Source : Conférence
d’Anton DE GRAUWE, spécialiste des programmes, Institut International de la
planification de l’éducation, UNESCO.
Titre de la
conférence : L’inspection dans différents systèmes éducatifs à travers le
monde.
سأعرض عليكم أربعة نماذج
نمطية مثالية من التفقد في العالم حتى تقارنوا بينها:
1. نموذج التفقد الذي يعتمد طريقة الدعم عن قرب
-
يُطبق
في الشيلي بعد رحيل "بينوشيه" لأن الدولة الجديدة تبحث عن شرعية في
الحكم من خلال اعتماد خطة لإلغاء الفوارق
الجهوية في التنمية. ويُطبق أيضا في بعض مقاطعات سويسرا وفي بعض البلدان النامية
كـ"سيرلنكا" مثلا من قِبل بعض المنظمات غير الحكومية.
-
هذا النموذجُ ينتقد
النموذجَ الأول والثاني (أقصد الكلاسيكي والمركزي): كل مدرسة تمثل حالة فريدة من
نوعها وعلى نظام التفقد عن قرب أن لا يعامل كل المدارس بنفس الكيفية مثلما هو جارٍ
به العمل في نموذجَي التفقد الكلاسيكي والتفقد المركزي.
-
يعتمد
هذا النموذج على المراقبة عن بعد والدعم و العلاج عن قرب. يترك المدارس المتفوقة
نسبيا تتصرف بحرية واستقلالية وتسيير ذاتي. يهتم هذا النموذج خاصة بالمدارس
المتدنية والتي تعاني من مشاكل وتحتاج إلى دعم.
-
اختار
نظام التفقد في الشيلي تسعمائة مدرسة متدنية النتائج من بين تسعة آلاف مدرسة موجودة
في البلاد وقرر مساعدتها ودعمها للنهوض برسالتها التربوية على أحسن وجه.
-
لم
يَعُد يُسمى القائم بمهمة التفقد متفقدا بل يُسمى "مشرفا تقنيا
بيداغوجيا".
-
يتكفل
كل مشرف بمدرستين أو ثلاث مدارس فقط. لا يقتصر دوره على المراقبة فقط مثل متفقد
النموذج المركزي بل يقوم بالعمل مع إطارات المدرسة في ورشات على مدى ثلاث سنوات
لتحسين النظام التربوي داخلها. مهمة المشرف ليست بسيطة بل معقدة وهي توفر حلولا
أكثر من أن تخلق مشاكل. يقوم المشرف بدوره كممثل للإدارة المركزية وفي الوقت نفسه
كمرافق للمدرسين يشرّكهم في تحمّل المسؤولية التربوية ويحثهم على الاجتهاد لإيجاد
حلول من صُنعهم تكون ملائمة لهم ولمدرستهم. يتكون فريق العمل من المشرف والمدرسين
والمدير وهذا الأخير هو الذي يرأس الفريق وله الحق في تفقد المدرسين العاملين في
مدرسته.
-
يتكون
سلك التفقد في الشيلي من نواة مركزية قليلة العدد، متركبة من خمسة أو ستة مشرفين
تقنيين بيداغوجيين يحددون سياسة نظام التفقد وجهاز جهوي يتكفل بتكوين المشرفين
التقنيين البيداغوجيين المحليين وجهاز قريب من المدارس حيث يوجد العدد الأكبر من
المشرفين التقنيين البيداغوجيين.
-
قلل
النظام التربوي في الشيلي من عدد المدارس المحتاجة حتى يستطيع توفير مشرف تقني
بيداغوجي عن قرب لكل مدرستين أو ثلاث مدارس
ضعيفة النتائج.
-
لا
يهتم المشرف التقني البيداغوجي بالمسائل المالية الخاصة بالمدرسة ويتفرغ لمهمة
الدعم والعلاج البيداغوجي.
ما هي نقاط القوة في نموذج
التفقد الذي يعتمد طريقة الدعم عن قرب؟
-
نظام
تفقد هرَمِي حيث يوجد عدد قليل من المشرفين التقنيين البيداغوجيين في القمة والعدد
الأكبر من المشرفين يتواجد في القاعدة قرب المدارس يعني في المكان المناسب الذي
نحتاجهم فيه. بيروقراطية قليلة ورجال ميدان كُثر.
-
طاقم
عمل قادر على تقديم خدمة مرنة للمدرسة والمجتمع، يركّز على المدارس الأكثر ضعفا في
النتائج من غيرها.
-
تخلّص
هذا النموذج من التفقد من عبء التفقد الإداري وركز على الدعم والعلاج عن قرب
للمدارس ضعيفة النتائج.
ما هي نقاط الضعف في نموذج
التفقد الذي يعتمد طريقة الدعم عن قرب؟
-
لا
يشمل هذا النموذج كل المدارس ضعيفة النتائج في البلاد.
-
عند
تطبيق هذا النموذج، قد تتحسن المدرسة لكن ببطء شديد.
-
يتطلب
هذا النموذج قاعدة بيانات رقمية مفصلة جدا قد لا تكون متوفرة في البلدان النامية.
-
يتطلب
تغييرا جذريا في ثقافة التفقد: لا نطلب من المتفقد تغيير مقاربته الذاتية فرديا
لأنه خاضع إلى جهاز تفقد يعتمد على المقاربة القديمة التي تنظر بنفس العين إلى كل المدارس وكأنها متساوية وهي
في الواقع متفاوتة حتى في بلدان النموذج الكلاسيكي أوالمركزي المتقدمة كفرنسا أو
النامية كتونس والمغرب والجزائر وموريتانيا ولبنان.
-
من حسن حظ الشيلي أين يُطبق هذا النموذج أن عدد مدارسها ضعيفة
النتائج قليل نسبيا لذلك قد يصعب تطبيق هذا النموذج في جل
البلدان النامية حيث تحتاج تسعين في المائة من مدارسها للدعم والعلاج عن قرب. لكن
يبقى دائما من الأفضل أن نقدّم الدعم والعلاج عن قرب بصفة جدية مثلا لثلاث مدارس
متدنية فقط عوض أن نقدمه بصفة سطحية لـخمس وعشرين.
-
المدرسة التي تمتعت بمساعدة المشرف لمدة ثلاث سنوات فقط،
قد تنتكس بعد مدة قصيرة وتعود من جديد لمجابهة مشاكل جديدة لذلك يفكر المشرفون على
هذا النموذج في الشيلي في تمديد مدة الإشراف على المدرسة والدعم عن قرب إلى خمس
سنوات عوض ثلاث.
-
استعانت الوزارة في هذا البرنامج بالمتفقدين القدامى الذين عملوا في فترة حكم
"بينوشيه" بعد ما أقنعتهم بالمقاربة الجديدة المتمثلة في الدعم والعلاج
عن قرب عوض التفقد الكلاسيكي المعمول به قَبل سنة 1990 أي في عهد
"بينوشيه".
Un
long article à suivre demain et après demain…
المصدر: كتابي، الإشكاليات العامة في
النظام التربوي التونسي - سَفَرٌ في الديداكتيك وعِشْرَةٌ مع التدريس (1956-2016)، طبعة حرة، 2017 ، 488 صفحة (ص.ص. 120-123).
إلى المنشغلين والمنشغلات
بمضامين التعليم:
نسخة
مجانية من كتابي "الإشكاليات العامة في النظام التربوي التونسي" على شرط
التسلم في مقهى الشيحي أو نسخة رقمية لمَن يرغب
فيها ويطلبها على شرط أن يرسل لي عنوانه الألكتروني (mail).
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire