الزمان:
21 و22 و23 و24 أفريل 2016.
المكان: نزل
هدى بالحمامات
المنَظِّمون:
وزارة التربية والاتحاد العام التونسي للشغل والمعهد العربي لحقوق الإنسان.
الممول
الرسمي لكل الندوات على مدى عامين: جمعية فريدريش إبارت.
الحضور:
مِن 200 إلى 300 مشارك.
2.
تدخلي
الثاني
صَمَتٌ
احتجاجا على الشعار المعلق في قاعة الندوة والذي يقول: "غاية الإصلاح التربوي
إعداد مواطنين متجذرين في هويتهم العربية الإسلامية منفتحين على القيم
الكونية". يبدو لي
أننا لسنا متجذرين بالمعنى الشائع للكلمة ولا يجب أن نكون لأن داخل كل أصيل يوجد
بالضرورة دخيل وكل دخيل سيصبح مع مرور الزمن حتما أصيل وقرآننا يعطينا أكبر دليل
وما تضمينه كلمات أعجمية مثل "استبرق" و"جَدُّ" ربهم إلا جزء
قليل، ولسنا منغلقين كما قد يتبادر في أذهان الكثير ولو أردناه انغلاقا تاما
لهلكنا وما بلغنا غايتنا.
أليست
هويتنا العربية الإسلامية منفتحة بحكم نشأتها وتاريخها ؟ لا بل إن مفهوم
الحداثة ليس مفهومًا
وافدًا في حضارتنا بل على العكس هو مفهوم
متجذر فينا منذ العصر العباسي كما أكد ذلك الشاعر العظيم أدونيس. ألمْ تُبنَى
الحضارة العربية الإسلامية في دمشق وبغداد وطشقند وقرطبة
بسواعد وعقول مسلمين ومسيحيين ويهود من العرب والأكراد والأمازيغ والفرس والأتراك
والهنود، تُوحِّدهم اللغة العربية نُطقا وتدوينَا رغم تعدد أعراقهم ودياناتهم
ولهذا السبب الألسني بالذات وليس لغيره سُمِّيت حضارتنا الحضارة العربية مع أن حظ
العرب عرقيا فيها كان قليلاَ.
نحن نشأنا منفتحين وإلا عمّن ورثنا بقايا الانفتاح نحن سكان جمنة الستينيات ؟
كبرنا فأصابنا الوهن فأغلقنا الباب على أنفسنا من الداخل أو أحكموا الغلق علينا
كما يُحكم الغلق عادة على البهائم. النتيجة واحدة: ما نحن فيه وعليه ! الحل أو
البديل ليس بيدي، البديل ليس للبيع ولا للمبادلة، والبديل لا يُهدى لأنه ببساطة
ليس شيئا جاهزا مخبَّأً في جيب أحد مِنّا مهما أوتِيَ من فقهٍ أو عِلمٍ أو سلطةٍ.
يبدو لي أن خيرُ فتحٍ تم هو الفتحُ دون سيف أي
انتشار الإسلام ثقافيا عن طريق التجار في أكبر البلدان الإسلامية قديمًا،
أندونيسيا، أو انتشاره حديثًا بنسبة أقل عدديا في أوروبا والأمريكيتين دون جهادٍ
أو إكراهٍ. أليس هذا بدليلٍ على الانفتاح ؟ ثاني دليل حسب محمد الطالبي هو تواجد
40% من مسلمي العالم اليوم في
بلدان علمانية غير إسلامية، مواطنون يعيشون في سلام، يعملون ويشاركون في صُنع
المعرفة وإنتاج العلوم وبناء الحضارة الإنسانية. ثالث دليل يتجسم في تجذر الفكر
اليساري في جميع الدول العربية، فبعد ما كنا نعدّه دخيلاَ أصبح اليوم أصيلاَ وها
هو يصادق على الدستور الجديد "الضامن" و"الحامي" لهويتنا
العربية الإسلامية التي لا خلاف حولها اليوم بين اليسار واليمين ولا بين أقلية
وأغلبية ولا بين عروبة وأمازيغية ولا بين إسلام ومسيحية أو إلحاد أو يهودية أو
بهائية أو شيعة أو سُنّة.
المصدر: كتابي، الإشكاليات العامة في
النظام التربوي التونسي - سَفَرٌ في الديداكتيك وعِشْرَةٌ مع التدريس (1956-2016)، طبعة حمرة، 2017 ، 488 صفحة (ص.ص. 177-179).
إلى المنشغلين والمنشغلات
بمضامين التعليم:
نسخة
مجانية من كتابي "الإشكاليات العامة في النظام التربوي التونسي" على شرط
التسلم في مقهى الشيحي أو نسخة رقمية لمَن يرغب
فيها ويطلبها على شرط أن يرسل لي عنوانه الألكتروني (mail).
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire