lundi 27 juin 2022

مفاهيم إسلامية ، لا أفهم لماذا إذا نطقتَها بالعربية، جُل "الحداثيين" التونسيين يشمئزون، ماركسيون وليبراليون، وإذا نطقتَ مرادفاتها بالفرنسية ينشرحون ؟ مواطن العالَم البستاني، متعدّد الهُويات

 


 Des concepts islamiques

مقدمة: تجنّبًا لمناكفات أصحاب العقول الإقصائية الإستئصالية المتحجرة والمنغلقة لدى الجهتين، "حداثيين" وإسلاميين: أنا أناقش الفكرة لا تطبيقاتها في التاريخ (تطبيقات سادت ثم بادت ولن تجدها مثلما كانت إلا في مخيلة الإسلاميين السلفيين الأرتدوكسيين). لا أناقش تطبيقاتها في الحاضر والمستقبل لأنها ببساطة لم تُطبَّقْ بعدُ. أناقش الفكرة من وجهة نظر مواطن فرد تونسي مسلم يساري علماني وليس من وجهة نظر فقهية إسلامية أو إيديولوجية لأنني لستُ ماركسيًّا ولا إسلاميًّا ولا قوميًّا ولا ليبراليًّا، فوجهوا سهامكم أيها المناكفون حيث تصيب أهدافَها. أناقشها بعفوية مَن تَرَبَّ في حضن أمٍّ لم ترضعّه إلا الحب وفطمته عن الكُرهِ لكن وللأسف تَعَلَّمتُ الكُرهَ مكرهًا عن الآخرين ثم ندمتُ ورجعتُ إلى أصلي صاغِرًا (c’est ce qu’on appelle l’indigénisation). أنا وعيتُ حديثًا أنني لست مثل الآخرين، أنا عدوٌّ شرسٌ للحداثة وما بعد الحداثة، خاصة في ثوبها الرأسمالي المركزي-الأوروبي الحالي العنصري الإرهابي (l’eurocentrisme).

ملاحظة: أرجو من القارئ أن ينتبه إلى نقطة الضعف التي تتميز بها عادةً الكتابة الفيسبوكية، جداريات (statuts réduits) ومقالات قصيرة. نقطة ضعفها تتمثل في اختزال رحابة الفكرة وتعقيداتها (la complexité de l’idée) إلى حدّ تشويهها في بعض الأحيان.

 

بعض المفاهيم الإسلامية التي خطرت ببالي:

1.     مفهوم الخلافة

Aujourd’hui c’est l’union qui fait la force, exp: l’union européenne ou l’union américaine:

نُطقُ المفهوم بالعربية (الخلافة) لا يوحي في أذهان "الحداثيين" إلا بـحزب التحرير وداعش، أما بالفرنسية (l’union) فهو مطلبٌ ملِحٌّ وأملُ العربِ والمسلمين أجمعين.

لا ألوم المنبَتِّين (جل اليساريين والليبراليين) لكنني أتعجب خاصة من القوميين الذين ينادون بوحدة عربية ويرفضون الوحدة العربية-الإسلامية، والمفارقة أن عربيتهم عِرقية عنصرية أما عربية الحضارة العربية-الإسلامية فهي عربية لغوية، عربية حضاريًّا وإنسانيًّا أرحب بكثير.

2.     مفهوم الأحباس أو الوقف

C’est ce qu’on appelle aujourd’hui les fondations:

بالعربية (الأحباس) يرونه مصيبة وبالفرنسية (les fondations) يرونه روعة.

3.     مفهوم الزكاة

C’est ce qu’on appelle aujourd’hui l'impôt de solidarité sur la fortune:

بالعربية (الزكاة) يرونه رجعية وبالفرنسية (l'impôt de solidarité sur la fortune) يرونه عدلاً وتضامنًا بين الأغنياء والفقراء.

4.     مفهوم الشورى

C’est ce qu’on appelle aujourd’hui la démocratie:

نُطقُه بالعربية (الشورى) لا يوحي في أذهان "الحداثيين" إلا بحزب النهضة والنهضاويين أما  نُطقُه بالفرنسية (la démocratie) فهو عسلٌ مستورَدٌ.

5.     مفهوم جهاد النفس

Maîtriser ses désirs, surtout ceux qui ne sont pas naturels et indispensables comme la plupart de nos désirs d’aujourd’hui, les désirs façonnés par notre société de consommation d’aujourd’hui, la société postmoderne liquide de Zygmunt Bauman:

جهادْ.. أعدْها عليَّ  ثانيةً..

Je veux dire comme l’a bien dit le philosophe athée, Michel Onfray : « philosopher, c’est philosopher sur ses désirs »..

Ah bon, si c’est Onfray qui l’a dit, pas de problème, on est totalement d’accord

أضيفُ لك مصدرًا غربيًّا آخر مما تحب: عالِم الأنتروبولوجيا ليفي ستروس

(Claude Lévi-Strauss, 1908-2009) قال: "وُلِدت الحضارة يوم تعلم الإنسان كَبْحَ رغباته الجنسية الحيوانية وصرف نظره نهائيًّا عن نِكاح المحارم (l’inceste)".

وأنا أقول: كلما كَبَحَ الإنسانُ شهواته المضرّة بأخيه الإنسان كلما ابتعد درجة عن أصله الحيواني وكلما صعد درجة في سلّم الإنسانية كلما اقترب أكثر من السعادة الروحانية.

 

ملاحظة: أعي جيدًا أن لكل مفهومٍ تاريخٌ، لكنني، وفي نفس الوقت، أعي أيضًا أن المفهومَ كالكائن الحي، ينمو، يتطوّر وتتغير ملامحه من زمنٍ إلى زمنٍ.

أنهِي بسؤال: لماذا أنا أرى حُسنًا فيما يراه رفاقي قُبحًا ؟ ربما لأنني اكتشفتُ بهاءَ بعض المفاهيم الإسلامية بلغة أجنبية (certains concepts islamiques). قرأتُ للأجنبيَّ الذي لا يكره الإسلام ولا المسلمين وفي نفس الوقت لا يتعصّب للإسلام ولا للمسلمين ومثله أصبحتُ أحب هويتي ولا أكره هوية مَن علمني.

 

إمضائي (مواطن العالَم البستاني، متعدّد الهُويات، l’homme semi-perméable، أصيل جمنة ولادةً وتربيةً، يساري غير ماركسي حر ومستقل، غاندي الهوى ومؤمن بمبدأ "الاستقامة الأخلاقية على المستوى الفردي" - Adepte de l’orthodoxie spirituelle à l’échelle individuelle):

"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك، فدعها إذن إلى فجر آخر" (جبران)

À un mauvais discours, on répond par un bon discours et non par la violence. Le Monde diplomatique



تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 6 ديسمبر 2019.

 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire