سَيِّدُ العصر (رأس المال)
استعان بالبيداغوجيا ليجعل منا كلنا بروليتاريا العصر (مدرس، طبيب، مهندس)، نعمل
ونفكر كما يشاء هو لا كما نشاء نحن !
مَن ينتظر أن يعلمه أستاذه الخصال التالية: التضامن،
الشجاعة، الإصداع بالحق، الكرم، الاعتزاز بالنفس، نكران الذات، الصدق، عمل الخير،
التعفف ؟ ننسى أو نتناسى أن فاقد الشجاعة لا
ولن يعلم الشجاعة ! الأستاذ لا يحب إلا التمثال الذي صنعته بيداغوجيته هو وفي داخله
دفن التلميذَ حيًّا. الأستاذ صنع تمثالا تلميذا نجيبا مطيعا دفن فيه تلميذا تواقا
للمبادرة الحرة ! اليوم لم تعد البداغوجيا تلعب الدور التي كانت تلعبه بالأمس
اصطحاب التلميذ إلى مدارج المعرفة بل أصبحت تقنية تحكم في أيدي الرأسماليين ! عصا المعلم
الخشبية مُنِعَتْ في
التعليم فعوضتها البيداغوجيا بعصا التقييم الجزائي والإشهادي(les notes et les diplômes) وهي أشد
إيذاءً للتلميذ من الخشبية ! البيداغوجيا لا تعترف بنظرية التعقيد (la
complexité) وتقسّم المجتمع إلى معلم
ومتعلم وإلى ذكي وغبي متجاهلة حقيقة أن الذكاء لا يُصنَّف !! البيداغوجيا،
مثلها كمثل التكاثر اللاجنسي، لاتنتج الجديد ولا تغير المجتمع إلى الأفضل: إنسانيا
لا تنتج إلا نُسَخًا مطابقةً للأصل وكفاءات تقنية دون رسالة إنسانية ! المفارقة أن
الأم -أفضل مربية لأولادها- لم تَدْرُسْ البيداغوجيا ولا الديداكتيك وربما نجحت
بفضل عاطفتها وبفضل رغبة الابن في التعلم من أمه دون سواها ! معلم جاهل
بالبيداغوجيا قد يكون أفضل من عالم بها لأنه ليس بارعا في آليات التحكم مما قد
يفتح مجالا للمبادرة الحرة لدى التلميذ نفسه !
Pour en savoir plus, prière
lire le livre de Roland GORI,
La fabrique des imposteurs,
BABEL, 2015 (308
pages, 8,7 euros).
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire