الاجتماعات البيداغوجية مع المتفقد في مراكز التكوين الجهوية (CREFOC). لماذا ؟
لأن المتفقد عادةً ما يحاضر في كل
الاختصاصات (البيداغوجيا، الديداكتيك، الإبستمولوجيا، تاريخ العلوم، المنهجية، علم
نفس الطفل، علم التقييم، علوم التواصل، إلخ) وهو في الواقع ليس مختصًّا في أي علمٍ
من هذه العلوم. ما ضرَّ لو استدعى في كل حصة قمةً من القِمم الجامعية وترك لها
مهمة تكوين المكونين، واحترم نفسَه واكتفى بمهة التنسيق، وعاش مَن عَرَفَ قدرَه
ووقفَ عندَه.
المتفقدون البيداغوجيون
ليسوا منظرين في علوم التربية. هم (des techniciens) وليس لهم أي شهادة في
الاختصاص إلا بعض الاستثناءات.
صديقي بلـﭬاسم عمامي،
متفقّد ديداكتيكي، قال في مجلة المرصد، العدد الأول، 2018:
-
قلة من
المتفقدين يأتون محمّلين للتفقّد بـ"مشروع" تربوي أو إنساني لفلسفة
التربية ولأدوار المدرسة في الرقيّ بالمجتمع.
-
لا يزال في
تصور الإدارة أن دور التفقد البيداغوجي هو "ضبط" جمهور المدرّسين بما
يعطيه له القانون من صلاحيات تتوجه أساسا للجانب الردعي.
-
المدرس عادةً
ما يرى في المتفقد "مفتشا وعينا رقيبة عليه" لذلك يعيش حالتين متناقضتين في تعامله مع
"موعد الزيارة.
-
سؤال:
"ما الذي دفعك إلى سلك التفقد ؟" جواب: "الخروج من القسم، قيمة
اعتبارية، مسؤولية، حرية في العمل، التخلص من غطرسة المتفقدين، ممارسة
السلطة".
-
التفقد
البيداغوجي خطة تم التخلي عنها في الأنظمة التربوية السيادية في دول راهنت على
الثروة البشرية (مثل فنلندا).
-
سوف يتخذ
المتفقد أدوارا جديدة تحرره من "واجب الرقابة والتقييم" ليحتل فضاءات
أكثر جدوى من خلال التجديد والتكوين والبحوث والإسناد.
وأنا أقول:
أتمني أن يُحذف سلك التفقد البيداغوجي تدريجيا، ويُعوَّض
بزيارات متبادلة بين مدرّسين وباحثين في علوم التربية: تَفاعُل بين التنظير
والتطبيق. المفارقة أن لي بينهم أصدقاء وكم تمنيت في شبابي أن أكون متفقدا لكن هذا
لا يمنعني من نقد وظيفتهح والقول بأن عاما واحدا من التكوين النظري غيرُ كافٍ في
عدّة اختصاصات تربوية في المركز الدولي لتكوين
المكونين والتجديد البيداغوجي في قرطاج (CIFFIP ).
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire