mardi 15 septembre 2020

ثلاثةُ شروخٍ تشقُّ المجتمعَ التونسيَّ منذ ظهورِ الإسلاميينَ في السبعينيات من القرنِ الماضي ؟ تأليف مواطن العالَم

 

 

المقال مستوحَى فكرةً وأسلوبًا من كتاب:

François Burgat, L`islamisme en face, Ed. La Découverte, Paris, 1995

 

1.     شرخٌ سياسيٌّ يتمثل في حرب التنازع على السلطة بين نظامٍ متشبثٍ بالكرسي (بورڤيبة 31 عام وبن علي 23)، نظامٍ يرفض رؤيةَ وجهِه في المرآة أي لا يعترفُ بأنه فقد قاعدته الشعبية، ومعارضة إسلامية تساندها أغلبية (انتخابات 89) ومن حقها أن تُعامَلَ بشكلٍ أفضلَ.

2.     شرخٌ اجتماعيٌّ-اقتصاديٌّ: القاعدة الاجتماعية للمعارضة اليسارية (الطلبة المهاجرون غير الدستوريين محرومون من منحة دراسية في عهد بورڤيبة، والطلبة المفروزون أمنيًّا في عهد بن علي)، والمعارضة الإسلامية (عشرات الآلاف من السجناء السياسيين والمنفيين والطلبة الإسلاميين المفروزين أمنيًّا أيضًا والعسكريين والأمنيين والموظفين العموميين المفصولين عن العمل)، هذه الشريحة  الاجتماعية المضطهدة لم تأخذ  نصيبها من الثروة الوطنية (نفط، فسفاط، سياحة، أراضي دولية، إلخ)، ولم تستفد من المصعد الاجتماعي الذي وفّره التعليم العمومي والانفتاح الاقتصادي. كان الإسلاميون وأقاربهم يُمنعون من المشاركة في مناظرات وزارة الداخلية والجيش والقضاء.

3.     شرخٌ ثقافيٌّ: النخبة السياسية، الماسكة بالسلطة أو المتواجدة في صفوف المعارضة اللائكية (الأحزاب اليسارية والليبرالية)، كانت وما زالت تتطور داخل أطُرِ الثقافة الغربية الفرنكوفونية، وفي نفس الوقت لا تولِي أهمية كبرى للثقافة العربية الإسلامية الناطقة بالعربية، لا بل لا تتورّع عن وصفها وعن جهل بأبشع النعوت: ظلامية، رجعية، متخلفة، لاهوتية، قروسطية، فاشيّة، غير علمية، عنصرية جندرية، إلى آخر القائمة التي لا تنتهي.

 

إمضائي

"إذا كانت كلماتي لا تبلغُ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران

 

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الجمعة 3 أوت 2018.

 

 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire