في تعليم العالم
أجمع، لكي تصبح تلميذا متميزا يجب أن تتعلم الانتهازية منذ الصغر أي أن تعمل من
أجل تحصيل الأعداد لا تحصيل المعرفة.
"لتقييم
ورقة الامتحان نوظف معايير متعددة (لغة + منطق + أسلوب + حفظ + فهم + إلخ). جملة
من المعايير يستحيل اختزالها في عدد محدد" "نذهبُ إلى المدرسة لملاقاة الآخر وتبادلِ
الخِبرات لكي نكونَ أفضل مما كنا عليه لا لنفوزَ على الآخر ونكون أفضل منه" (Albert Jacquard).
من سلبيات التقييم الجزائي السائد
حاليا في تعليمنا، وخاصة الأعداد الضعيفة: يُطفِئ شعلة الاعتزاز بالنفس عند
التلميذ وقد يُفقِده ثقتَه بنفسه ويُشعِره بأنه لا يُقيَّم حول معارفه فقط، بل
يُشعره بأن شخصه في الميزان أيضا ويشجع التلامذة ضمنيا على التنافس المحموم على
الأعداد عوض التنافس المحمود على تحصيل المعرفة.
البديل المستقبلي للتقييم
الجزائي هو التقييم التكويني: كل تلميذ له الحق أن لا يُقيَّم إلا إذا طَلَبَ بنفسه
أن يُقيم عندما يشعر أنه حاضر للتقييم حول محور من محاور البرنامج. التقييم
التكويني الذي أدعو إليه يتميز عن الجزائي بتشريك
التلامذة في تقييم أعمالهم بأنفسهم في جو من المرح.
يبدو لي أن بيداغوجيا تدريب التلميذ في القسم على
التعلم الذاتي والتقييم الذاتي تحقق نتائج أفضل من البيداغوجيا المعتمدة عندنا على
التقييم الجزائي. وزارة التربية لا تهتم بالتلاميذ الذين تعترضهم صعوبات
وهم الأكثرية، بل تنظم لهم امتحانات للتخلص منهم، ظاهرها شرعي وباطنها انتقائي ! المدرسون (ابتدائي، ثانوي وعالٍ) لم يتلقوا
أي تكوين أكاديميّ في علم التقييم قبل مباشرة التدريس ما عدى بعض التربصات التي لا
تغني ولا تسمن.
هل
يجوز للمدرّسين تقييم تلامذتهم المباشرين ؟
يبدو
لي أنه من الأسلم أن تُسند المهمة إلى لجنة محايدة.
أطالب بتجريد الأستاذ من مهمة التقييم الجزائي لتلامذته
(الأعداد) ونوكل المهمة إلى لجنة امتحانات مستقلة (مثل لجان السيزيام والنوفيام
والباكلوري) حتى نقترب أكثر من الموضوعية.
«L’effet de halo» (André Giordan):
هو محموعة التأثيرات الجانبية على عملية إسناد
الأعداد: مظهر التلميذ، هندامه، سيرته، خطه، انتماؤه الاجتماعي والطبقي.
في فنلندا، أفضل نظام تربوي في أوروبا، تخلوا تماما عن تقييم تلميذ
الابتدائي جزائيا (الأعداد).
تحت ضغط المجتمع والزملاء ودون أن يشعر يحرص المدرس
عادة على إسناد 3 أصناف من الأعداد (عالية ومتوسطة وضعيفة) حتى يؤكد مصداقيته !
في فنلندا يدخل التلميذ قاعة الامتحان، يقرأ
الأسئلة وإذا لم يكن جاهزا لإجراء الامتحان، يعيَّن له موعد لاحق في ظروف أفضل دون
مساءلته.
علينا الاستفادة من
الأنظمة التربوية الناجحة في العالم مثل فنلندا وسنغفورة وكوريا الجنوبية، دون
الوقوع في تقليد أسوئها في الغرب، فرنسا..
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire