تعريف المفهوم:
مفهوم "الحوكمة
الرشيدة" (La bonne
gouvernance) هو
مفهوم أنڤلو-ساكسوني حديث من أصل إغريقي ولا يمت لحكم الخلفاء الراشدين -رضي الله
عنهم- بِأي صِلَة.
Selon la Banque
Mondiale, la bonne gouvernance est la manière par laquelle le pouvoir est
exercé dans la gestion des ressources économiques et sociales d'un pays au service
du développement.
الواقع البيروقراطي الثقيل
- تَضُمُّ الإدارات المركزية لوزارة التربية
الموجودة بالعاصمة قرابة 1600 موظف عمومي،
منهم حوالَي 50 متفقدا بيداغوجيًّا عامًّا مرسّمًا ولا شغل لهم سوى قبض مرتباتهم
العالية نهاية كل شهر مع الإشارة إلى أن وزارة التربية السويدية فيها وزير وكاتبة
واحدة فقط على مساحة 300 م2 فقط.
- تَضُمُّ المندوبيات الجهوية لوزارة التربية الموجودة
بالولايات الـ24 قرابة 2400 موظف عمومي مرسم بمعدل مائة موظف لكل مندوبية.
- تُشغِّلُ الوزارة في كل الجمهورية ما يقارب 624
متفقدا بيداغوجيًّا في التعليم الإعدادي والثانوي بمعدل 2 لكل مادة من مجموع 13
مادة تدريس في 24 مندوبية جهوية، أضِفْ إليهم نفس العدد أو أكثر في التعليم
الابتدائي. لن تتعطل الدروس دقيقة واحدة ولن يتضرر تلميذٌ واحدٌ لو غابوا
كلهم في يوم واحد مع العلم أن أنجح نظام تعليم في العالم، النظام الفنلندي خالٍ
تماما من المتفقدين البيداغوجيين ولذلك -سب رأيي- فاز وتفوّقَ.
- تُشغِّلُ الوزارة في كل الجمهورية ما يقارب 240
مرشدًا للتوجيه (يعادل رتبة ومرتب متفقد) بمعدل 10 لكل مندوبية جهوية، جل عملهم
يقوم به مئات الأساتذة المكلفون بالتوجيه.
الحصيلة: 50 متفقدا
بيداغوجيّا عامّا + 624 متفقدا بيداغوجيّا + 240 مرشدا للتوجيه = 914 مرتبا مرتفعا
مقابل شغل موسمي محدود.
لو طبقنا في تونس
نموذج تفقد "المراقبة عن بعد والدعم والعلاج عن قرب" الذي يُطبَّق في
الشيلي وبعض مقاطعات سويسرا: تختار وزارتُنا 624 مدرسة تونسية تعاني من صعوبات
بيداغوجية. تعيّن الوزارة في كل مدرسة ضعيفة متفقدا بيداغوجيًّا واحدا. يسكن فيها
ويرافق المدرّسين طيلة السنة ويشرّكهم في تحمّل المسؤولية التربوية ويحثهم على
الاجتهاد لإيجاد حلول لمشاكلهم تكون من صنعهم. وفي نهاية السنة الدراسية تجمعهم
الوزارة وتجنّدهم للإشراف على اجتياز الامتحانات الوطنية والتوجيه الجامعي بعد
الباكلوريا. وهكذا حسب رأيي المتواضع تكون "الحوكمة الرشيدة" أو لا تكون.
مصدر الأرقام: متفقد إداري-مالي عام
بوزارة التربية، محل ثقة من
الجميع لكنه لا يرغب في ذكر اسمه.
المصدر: كتابي، الإشكاليات العامة في
النظام التربوي التونسي - سَفَرٌ في الديداكتيك وعِشْرَةٌ مع التدريس (1956-2016)، طبعة حمرة، 2017 ، 488 صفحة (ص.ص. 163-164).
إلى المنشغلين والمنشغلات
بمضامين التعليم:
نسخة
مجانية من كتابي "الإشكاليات العامة في النظام التربوي التونسي" على شرط
التسلم في مقهى الشيحي أو نسخة رقمية لمَن يرغب
فيها ويطلبها على شرط أن يرسل لي عنوانه الألكتروني (mail).
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire