samedi 25 juin 2022

هل يحق لي أو لا يحق أن أقارن بين نظامنا التربوي في الستينيات ونظام فنلندا الحالي ؟ (الجزء الأول)

  

عندما طالبتُ بتطبيق النموذج التعليمي الفنلندي (النموذج المجاني الأفضل والأنجع في العالم) في تونس بعد ثورة 14 جانفي 2011، رد عليّ أصدقائي الفيسبوكيين ووصفوني بالمثالية الأفلاطونية وحمّلوني خطأ الاستشهاد بالنماذج التربوية الخارجية وإهمال الخصوصية التونسية واستيراد البرامج المسقطة وغيرها من التهم الجاهزة مثل "هذا على الحساب قبل أن أقرأ الكتاب". أرجوكم، اقرؤوا تجربتي الذاتية إلى الآخر وتمعّنوا في حججي قبل أن تحكموا لي أو عليّ.

وُلِدتُ في 16 نوفمبر 1952 بقرية جمنة من أب تونسي وأم تونسية وأتممتُ دراستي بتونس وقليلا بفرنسا ولم أعش ولم أدرس يوما واحدا بفنلندا نموذج المقارنة سابقا.

1.    الابتدائي من سنة 1958 إلى 1965:

درَستُ سبع  سنوات ابتدائي (رسبت بالسنة الرابعة) بالمدرسة الابتدائية بجمنة التي بناها الاستعمار الفرنسي سنة 1952 وما زالت مربعات أرضية قاعاتها سليمة إلى اليوم (عام 2016) في حين انهارت جدران قاعات بُنيت بـ"كفاءات" تونسية بعدها بـ 50 سنة. كانت المدرسة آنذاك أجمل ألف مرة من منازلنا، مَنَحَتنا مجانا أقلاما وكتبا وكراريس. في سن السادسة، وفّرت لنا كل صباح كأسا من الحليب المجفف الممزوج بالماء الساخن وعند الغداء وجبة تتمثل في صحن مقرونة جارية، وجبة غير متوازنة لكنها لذيذة وقديما قالوا أن "الجوع هو أمهر الطباخين". كانت المدرسة قريبة من ديارنا ولم نكن في حاجة إلى وسيلة نقل. عوض المحفظة، كنا نستعمل كيسا من القماش الأبيض لنحفظ داخله أدواتنا القليلة، كيس ورثناه عن عمنا سام  الأمريكاني، كيس كان مملوءًا قمحا، كُتِب عليه باللون الأزرق "ليس للبيع ولا للمبادلة" ويحمل صورة علم أمريكا.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire