dimanche 5 février 2023

خلل\حل عدد 30: إن الله لا يغيّر ما بمخكم حتى تغيروه بأنفسكم ! (محاكاة بلاغية وليس قرآنًا). ترجمة وتأثيث المؤلف محمد كشكار (أطروحتي في 2007، كانت حول هذا الموضوع بالضبط)

 

 

يولدُ الرضيع بِـمخٍّ صغيرٍ لا يزن إلا 10% (140غ) من الوزن النهائي للمخ عند البلوغ (1400غ عند 15عامًا أو أكثر)، ثم ينضج بِبطءٍ وعلى مهلٍ (la maturation du cerveau)، أما القرد، ويا للمفارقة، فمخه ينضج بسرعةٍ أكبر لأنه يولدُ بمخ متوسط يزن 50% من الوزن النهائي لمخه عند البلوغ.

كيف ينضج المخ البشري؟

توجد في المخ خلايا غير عصبية جنب العصبية، خلايا تُسمّى الخلايا الدبقية (les cellules gliales)، خلايا تمثل 90% من العدد الجملي لخلايا المخ (عصبية وغير عصبية) وتمثل تقريبًا 50% من حجمه. خلايا تغذي الخلايا العصبية المخية (les neurones)، تحضنها، تدعمها، تحميها وتصنع مادة اسمها المِيالِين (la myéline). المِيالِين هي نوعٌ من عازلٍ كهربائي يغلّف الامتداد المحوري للعصب (l’axone) ويزيد في سرعة نقل المعلومة (l’influx nerveux) بين منطقتين متباعدتين في الجهاز العصبي.

لا تكتمل عملية نضوج المخ البشري قبل نهاية سن المراهقة، وقد تتواصل حتى بعد هذا العمر لأن عملية التغليف بالمِييالِين لا تنتهي إلا في سنّ الثلاثين.

ينضج المخ على مهلٍ ويتعلم من التجربة والتفاعل مع المحيط (Interaction avec l’environnement)، فتتغير تركيبته المجهرية مورفولوجيًّا دون تغيير في شكله الخارجي ويكتسب وظائف فيزيولوجية حسب تجربته. المخ إذن هو عضوٌ لَدِنٌ وليس عضوًا جامدًا (plastique, non figé)، وكل معلومة مكتسبة تترك بصمة بيولوجية في تركبيته، بصمة تتمثل في إحداث وصلات عصبية جديدة بين خلاياه العصبية (un total de un million de milliards de synapses).

يَكتسب الإنسان النظر والسمع قبل أن يتعلم المشي، يتعلم الوظائف الحسية (la vision) والحركية (la marche) قبل تعلم الوظائف الذهنية (la langue, l’intelligence, la logique, les mathématiques, la religion, la politique, le dialogue, bref la culture).

 

ملخص أو تعريف مفهوم "التخلّق" أو "المكتسب ما بعد الوراثي" (l’épigenèse): نستطيع أن نؤكد أنه من المستحيل الفصل بين العوامل المتوارَثة عبر التكاثر الجنسي المُثرِي للنوع البشري (l’innée : 25 à 30 mille gènes) والعوامل المكتسبة (l’acquis : l’environnement, les choses, l’art, la culture, l’apprentissage, les autres, l’école, etc). عوامل مكتسَبة بالتدريب والتجربة والخطأ والتفاعل الحِينِي والمستمرّ مع البيئة والمحيط الاجتماعي (le débat entre l’innée d’un coté et l’acquis de l’autre est un débat dépassé, c’est l’ère de l’interaction entre nos gènes et notre environnement cellulaire, matériel et social).

مثال: لو أخذنا خلية عصبية مخية وخلية عضلية، فالاثنتان من أصل واحد (la cellule œuf ou la cellule mère formée par un ovule et un spermatozoïde) ويحملان نفس الجينات، عددًا وشكلاً ومضمونًا، لكنهما تختلفان في وظائفهما حسب تموقعهما في الجسم وحسب محيطهما الخلوي.

خاتمة مواطن العالَم: حَبَانَا الله بمخٍّ لَدِنٍ كالصلصال، مخٍّ قابلٍ للتشكلِ وإعادةِ التشكلِ بواسطة التدريب والتعليم والتجربة والخطأ والاستفادة المتاحة من محيطنا المادي والاجتماعي. فرصة ذهبية لا تُعوّض من أجل رفع قدراتنا البدنية والذهنية، فرصة جميلة علينا استغلالها على أكمل وجه وعلينا عدم إهمالها حتي لا نصبح على ما اقترفنا في حق مخنا نادمين حيث لا ينفع الندم.

أختم بالاستلهام التالي المستوحَى من الآية الكريمة "إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ (الرعد:11)، وأقولُ: لا يغيّر الله ما بمخكم حتى تغيروه بأنفسكم !

 

Référence:

-      Alain Prochiantz (Professeur au collège de France), Singe toi-même, Paris, Ed. Odile Jacob, mai 2019, 331 pages, 23,90 euros.

-      Mon premier livre : Enseigner des valeurs ou des connaissances? L’épigenèse cérébrale ou le "tout génétique"? Édition électronique, Presses Universitaires Européennes. (PUE), 2010.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire