vendredi 10 juin 2022

الإصلاح التربوي: بأي واقع بيروقراطي ثقيل ستطبِّق وزارةُ التربية "الحَوكَمة الرشيدة" داخلها ؟

 

تعريف المفهوم:

مفهوم "الحوكمة الرشيدة" (La bonne gouvernance) هو مفهوم أنڤلو-ساكسوني حديث من أصل إغريقي ولا يمت لحكم الخلفاء الراشدين -رضي الله عنهم- بِأي صِلَة.

Selon la Banque Mondiale, la bonne gouvernance est la manière par laquelle le pouvoir est exercé dans la gestion des ressources économiques et sociales d'un pays au service du développement.

الواقع البيروقراطي الثقيل

- تَضُمُّ الإدارات المركزية لوزارة التربية الموجودة بالعاصمة قرابة 1600 موظف عمومي، منهم حوالَي 50 متفقدا بيداغوجيًّا عامًّا مرسّمًا لا شغل لهم سوى قبض مرتباتهم العالية نهاية كل شهر مع الإشارة إلى أن وزارة التربية السويدية فيها وزير وكاتبة واحدة فقط على مساحة 300 م2.

- تَضُمُّ المندوبيات الجهوية لوزارة التربية الموجودة بالولايات الـ24 قرابة 2400 موظف عمومي مرسم بمعدل مائة موظف لكل مندوبية.

- تُشغِّلُ الوزارة في كل الجمهورية ما يقارب 624 مفقدا بيداغوجيًّا في التعليم الإعدادي والثانوي بمعدل 2 لكل مادة من مجموع 13 مادة تدريس في 24 مندوبية جهوية، أضِفْ إليهم نفس العدد أو أكثر في التعليم الابتدائي. لن تتعطل الدروس دقيقة واحدة ولن يتضرر تلميذٌ واحدٌ لو غابوا كلهم في يوم واحد مع العلم أن أنجح نظام تعليم في العالم، النظام الفنلندي خالٍ تماما من المفقدين البيداغوجيين ولذلك -حسب رأيي- فاز وتفوّقَ.

- تُشغِّلُ الوزارة في كل الجمهورية ما يقارب 240 مرشدًا للتوجيه (يعادل رتبة ومرتب متفقد) بمعدل 10 لكل مندوبية جهوية، جل عملهم يقوم به مئات الأساتذة المكلفون بالتوجيه.

الحصيلة: 50 متفقد بيداغوجيّ عامّ + 1248 متفقد بيداغوجيّ + 240 مرشد للتوجيه = 1538 مرتب مرتفع نسبيا مقابل شغل موسمي محدود.

لو طبقنا في تونس نموذج تفقد "المراقبة عن بعد و الدعم و العلاج عن قرب" الذي يُطبَّق في الشيلي وبعض مقاطعات سويسرا: تختار وزارتُنا 1538 مدرسة تونسية تعاني من صعوبات بيداغوجية. تعيّن الوزارة في كل مدرسة ضعيفة متفقدا بيداغوجيًّا واحدا أو مرشدًا للتوجيه. يسكن فيها ويرافق المدرّسين طيلة السنة ويشرّكهم في تحمّل المسؤولية التربوية ويحثهم على الاجتهاد لإيجاد حلول لمشاكلهم تكون من صنعهم. وفي نهاية السنة الدراسية تجمعهم الوزارة وتجنّدهم للإشراف على اجتياز الامتحانات الوطنية وعلى التوجيه الجامعي بعد الباكلوريا. وهكذا حسب رأيي المتواضع تكون "الحوكمة الرشيدة" أو لا تكون.

مصدر الأرقام: متفقد إداري-مالي عام بوزارة التربية لا يرغب في ذكر اسمه.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire