jeudi 9 février 2023

خلل\حل عدد 34: واجب تدريس التربية الجنسية للوقاية من الأمراض الجنسية

 

 

هي مادة-تَقاطُع اختصاصات متعددة (Une discipline-carrefour): بيولوجيا، طب-وقائي، علم اجتماع، أنتروبولوجيا، علم نفس الطفل، قانون، فقه، إلخ.

سأكتفي بعرض تجربتي البيداغوجية المتواضعة في هذا المجال كأستاذ سابق في علوم الحياة والأرض طيلة 38 سنة (1974-2012). درّستُها بالعربية لتلامذة التاسعة أساسي وبالفرنسية لتلامذة الثالثة ثانوي سابقًا (أي في فترة المراهقة، سن 15). نعم درّستُها في الجمهورية التونسية منذ 1974 .

ماذا كنتُ أدرّس بالضبط ؟

كنتُ أدرّس:

1. تركيبة الجهاز التناسلي الذكري والأنثوي ووظائف أعضائه بالتفصيل والاستعانة بقالب بلاستيك مجسّم لكل الأعضاء التناسلية الذكرية والأنثوية. مجسّمٌ قابلٌ للتفكيك والتركيب من قِبل التلامذة في حصص الأشغال التطبيقية.

2. الأمراض والإصابات المنقولة جنسيًّا (MST & IST مثل السيدا والتهاب الكبد "نوع ب"، وكيفية الوقاية منها.

3. كيفية استعمال وسائل منع الحمل: كنتُ أطلب من تلامذتي جلبَها من أقرب مركز للتنظيم العائلي.

هذا المحور كان يشدّ التلامذة شدًّا، وكنتُ أدرّسه بكل مِهَنِيةٍ وجديةٍ وبكل صرامةٍ وأمانة علميّتَين، وكنتُ أقول لتلامذتي: "لا حياءَ في العلم كما لا حياءَ في الدين".

من حسن حظي المِهَنِي أن تدريسَ هذا المحور بالذات لم يتسبب لي في أي مشكل خلال مسيرتي المهنية التي دامت 38 سنة بالتمام والكمال، لا مع التلامذة ولا مع أولياء أمورهم ولا مع الإدارة، وكنتُ أرى في تدريسه مصلحة كبيرة وفائدة مباشرة للتلميذ كفرد وللمجتمع لبناء علاقات سليمة بين الأفراد، وأرى أيضًا في تدريسِ هذا المحور الجذّاب لاهتمام التلامذة، كل التلامذة دون تصنيفٍ سخيفٍ، أرى فيه تَجْسِيرًا بين العلم والحياة، فالعلم -هنا- خرج من دائرته الضيقة، المخابر والجامعات، خرج إلى أفقٍ أرحبَ بكثيرٍ، ألا وهو أفقُ الحياة. في برنامج هذا المحور، لا توجد أي إشارة لتناول موضوع التحرّش الجنسي ولا الوقاية منه.


 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire