لقيطُ حضارات،
ليس بِـملحدٍ وليس بِـمسلِمٍ، شِبْهْ شِبْهْ، نصفُ جاهلٍ نصفُ مثقفٍ، مغرورٌ ومحدودٌ،
طيّعٌ لرئيسِه صلبٌ مع مرؤوسيه، ضعيفٌ مع الأشدّاء شديدٌ مع الضعفاء، خبيثٌ وخُبثُه
مفضوحٌ، يعبد الفلوس ولا يعصَى لها أمرًا، وإذا لم تكن الفلوس بين يديه فهو يعرف أقرب
السُبُل للوصولِ إليها، عاشقٌ للحيلة وتاركٌ للفضيلة، نبيٌّ مختص في التفاهات
والأفكار البتراء وحب الذات الصغيرة، أناني حتى النخاع، مستهلكٌ للأساطير
والخرافات، ثقيل الظل لم تغير من قِيَمِه السوقية ثورةٌ بأكملها، غيرُ مهذبٍ، غيرُ
قارئٍ للكُتُبِ، قصيرُ الذاكرةِ التاريخيةِ، مُنبتٌّ لكنه يرى نفسَه أكثر أصالةً
من الأصلِ، يتكلم عدّة لغات ولا يتقن أي واحدةٍ منها، له استعداد وقابلية للرشوة
والارتشاء في آن، يُدينُ العنصرية في الخارج ويُمارِسُها في الداخلِ، يُدافعُ عن
حقوقِ المرأة في المقهى ويَدوسها بقدمية في المنزل، يقدّس أمه ولا يحترم أم أولاده،
انتهازي بامتياز، ثوريُّ الخطابِ رِجعيُّ الفعلِ. ربي يخليه لُمُّو !
يبدو لي أن هذا النوع البشرِي من التوانسة لا يحتاج إلى مخ يفكر به، فنخاعٌ
شوكيٌّ يكفيه لقضاء حاجاته الحيوانية، دون تعميمٍ طبعًا على كل التونسيين الذين
يوجد من بينهم فقراء شرفاء وهم والحمد لله أكثر.
Source
d’inspiration: Politique du rebelle. Traité de résistance et d`insoumission.
Michel Onfray, Ed Grasset, 1997, page 193.
إمضائي: "وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر
آخر" (جبران)
تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، السبت 1 أفريل 2017.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire