jeudi 16 juin 2022

تدخلي الرابع في ندوة "الحوار حول إصلاح المنظومة التربوية: من المخرجات إلى الأجرأة" (الحمامات في 21-24 أفريل 2016)

 

 

حول تكوين ملف لمتابعة النموّ الذهني للتلميذ: مَن سيمسك بهذا الملف المهم لو قُدِّر له الظهور؟ لقد سبق وكونّا عديد الملفات حول التلميذ، كلها تأديبية أو جزائية أو إشهادية ؟ حان الوقت أن نكوّن لفائدته ملفا علميا يقدم له خدمات بعد ما أبدعنا في رصد هفواته وتعقب أخطائه وتسليط أقسى العقوبات عليه.

يبدو لي أن مدرّسه المباشر هو أكفأ شخص مؤهل للقيام بهذه المهمة التي قد يستفيد منها المدرّس قبل التلميذ. الطبيبة الإيطالية ماريا مونتيسوري، رائدة البيداغوجيا والديداكتيك والنموّ الذهني للطفل قبل بياجي وفيڤوتسكي، قالت منذ سنة 1900: "المدرّس باحث ميداني أو لا يكون". وللأسف الشديد فإن البحث الميداني  (La Recherche-Action) مجالٌ أهملناه أو غيّبناه في مؤسساتنا التربوية في الأساسي والثانوي واكتفينا بالبحوث الجامعية (La Recherche Fondamentale: master, doctorat et post-doctorat) التي غالبا ما تكون نُسخًا باهتة لبحوث غربية سبقتها ولذلك بقيت مركونة في رفوف مكتبات الجامعات التونسية ولم ولن ترى النور ما دامت لا تدرس واقعنا.

تتمثل مهمة الماسك بملف النموّ الذهني للتلميذ في متابعة نتائج التلميذ ورصد عثراته التعلمية وتسجيل أخطائه المعرفية وتصوراته العلمية وغير العلمية وكشف العوائق التي قد تعرقِل نموّه الذهني (عوائق إبستمولوجية أو عضوية أو اجتماعية أو نفسية أو ذوقية ومزاجية أو ميولاته الفنية والفلسفية، إلخ).

 

إضافة

أعلمتني ابنتي عبير المقيمة بكندا أن مِثل هذا الملف موجود بكندا ويضم التطوع للقيام بأعمال مجانية خيرية يُطالَبُ بها تلميذ الثانوي وتُثري ملفه الدراسي (عَشرة ساعاتٍ في العام الأول في المعهد، تُضاف لها كل عام عَشرةٌ أخَرْ، ولا يتسلم الناجح في الباكلوريا شهادته إذا لم ينجز ساعاته كاملة)، مثلا: يقوم التلامذة الكنديون المسلمون وغير المسلمين بخدمة الكنديين المسلمين في أعيادهم الدينية ويمنح منظمو هذه الحفلات العامة شهادة مشاركة للتلميذ المتطوع، شهادة شرفية يستظهر بها في معهده وتُحفظُ في ملفه المدرسي للعِبرة والتاريخ، أي شعبِ هذا ؟ ما أبعدنا عنه لكننا قادرون على مثل ما فعل. تنقصنا الإرادة السياسية فقط، أي ينقصنا كل شيء ! 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire