الحقائق الخَمس
الدالّة بوضوح على فساد المنوال الاقتصادي الرأسمالي الليبرالي:
1. "استقلالية البنك المركزي" أكبر حيلة لنهب المال العام: البنك
المركزي المستقل يُقرِض البنوك الخاصة بفائض ضعيف وهي بدورِها تُقرِض الدولة بفائض
أكبر.
2. فكرة "الحوكمة الرشيدة" فكرة غير رشيدة بالمرة وهي في الواقع نوعٌ
من الحكم المحلي الذي يُنفِّذ إملاءات (FMI, BM & Co) ويشجّع خوصصة القطاع
العام.
فكرة "الحوكمة الرشيدة" هي في الواقع نوع من
إعادة تأهيل المؤسسات العمومية حتى تكون خاضعة لمواصفات السوق وقابلة لبيعها
للخواص.
فكرة "الحوكمة الرشيدة" تهدف أساسًا إلى إعادة
تأهيل الشركات العمومية ثم خوصصتها. صفقة الخوصصة
لا يربح فيها إلا الشاري رجل الأعمال الرأسمالي فقط ويخسر فيها عمال الشركة (طرد
بالجملة) والمواطنون المستفيدون من سلعها أو خدماتها متواضعة الأسعار (الشاري رجل
الأعمال يزيد في أسعار السلع أو الخدمات) والدولة (تبيع الملك العمومي عادةً بأبخس
الأثمان مقابل رشاوي لمسؤولين حكوميين فاسدين). مثال 1: شركة تليكوم الفرنسية، بعد
خوصصتها استغنت على 22 ألف عامل وغيرت اختصاص 10 آلاف آخرين وخلال سنتي 2008-2009
انتحر 35 من موظفيها. مثال 2: "بنك الزيتونة" التونسي الخاص أمِّمَ بعد
ثورة 2011 وحقق أرباحًا كثيرة بالمقارنة مع باقي البنوك العمومية لكنه ويا
للمفارقة هو أول بنك أعِيدت خوصصته من جديد. لماذا ؟ لغرض في نفس يعقوب الفاسد (يعقوب
هنا هو المسؤول الحكومي المرتشي والشاري رجل الأعمال الرأسمالي الراشي).
3.
قيمة رؤوس الأموال المهرّبة من دول الجنوب نحو دول الشمال تفوق بكثير
ما يسمّى بـ"إعانات دول الشمال إلى دول الجنوب" مَن يُعين مَن ؟
سويسرا
دولة ديمقراطية محايدة ومسالمة لكنها تحمي السر البنكي لحرفائها الأجانب الذين قد
يكون من بينهم متهربين من الضرائب في بلدانهم الأصلية.
4. سياسة محاربة الفساد في دول العالم الثالث تتغاضى دائمًا على أصل الداء
المتمثل في الاستعمار الاقتصادي (FMI, BM & Co) والنهب الممنهج والمقنن
التي تقوم به للشركات الوطنية أو الشركات متعددة الجنسية.
سياسة محاربة الفساد في دول العالم الثالث عادة ما يمليها
فاسدون دوليون (FMI, BM & Co) وينفذها مسؤولون حكوميون
محليون مرتشون ويستفيد منها خواص راشون محليون أو أجانب.
الدوائر المالية العالمية لا تقول لنا ما تفعله بنا ولا
تفعل بنا ما تقوله لنا. تقول لنا ما لا تفعله بنا وتفعل بنا ما لا تقوله لنا.
5. "حق تقرير المصير" أكبر
كذبة على شعوب العالم الثالث: مصائر هذه الشعوب تحددها الدوائر المالية
العالمية (FMI, BM & Co) فلا سيادة وطنية ولا
هم يحزنون.
Source d’inspiration : La
Médiocratie. Avec Politique de l’extrême centre et « Gouvernance »,
Alain Deneault, Éd. LUX, Québec 2016, 330 pages, prix 8 €.
إمضائي: "إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمَك
فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" (جبران)
تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 22 جوان 2022.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire