Pamphlet
سليلُ ثلاثة آلاف سنة حضارة لكنه لقيطُ وليس ابناً شرعيّاً، لا للأمازيغ ولا للفينيقيين ولا للرومانيين ولا للمسلمين! ليس بِـملحدٍ وليس بِـمسلِمٍ، شِبْهْ شِبْهْ. نصفُ جاهلٍ نصفُ مثقفٍ. مغرورٌ محدودٌ. طيّعٌ لرئيسِه صلبٌ مع مرؤوسيه. ضعيفٌ مع الأشدّاء شديدٌ مع الضعفاء. خبيثٌ خبثُه مكشوفٌ. يعبد الفلوسَ ولا يعصَى لها أمرًا فإن لم تكن بين يديه فهو يعرف أقصرَ الطرقِ للاهتداءِ إليها. عاشقٌ للحيلة وتاركٌ للفضيلة. منافقٌ من الطراز الرفيع، ينافقُ حتى أمَّه وأباه. نبي مختص في التفاهات والأفكار البتراء وحب الذات الصغيرة. أناني حتى النخاع. مستهلك للأساطير والخرافات. سلفي لا يشبه السلف الصالح إلا في كثافة لِحِيِّهم. غدّار لم تغير من قِيَمِه السوقية ثورةٌ بأكملها. غيرُ مهذبٍ. غيرُ قارئٍ. قصيرُ الذاكرةِ. مُنبتٌّ يرى نفسَه أكثر أصالةً من أصلِه. يتكلم عدة لغات ولا يتقن حتى لغته الأم. لديه قابلية سريعة للرشوة والارتشاء في آن. ضد العنصرية في الخارج وعنصري في تونس. مع المرأة في المقهى وضدها في المنزل. يحترم أمه ويحتقر أم أولاده. انتهازي بامتياز. ثوري الخطاب رجعي الفعل. ربي يخليه لُمّو!
يبدو لي أن هذا النوع من البشرِ التونسي لا يحتاج إلى مخ يفكر به، فنخاعٌ
شوكيٌّ يكفيه لقضاء حاجاته الحيوانية، دون تعميمٍ على كل التونسيين، فالشرفاء موجودون
حتى وإن كانوا قلة قليلة.
إمضائي
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر"
(جبران)
تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، السبت 1 أفريل 2017.
Source
bibliographique: Politique du rebelle. Traité de résistance et d`insoumission.
Michel Onfray, Ed Grasset, 1997, page 193
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire