dimanche 12 février 2023

خلل\حل عدد 37: واجب تدريس الترجمة كمادة مستقلة مع أستاذ مختص

 

 

عندما أصرّ على الترجمة والنشر بالعربية فأنا أدافع بصفة غير مباشرة على حق كل لغات العالم في التواجد ضد هيمنة لغة واحدة.

حسب تجربتي الخاصة في ترجمة مقالات جريدة "لوموند ديبلوماتيك" ونشرها في حسابي الفيسبوكي في العشرية الأخيرة (2012-2022)، تبيّن لي أنها حسّنت في أدائي باللغتَين. وجب إذن تدريس الترجمة كمادة مستقلة من قِبل أستاذ مختص.

لتكن عروبيا أكثر، عليك أن تتعلم لغة أوروبية حديثة كالألمانية أو الفرنسية أو الإنـﭬليزية!  

أقدم فقرة معبِّرة من كتاب "الإسلام و الانغلاق اللاهوتي"، هاشم صالح، دار الطليعة، بيروت، الطبعة الأولى 2010، 376 صفحة. صفحة 28، هامشة 1:

"لا توجد في اللغة العربية مراجع كافية لكي تفهم التراث العربي الإسلامي بطريقة علمية وتاريخية جادة ومسؤولة. أكاد أقول بأن المثقف الذي لا يتقن إلا اللغة العربية أصبح شبه أمي الآن!  يؤسفني أن أقول هذا الكلام ويحز في نفسي. ولكن هذه هي الحقيقة. الكتب الاستشراقية الكبرى التي تسلط أضواء المنهج التاريخي على تراث الإسلام موجودة في اللغات الأوروبية الحديثة كالألمانية والفرنسية والإنـﭬليزية وليس في اللغة العربية. إنها ممنوعة في العربية حتى الآن في قسم كبير منها على الأقل. أحيانا أقول بيني وبين نفسي: لو لم أخرج إلى الغرب وأعش تجربة أوروبا لكنت قد عشت ومت من دون أن أفهم  شيئا.. كنت قد مررت في هذا العالم مرور الكرام.. كان قد فاتني كل شيء تقريبا.. أكبر جريمة تُرتكب الآن في حق  الثقافة العربية والأجيال العربية الراهنة والمقبلة هي عدم وجود مركز قومي عربي للترجمة  الشاملة، أي لنَقْلِ كل فتوحات العلم والفلسفة إلى لغتنا العربية. ما معنى أن تعيش وتموت من دون أن تستمتع بأنوار العلم والفلسفة ؟ ولا أستثني من ذلك بالطبع فلسفة الدين بل أضعها في المقدمة. فدين بدون فلسفة يؤدي غالبا إلى الانغلاق، فالظلامية عمياء.. وهنا تكمن مشكلتنا  الأساسية. هنا يكمن الداء العضال. من سيترجم ثلاثية هانز كونغ  عن المسيحية واليهودية والإسلام لكي نعرف معنى التداخل التفاعلي أو الجدلية الخلاقة بين الدين والفلسفة ؟".

قال الفيلسوف بول ريكور (1992): "أن نترجم لا يعني فقط أن ننقل من لسان شعب إلى لسان شعب آخر. بل بالآساس أن نقبل بوجود شيء من قبيل مبدا القابلية الكونية للترجمة". وأضاف "أن نرفع عبقرية لساننا إلى مستوى عبقرية اللسان الأجنبي". وبعبارة أخلاقية: "يتعلق الأمر أن نسكن عند الآخر, من أجل أن نقوده إلى بيتنا بصفته ضيفًا مدعوًّا". وليس من سند مناسب لهذه المهمة مثل "تبادل الذاكرات الثقافية" (المصدر:  فتحي المسكيني، الهجرة إلى الإنسانية، نشر كلمة، 2016. ص. ص. 197-198).

NB : « On ne peut jamais traduire intégralement un mot arabe, car toute traduction supprime les réseaux de communication qui lient entre eux et colorent les mots d’une même racine. Toute traduction est dès lors un appauvrissement et une distorsion » (Source : Ma Religion c’est la liberté, Mohamed Talbi, traduit par Mohamed Salah Barbouche, éd. Nirvana, Tunis, 197 pages. p. 61).

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire